Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمير ويليام حزين بشأن العبودية لكنه لم يعتذر عنها في خطاب ألقاه بجامايكا

الأميرة كاثرين، دوقة كامبريدج، والأمير ويليام، دوقة ودوق كامبريدج، يجولان في "ترينش داون كومينيتي" بكنغستون، جامايكا، بتاريخ 22 مارس 2022 (أ ف ب)

أعرب الأمير ويليام النجل الأكبر لولي عهد المملكة المتحدة، أثناء زيارته جامايكا أخيراً، عن "حزنه العميق" في شأن العبودية التي وصفها بأنها "مقيتة"، وذلك وسط موجة ثانية من الاحتجاجات المطالبة بتعويضات بريطانية للضحايا، لكن كلامه لم يصل إلى حد تقديم اعتذار.

وتطرق الأمير البريطاني إلى الموضوع أثناء إلقائه كلمةً خلال مأدبة عشاء يوم الأربعاء الفائت، استضافها باتريك ألين الحاكم العام لجامايكا في "كينغز هاوس" King’s House في "كينغستون" [المقر الرسمي للحاكم العام ورئيس البلاد، الذي يمثل العرش البريطاني].

وكان دوق ودوقة كامبريدج قد وصلا إلى جامايكا يوم الثلاثاء الماضي، حيث استقبلتهما تظاهرة حظيت بتغطية إعلامية واسعة، طالبت العرش البريطاني بدفع تعويضات لضحايا العبودية، وصدرت في المقابل دعوات من سياسيين في البلاد إلى وجوب التخلي عن مبدأ بقاء الملكة رأساً للدولة، وأن تصبح جامايكا جمهوريةً مستقلة.

وقد أبلغ رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنيس فعلاً الزوجين الملكيين يوم الأربعاء الماضي، أن البلاد تتجه نحو الانفصال عن التاج البريطاني.

يأتي هذا التطور بعدما أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في جامايكا لـ"اندبندنت"، أن عملية الانفصال قد بدأت فعلاً على أثر محادثات انطلقت على مستوى عال قبل أشهر.

وفي التفاصيل يرد أن الأمير ويليام أبلغ الحضور أثناء مأدبة عشاء رسمية، "إنني أتفق بشدة مع والدي أمير ويلز، الذي أكد في باربيدوس العام الماضي على فظاعة العبودية المروعة التي تلطخ تاريخنا إلى الأبد".

وأضاف نجل الأمير تشارلز، "أود أن أعرب عن حزني العميق، فالعبودية كانت بغيضة، وما كان ينبغي لها أن تحدث على الإطلاق. لكن فيما يتعمق الألم، فإن جامايكا تمضي في صياغة مستقبلها بعزيمة وشجاعة وثبات".

في المقابل، رحب دوق كامبريدج بـ "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي" International Day of Remembrance of the Victims of Slavery and the Transatlantic Slave Trade الذي تنظمه الأمم المتحدة، الذي يصادف يوم الجمعة.

وأعرب الأمير ويليام في المقابل عن تقديره لأفراد "جيل ويندراش" Windrush [أتوا من دول أفريقية وكاريبية إلى بريطانيا على متن سفينة تحمل الاسم نفسه، وتعرضوا للاحتجاز والحرمان من حقوق أساسية، وتم ترحيلهم على الرغم من امتلاكهم الحق في المكوث بصورة شرعية في المملكة المتحدة]، مشيراً إلى أنه ممتن  "للإسهام الهائل" الذي قدموه للمجتمع البريطاني، من دون الاعتراف بفضيحة عام 2018، التي كشفت أن حكومة صاحبة الجلالة جردت آلافاً من هؤلاء المواطنين من حقهم في البقاء في المملكة المتحدة. وكذلك حُرم أولئك الأشخاص من حقهم في العمل والحصول على الرعاية الصحية، ورُحل بعضهم فيما تُوفي آخرون وهم ينتظرون تعويضهم جراء محنتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الأمير ويليام، "إن القوة لدى شعب جامايكا والشعور المشترك بوحدة الهدف، المتمثلين في علمكم وشعاركم، يحتفلان بروح لا تُقهر".

وأضاف، "إن هذه الروح هي نفسها التي حفزت ’جيل ويندراش‘، الذي جاء إلى المملكة المتحدة للمساعدة في إعادة بناء البلاد بعد الحرب العالمية الثانية. نحن ممتنون إلى الأبد للإسهام الهائل الذي قدمه هذا الجيل وذريته في الحياة البريطانية، التي تستمر في إثراء مجتمعنا وتطويره".

واختتم النجل الأكبر لولي العهد البريطاني كلمته بتوجيه الشكر إلى الحاكم العام لجامايكا على استضافته تلك الليلة، مستخدماً عبارة "حب واحد" One Love، التي روج لها في وقت سابق، أسطورة موسيقى الريغي بوب مارلي.

يأتي ذلك بعدما احتج نحو 12 فرداً من جماعة "راستافاري" Rastafari الجامايكية [حركة دينية وسياسية بدأت في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي وتبنتها مجموعات عدة حول العالم، وكان بوب مارلي أحد أبرز وجوهها] في "معهد التدريب الفني العسكري الكاريبي" Caribbean Military Technical Training Institute بالقرب من "مونتيغو باي"، الذي زاره دوق ودوقة كامبريدج بعد ظهر الأربعاء.

وخلال هذه الزيارة، أمكن سماع قرع الطبول التي أطلقتها المجموعة المحتجة داخل المجمع العسكري، إضافة إلى كلام راس إياه الخامس، وهو عضو قيادي في جماعة "راستافاري نياهبينغي" (أقدم طائفة في الحركة) في جامايكا، عن إلغاء العبودية. وبحسب كلماته، "في عام 1838 قيل إنه دُفِع حوالى 20 مليون جنيه استرليني (26.4 مليون دولار أميركي) إلى سادة العبيد لأنهم كانوا سيخسرون عبيدهم. لكن ماذا قُدم لنا كشعب طيلة تلك الأعوام من العبودية والاستعمار؟ إن هذا هو السبب في وجودنا هنا اليوم".

وأضاف، "أتينا إلى هذا المكان للاحتجاج على مجيء أي فرد من السلالة الملكية البريطانية إلى جامايكا، من دون الاستعداد للاعتذار عن العبودية والاستعمار. لا يسعنا إلا أن نسامح الأشخاص الذين يقرون بأن ما فعلوه كان خطأً، وبأنهم مستعدون لإصلاح هذا الخرق الذي ارتكبوه".

وأضاف، "يستحوذ العرش البريطاني اليوم على كثير من القطع الأثرية الأفريقية، وما زال أفراده غارقين بالثروة التي انتُزعت من دماء شعبنا وعرقه ودموعه وأرواحه، ولم يجر في المقابل على الإطلاق تعويضنا عن أي شكل من أشكال الاستعباد الذي تعرضنا له".

وختم كلامه بالإشارة إلى أنه "لم نتلق أبداً أي اعتذار من الملكية البريطانية يعبر عن الأسف على العبودية والاستعمار اللذين لحقا بنا".

يجدر التذكير أخيراً بأن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، قد اعترف بما سماها "الفظائع المروعة للعبودية"، خلال حفل لمناسبة خروج باربيدوس من عباءة المملكة المتحدة، وتبدلها التاريخي إذ صارت جمهوريةً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

© The Independent

المزيد من دوليات