Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثروة أسرة سوناك تسلط الضوء على المخاطر السياسية لزوجة ناجحة

آكشاتا مورثي تكتشف حالياً المآزق التي ينطوي عليها نجاح المرأة أثناء زواجها من وزير، كما يشرح شون أوغرايدي في المقال التالي

وزير المالية البريطانية، ريشي سوناك، وعقيلته (غيتي)

لم يكن لوزير مالية ـ أو حتى أي عضو آخر في مجلس الوزراء البريطاني، زوجة ثرية ثراء أكشاتا مورثي، وذلك منذ العصر الإدواردي على الأرجح حين كان الارستقراطيون والصناعيون من أصحاب الثروات الكبيرة يميلون إلى شغل مناصب الحكومة على مختلف مستوياتها.

تبلغ ثروة زوجة ريشي سوناك الإجمالية قرابة 430 مليون جنيه استرليني (حوالى 567 مليون دولار) وهي ابنة رجل الأعمال الملياردير الهندي البارز إن آر نارايانا مورثي NR Narayana Murthy. وسواء من طريق والدها أو عبر نشاطاتها الخاصة، لدى مورثي مصالح في كل شيء بدءاً من الأعمال التجارية لصالة تمارين رياضية، وخياط من مستوى راق (نيو آند لينغوود) إلى شركة "إنفوسيس" العملاقة في مجال التكنولوجيا. وتملك هي وزوجها [معاً أو بشكل فردي] أربعة بيوت باهظة الثمن. وتشتمل الأشياء التي يملكها سوناك على فنجان قهوة عالي التقنية ثمنه 180 جنيه استرليني (حوالى 237 دولار) ، ومع ذلك لايبدو أنه قد اعتاد حتى الآن على استعمال بطاقة دفع من دون لمس.

إن مورثي أغنى من الملكة في الواقع، ولكن ليس هناك أي ضرر في ذلك. إلا أن هذا يجعل الأمور أكثر تعقيداً على الصعيد السياسي بالنسبة إلى زوجها الطموح، لأن الثروات الكبيرة تجلب معها أسئلة كبيرة، من جاين سيكر على شاشة "سكاي نيوز"، على سبيل المثال، التي أربكت وزير المالية عندما سألته عن مصلحة عائلته في "إنفوسيس"، وهي شركة لا تزال تعمل في روسيا، على الرغم من العقوبات الاقتصادية.

وقد أثيرت التساؤلات أيضاً حول المدى الذي أفادت فيه أعمال مورثي التجارية من برنامج وزارة المالية للتسريح المؤقت [إجازات مدفوعة أثناء الجائحة]. وحتى أن سوناك قد اتُهم على نحو غير مناسب [من الاتهامات الأخرى الموجهة إليه] بأنه منفصل حتى عن واقع حياة الطبقة الوسطى، ناهيك عن حياة أولئك الذي يضطرون إلى الاستعانة ببنوك الطعام. ويحوله وضعه كميليونير متزوج من مليارديرة إلى هدف واضح [في مرمى] لاتهامات وسائل الإعلام بالنفاق، كما يجعل محاولاته لتطوير صورة رجل عادي في السوبر ماركت [لنفسه]، مضحكة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تسلط ثروة الزوجين الضوء على قضية عامة أكثر. ففي وقت يُطالب وزير في حكومة صاحبة الجلالة بأن يضع أي مصالح تجارية جانباً أو في "ائتمان أعمى" [لا سلطة لصاحب المصالح نهائياً على الائتمان، ولاعلاقة له بكيفية عمله]، فإن زوجة الوزير أو أياً من أفراد عائلته المقربين، ليسوا ملزمين التعهد باتخاذ خطوة من هذا القبيل. وهذا يجعلهم عرضة لمزاعم حول تضارب المصالح، سواء كان تضارباً حقيقياً أم لا. ويحظر القانون الوزاري حتى ظهور [انطباع بوجود] أي تضارب في المصالح للوزراء، إلا أنه لا يأتي على ذكر إعلانات الأعمال التجارية أو المصالح المالية العائلية.

لا جديد في هذا، وهناك شيء من كراهية النساء في تركيز وسائل الإعلام على الأزواج (عادة على الزوجات) الذين لديهم الجرأة الكافية لمتابعة حياتهم المهنية الخاصة.

