Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك +" في مواجهة "أوميكرون" والسحب من الاحتياطي

اجتماعات مكثفة للمنظمة على مدى يومين وأسعار الخام تتعافى وتعود للصعود

تبدأ أوبك وحلفاؤها اجتماعات مكثفة لحسم ما إذا كانت ستضخ مزيداً من النفط في السوق أو كبح الإمدادات (أ ف ب)

وسط ترقب شديد، تبدأ منظمة "أوبك" وحلفاؤها اجتماعات مكثفة على مدى يومين لاتخاذ قرار في شأن ما إذا كانت ستضخ مزيداً من النفط في السوق أو كبح الإمدادات، وسط تراجع في أسعار الخام، ومخاوف من أن تضعف سلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا الطلب العالمي على الخام.

وتأتي هذا الاجتماعات التي تعتبر من أهم اجتماعات المنظمة وحلفائها منذ بدء انتعاش الطلب على النفط بعد تداعيات الجائحة الكارثية، في وقت يتطلع العالم فيه إلى الخطوات المرتقبة من مجموعة النفط التي تأخذ على عاتقها إحداث التوازن في السوق، والتعامل مع ضغوط الجائحة ومختلف التداعيات ذات الصلة.

وإلى ذلك تنطلق أعمال الاجتماع الوزاري الـ 182 لمنظمة "أوبك" لبحث تطورات وضع السوق النفطية في ضوء تطورات السلالة الجديدة، ومن المقرر أيضاً أن تجتمع اللجنة الفنية لتحالف "أوبك +" في لقاء كان مقرراً له الثلاثاء، لكنه تأجل "لمزيد من الفرصة حتى يتم درس المستجدات في سوق النفط"، بحسب تصريحات أدلى بها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.

ويعقب ذلك غداً اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف منتجي "أوبك +" ثم يعقبه الاجتماع الوزاري الـ 23 للتحالف برئاسة مشتركة بين الأمير عبدالعزيز بن سلمان ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، ويعقد الاجتماع بتقنية الفيديو عند الساعة (13:00 بتوقيت غرينتش) في فيينا لحسم سياسة الإنتاج في يناير (كانون الثاني) المقبل، خصوصاً في ضوء ظهور متحورة "أوميكرون" والإغلاقات التي أعلنتها دول عدة.

أسعار النفط تعاود الصعود

وارتفعت أسعار النفط بما يقارب ثلاثة في المئة اليوم الأربعاء، لتعوض بعض الخسائر الحادة التي تكبدتها خلال الجلسة السابقة.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 3.03 في المئة إلى 71.31 دولار للبرميل بحلول الساعة (07:18 بتوقيت غرينتش) بعد هبوط 3.9 في المئة أمس الثلاثاء.

وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.75 في المئة إلى 68 دولاراً للبرميل بعد هبوطها 5.4 في المئة بجلسة الثلاثاء.

ضغط على "أوبك +"

وكان الضغط يتزايد بالفعل داخل "أوبك+" لإعادة النظر في خطة الإمداد بعد الإفراج الأسبوع الماضي عن احتياطات النفط الاستراتيجية من قبل الولايات المتحدة والدول الرئيسة الأخرى المستهلكة للنفط لمعالجة الأسعار المرتفعة.

وتقضي السياسة الحالية للتحالف بزيادة 400 ألف برميل يومياً كل شهر حتى نهاية العام المقبل.

ووسط غيمة توقعات الطلب تتزايد التوقعات بأن يقوم تحالف "أوبك+" بتعليق خططه الحالية في يناير (كانون الثاني) 2022.

رد فعل غير محسوب

ويرى عدد من وزراء "أوبك+" ومنهم السعودي والروسي، أنه ليست هناك حاجة إلى أن تقوم المجموعة برد فعل غير محسوب.

وخلال هذا الأسبوع أفاد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن تحالف "أوبك+" ليس قلقاً بشأن متحورة "أوميكرون"، موضحاً "نحن الآن في بداية الموضوع، وكرئيس لمجموعة (أوبك+) وبالتشاور مع الرئيس المشارك قررنا نقل الاجتماعات الفنية إلى مساء اليوم الأربعاء، واجتماع اللجنة الوزارية إلى غد الخميس لكسب الوقت ومراجعة الأمور".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار الأمير عبدالعزيز إلى أن "الظواهر والشواهد الآن بحسب منظمة الصحة العالمية فيها مبالغات كما هو مذكور". مضيفاً، "سيتم اتخاذ قرار بعد درس الموضوع بطريقة أفضل، ومعرفة إذا كانت التأثيرات محدودة".

ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي والمكلف بالشؤون النفطية ألكسندر نوفاك قوله الإثنين، إن روسيا "لا ترى ثمة ضرورة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن سوق النفط".

ونسبت وكالات أنباء إلى نوفاك القول "إن تجمع (أوبك+) لم يطلب إعادة التفاوض على اتفاق بشأن الإنتاج بعد انتشار سلالة أوميكرون الجديدة من فيروس كورونا".

وعشية الاجتماع فتحت واشنطن خطوط اتصال مع الرياض بعد فترة من التوتر بسبب ارتفاع أسعار النفط، وبحسب وكالة "بلومبيرغ" فإن كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون أمن الطاقة العالمي عاموس هوشستين التقى وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وأعرب له عن دعم واشنطن لعملية صنع القرار داخل "أوبك+" وأهمية التشاور بشأن ديناميكيات السوق.

وعلى وقع المتحورة الجديدة عانت أسعار النفط ضربة مفاجئة أدت إلى تغير كل الحسابات، وأعادت خسائر الخام إلى ذاكرة ما حدث في مارس (آذار) 2020، الذي شهد بداية الإغلاقات الواسعة بسبب جائحة كورونا، بعد أن سجل أسوأ أداء شهري منذ بداية الوباء، وأنهى "برنت القياسي" نوفمبر (تشرين الثاني) منخفضاً 16.4 في المئة، في حين هبط خام "غرب تكساس الأميركي" 20.8 في المئة.

البيت الأبيض "محبط"

وفي رسالة جديدة من الإدارة الأميركية، عبّر البيت الأبيض عن "إحباطه" نتيجة استمرار ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة على الرغم من هبوط أسعار النفط خلال الأيام الأخيرة، بعد تهديد متحورة "أوميكرون" لتوقعات الطلب، وأيضاً بعد إعلان الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياط الاستراتيجي.

وقال البيت الأبيض الثلاثاء، إنه يأمل بأن تقرر الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" الإفراج عن إمدادات من النفط لتلبية الطلب عندما يجتمع غداً الخميس.

وفي إيجاز صحافي قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين بساكي "نعم نحن محبطون لأنكم شهدتم انخفاضاً في أسعار النفط ولم تروا انخفاضاً في أسعار البنزين".

وأضافت بساكي أن البيت الأبيض على اتصال منتظم مع الدول الأعضاء في أوبك، ويأمل بأنها ستتخذ إجراءات أثناء اجتماعها اليوم لبحث التطورات في سوق النفط. مضيفة، "يحدونا الأمل بأنهم سيفرجون عن إمدادات لتلبية الطلب في السوق".

موجة أخرى

من جانبها، قالت كبيرة محللي أسواق النفط في "ريستاد إنرجي" لويز ديكسون لوكالة "رويترز" إن "التهديد الذي يواجه الطلب على النفط حقيقي وقد تتسبب موجة أخرى من إجراءات الإغلاق في فاقد يصل إلى 3 ملايين برميل يومياً في الطلب على النفط خلال الربع الأول من 2022".

وحول ما ضغط أيضاً على الأسعار، قال رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي جيروم باول إن البنك المركزي الأميركي سيناقش على الأرجح تسريع خفضه مشتريات السندات وسط قوة في الاقتصاد وتوقعات بأن ارتفاع التضخم سيستمر.

وأظهر مسح أجرته وكالة "رويترز"، ونشر الثلاثاء، أن منظمة "أوبك" ضخت 27.74 مليون برميل يومياً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بزيادة قدرها 220 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق، لكنها أقل من الزيادة البالغة 254 ألفاً المسموح بها في ظل اتفاق الإمدادات.

كما أظهر المسح أن التزام دول أوبك بتعهدات خفوض الإنتاج لتحالف "أوبك+" ارتفع إلى 120 في المئة خلال الشهر الماضي من 118 في المئة خلال الشهر السابق.

اقرأ المزيد