تداعيات متواصلة تفرضها الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد وأسواق المال العالمية التي لا تزال في حال ترقب لعمليات وقف إطلاق النار بين الجانبين، بينما ينتظر المستثمرون ما ستسفر عنه اجتماعات "أوبك +". وفي أوروبا ارتفعت مؤشرات أسواق الأوراق المالية مدعومة بأسهم البنوك وشركات التأمين، التي تتأثر بقوة بتحركات أسعار الفائدة، وذلك مع استمرار ارتفاع عائدات السندات الحكومية، في حين تحسنت الأجواء كذلك بآمال التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الأزمة الأوكرانية. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.7 في المئة مقترباً من مستواه قبل الحرب والذي سجله الأسبوع الماضي. وبات المؤشر الآن عند مستوى يقلّ بنسبة ثمانية في المئة عن أعلى مستوياته على الإطلاق والمسجل في أوائل يناير (كانون الثاني).
وقفز مؤشر أسهم البنوك الأوروبية 2.3 في المئة بعد مكاسب "وول ستريت" يوم الجمعة. وزادت عائدات السندات الأوروبية والأميركية مرة أخرى. وعلى صعيد العملات ارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من أسبوع، إذ استفاد من وضعه كملاذ آمن، كما أثار الصراع الروسي -الأوكراني توقعات بأن يرفع مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة.كما ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوياتها منذ سنوات عدة، وصعد الدولار، الإثنين الـ 28 من مارس (آذار)، إلى أعلى مستوياته أمام الـ "ين" الياباني منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015، مسجلاً 122.78 ين.
سوق العملات
وكان محافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا شدد في وقت سابق على أهمية استقرار سوق العملات، وقال إن "استقرار الـ (ين) الياباني مرغوب فيه"، مشيراً إلى ضرورة أن تتحرك أسعار العملات الأجنبية بشكل ثابت، مما يعكس الأساسات الاقتصادية والمالية. وأضاف كورودا أن بنك اليابان لا يعتقد أن ضعف الـ "ين" يعكس تآكل ثقة السوق بقيمة العملة اليابانية في سوق العملات، موضحاً أن وجهة نظر السوق هي أن الضعف الراهن في الـ "ين" الياباني يرجع إلى طلب المستوردين اليابانيين الزائد على الدولار، وآفاق رفع أسعار الفائدة الأميركية.
الأسهم الأميركية تتجاهل الحرب
وتجاهلت الأسهم الأميركية تداعيات الهجوم الروسي، ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة، لتسجل ارتفاعات للأسبوع الثاني على التوالي، الأمر الذي اعتبره محللون مؤشراً إلى تجاوز السوق الأكبر في العالم الآثار السلبية الناجمة عن صعود التضخم. وقفز مؤشر "ناسداك" خلال الأسبوع الماضي بنسبة اثنين في المئة، وصعد "إس آند بي 500" بنسبة 1.8 في المئة، وزاد "داو جونز" الصناعي 0.3 في المئة، واقتربت مكاسب مؤشر "إس آند بي 500"، الذي تقارن أغلب صناديق الاستثمار أداءها به بنحو أربعة في المئة منذ بداية مارس الحالي.
الذهب يتراجع
وتراجعت أسعار الذهب أكثر من واحد في المئة بعد ارتفاع الدولار الأميركي واستقرار عوائد الخزانة قرب أعلى مستوياتها منذ أشهر عدة، مع تركيز المستثمرين على محادثات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن. وتراجعت أسعار الذهب خلال التعاملات الفورية 1.2 في المئة إلى 1934.61 دولار للأوقية (الأونصة)، كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب واحداً في المئة إلى 1935 دولاراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كبير المحللين في "أواندا" جيفري هالي إن "الذهب يتراجع بعد توقف صعوده يوم الجمعة وارتفاع الدولار الأميركي هذا الصباح في آسيا". وارتفعت العملة الخضراء إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع، مما جعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى.
واستفاد الدولار من وضعه كملاذ آمن وآثار الصراع في أوكرانيا وتوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي أسعار الفائدة، بينما ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوياتها منذ سنوات عدة، بعد أن ساعدتها توقعات بتشديد مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي سياسته النقدية.
توقف ارتفاع المؤشر الياباني
وتراجع مؤشر "نيكي" الياباني متخلياً عن موجة صعود استمرت تسعة أيام، مع جني المستثمرين للأرباح قبيل نهاية السنة المالية هذا الأسبوع، وأغلق منخفضاً 0.73 في المئة إلى 27943.20 نقطة، بعد ارتفاعه بنحو 12 في المئة خلال الأيام الماضية، ليلامس أعلى مستوياته منذ خمسة أسابيع والبالغ 28338.81 نقطة.
ونزل مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.41 في المئة إلى 1973.37 نقطة. وقال متعامل من شركة أوراق مالية محلية، "ليس من المفاجئ بعد تسعة أيام من الصعود أن تسود حال من الحذر مع رفع الأسهم بدرجة أكبر". وأضاف، "من الطبيعي أن تهيمن عمليات جني الأرباح على التعاملات الآن". وتراجع سعر الـ "ين" الياباني متجاوزاً مستوى 123 يناً للدولار، بعد إجراء بنك اليابان لدعم أسهم شركات التصدير، فارتفع سهم "تويوتا موتور" 0.59 في المئة وسهم "نيسان"1.81 في المئة. وكانت أسهم قطاع الطاقة أكبر رابح فزادت 1.61 في المئة، بعد أن ظلت أسعار النفط الخام عند مستوياتها المرتفعة على الرغم من تراجعها اليوم. وكانت أسهم قطاع المواد الأساس أكبر خاسر، ونزلت 1.75 في المئة. وتراجعت أسهم شركات الرقائق كذلك، فنزل سهم "طوكيو إلكترون" 1.31 في المئة، وسهم "أدفانتيست" 1.04 في المئة.