هكذا تمت تسمية سارة فاين، كاتبة العمود الصحافي اللاذعة والزوجة السابقة لمايكل غوف، بشكل كسول بـ "ليدي ماكبث"، لأن من المفترض أنها قد دفعت زوجها التعيس إلى [محاولة] الاستيلاء على تاج حزب المحافظين، [مخاطبة إياه بعبارات ليدي ماكبث نفسها]" حين تجرأت على فعل ذلك، كنت عندها رجلاً"، وهي لم تقل ذلك على الإطلاق.

وتتعرض كاري جونسون للسخرية بانتظام كما لو كانت واحدة من الفاتنات المدافعات عن البيئة التي أغوت رئيس الوزراء بتغطية الأرض بالمراوح الهوائية [المولدة للطاقة الكهربائية] وبمراكز إعادة التدوير. أو، والأسوأ من ذلك، اعتبارها مسؤولة عن فضيحة "بارتي غيت" بأكملها. هذا على الرغم من أن رئيس الوزراء في السابعة والخمسين من العمر، وهو قادر تماماً على اتخاذ قراراته بنفسه، ومعروف عنه أنه اجتماعي بطبيعته، كما أن الالتزام بتصفير انبعاثات الكربون يكفله قانون وضعته تيريزا ماي.

وأفلتت سامانثا كاميرون، بشكل طفيف نسبياً من العقاب لأنها كانت تعمل في شركة قرطاسية فاخرة ومن ثم أسست علامة أزياء خاصة بها. أما مريام غونزاليس – دورانتيز التي باتت الآن الليدي كليغ، وهي محامية من حيث المهنة، فقد اتهمت من قبل عدد قليل من أنصار "بريكست" المعتوهين بأنها عميلة سرية للاتحاد الأوروبي، علماً أن زوجها كان معجباً بأوروبا، ومؤيداً لها إلى حد كاف.

وعلى خلاف ذلك، يجري تصوير أزواج بارزين مثل دينيس تاتشر وفيليب ماي، على أنهما من كبار المستشارين اللذين يتسمان بالحكمة لزوجتيهما القويتين. [ويُنظر إلى] كل منهما على أنه خزان من الخبرة في المجالات الدنيوية له قيمة كبيرة، وذلك مع أنه كان لكل من مارغريت تاتشر وتيريزا ماي حياة مهنية ناجحة قبل أن تدخل معترك السياسة.

وأُفرد القدر الأكبر من الاحتقار لشيري بوث. فهي قد اتهمت بالرغبة في جمع المال، وهي تهمة غريبة [مستهجنة] باعتبارها صادرة عن جناح اليمين السياسي، وأيضاً بدعم قانون حقوق الإنسان من أجل استقطاب مزيد من العمل لشركة المحاماة التي كانت تعمل فيها. وفي الحقيقة، أدى التشريع ببساطة إلى جعل الاستماع للقضايا في بريطانيا ممكناً بدلاً من أن يتم في ستراسبورغ، وعلى الأغلب أنه لم يُحدث فرقاً [لم يخلف تأثيراً] يُذكر في دخلها الكبير.

من المحزن أن الخيار "الأكثر أماناً" بالنسبة إلى زوجة السياسي، (هناك أمثلة قليلة لزوجين من الجنس ذاته أحدهما سياسي)، هو إما ألا تفعل شيئاً على الإطلاق، أو أن تفعل شيئاً مثل نظم شعر غير مثير للجدل (ماري ويلسون)، أو تقوم بمشاريع خيرية تحظى بالإجماع (مثل سارة براون العاملة في مجال العلاقات العامة سابقاً، ونورما ميجور)

[وإذا فعلت الزوجة] أي شيء لم يتركها أكثر الناس ابتعاداً عن الأضواء، فقد يستطيع عملها، سواء كان ذلك منصفاً أو لم يكن، أن يضر بوظيفة [زوجها] الوزارية، ثم مرة أخرى، يبدو أن بيان الربيع الذي أعده سوناك ولقي استقبالاً ضعيفاً، إلى جانب غروره، يلحقان أذى كافياً بآفاق [نجاحه] في معزل عما تقدمه الزوجة.

© The Independent

المزيد من سياسة