Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمير ويليام يفاجئنا برسالة مؤثرة في وثائقي "كوكب لنا جميعا"

تحدث عن واجبه لإنقاذ الأرض في الشريط الذي صنعته "آي تي في"

بعث الأمير ويليام رسالة قوية عن حماية البيئة في الفيلم الوثائقي "كوكب لنا جميعاً" (رويترز)

لا أعرف عن جهود الأمير ويليام في إنقاذ كوكب الأرض، لكن الرجل يكد حتماً من أجل إنقاذ النظام الملكي البريطاني. لطالما عرفت الأسرة المالكة أهمية إبراز أطفال ملكيين رائعين من أجل استعطاف حتى أكثر القلوب قسوة، راسمة نموذجاً للقيم العائلية المثالية وما إلى ذلك. والآن جاء دور أطفال دوقية كامبريدج، وهم جورج وتشارلوت ولويس، في بناء جسر نحو المستقبل، وقد نالوا ظهوراً كبيراً في الوثائقي. كذلك نجحت عائلة دوقية كامبردج في تجنيد السير ديفيد أتينبورو من أجل القضية الملكية، لا بد أنكم شاهدتم ذلك في الأخبار أيضاً، ولا شك في أن هذا التحالف يخدم كذلك أهداف الأخير الخضراء النبيلة. إذ تعد مثل هذه الروابط علاقات تكافلية طبيعية.

يحمل هذا الوثائقي الطويل رسالة ضمنية قوية. وقد جاء ثمرة تعاون آخر بين دوقية كامبردج وقناة "آي تي في" ITV (سبق لهما التعاون في وثائقي آخر في شهر مايو (أيار) عن الصحة العقلية) تنافس الصفقة المثيرة للجدل أكثر التي عقدتها، أخيراً، دوقية ساسكس (الأمير هاري وميغان ماركل) مع شبكة "نتفليكس". إذ يتضمن الفيلم تلميحاً إلى منافع النظام الملكي وأقدميته ضمن مقطع يحتفي بشجرة بديعة عمرها 450 سنة لا تزال مزدهرة في كنف مقاطعة "ساندرينغهام" الملكية. زرعت تلك الشجرة في عهد الملكة إليزابيث الأولى، ومن المفترض أن تظل موجودة إلى أن يتسلم الأمير جورج الصغير، عندما يحين دوره، ما سيتبقى آنذاك من عرش المملكة المتحدة. إذ يريد ويليام أن يرث أطفاله كوكباً نظيفاً وأخضر ومستداماً، لكن سيكون من الجيد أيضاً الوصول إلى عرش نقي ومزدهر ومستدام.

وبالتالي، تقع على كاهل ويليام مهمة جسيمة في التأكيد على الجهد الذي بذله والده في حماية البيئة، وذلك أمر منصف، ويضاف إلى ذلك مساهمة جده، وأعتقد أنه قصد بذلك الأمير فيليب، بدلاً من جده لأمه الراحل إيرل سبنسر. من جهة أخرى، لا يمكن إنكار أن الأمير فيليب كان من رعاة "الصندوق العالمي للحياة البرية"، إلا أنه كان معروفاً بتصيد أي شيء يتحرك، من النمور والخنازير البرية إلى التماسيح، وكذلك الصحافة البريطانية بالطبع. ومع ذلك، يجب على المرء ألا يماحك.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، من السهل أن أتناول العلاقة بين النظام الملكي والبيئة بشكل ساخر، وهذا هو أسلوبي المفترض الذي أعتز به. على كل حال، وجدت فيلم ويليام مؤثراً بشكل مدهش. إذ صور في شكل جميل ضمن مواقع مذهلة من "آنغلسي" في ويلز إلى سلسلة جبال "هندو كوش" الممتدة عبر أفغانستان. وقد تألف طاقم العمل كالعادة من مخلوقات تتمتع بكاريزما محبوبة تشمل الفيلة والسناجب الحمراء والبطاريق واليعاسيب وما إلى ذلك. وبالترافق مع ذلك، تكررت الفكرة التي يؤمن بها السير أتينبورو المتمثلة في أننا ما زلنا قادرين على إنقاذ الأرض لكن ليس لدنيا كثير من الوقت لفعل ذلك. إنها فكرة مطروقة للغاية، ولأكون صريحاً، مملة.

في المقابل، ثمة جانب مثير للاهتمام أكثر ويرفع الروح المعنوية يتأتى من الأمثلة الصغيرة المفعمة بالأمل التي يقدمها العمل عن أشخاص يفعلون شيئاً ما حيال إنقاذ الأرض. نتعرف على جماعة في ناميبيا في أفريقيا "تحرس" حيوانات وحيد القرن لديها، ومراهقين في قرية "أولابول" في اسكتلندا أنقذوا ساحل قريتهم من الجرف الصناعي، وطفل يدعى إليوت من "ليفربول" يبلغ من العمر 10 أعوام يتمتع بفصاحة ملفتة للنظر، بدأ حركة وطنية لحراس الحياة البرية الصغار. إن إيليوت (صار عمره الآن 11 عاماً) قائد بيئي مستقبلي من نمط أتينبورو، وآمل أننا سنرى مزيداً من أمثاله. وقد انكب الفتى ورفاقه في مدرسة "آول سينتس كاثليك سكول" الابتدائية في "أنفيلد" على بناء ملجأ للحشرات أطلقوا عليه تسمية ذكية هي "قصر باغينغهام" Bugingham، وأكملوا تصميمه بإضافة نموذج ملكة نحل زغباء واقفة على الشرفة. قدر الأمير ويليام ذلك المجهود، وجميعنا يشاركه الشعور.

في منحىً آخر، يتحول ويليام، بأسلوبه اللطيف والجذاب والمتواضع، مقدماً تلفزيونياً بارعاً. وقد تمكن من إبراز ملكيته بشكل واضح في لحظات حديثه غير الرسمية، عندما اتكأ كما يفعل المزارع، على سيارته الـ"لاند روفر"، مصرحاً لشباب بريطانيا، "أنا مدين لهم بمساعدتهم على إسماع أصواتهم". لقد بدا صادقاً في كلامه.

سواء أفعل ذلك عن إدراك أم لا، فإن ويليام يضع مقياساً عالياً جداً للمنافسة بشكل غير متوقع أمام هاري وميغان عندما سيبدأ [الزوجان] إنتاج الأعمال المتفق عليها مع "نتفليكس" (بالمناسبة، لم يرد ذكر اسميهما ولو مرة واحدة خلال الوثائقي بأكمله الممتد عبر 60 دقيقة).

كخلاصة، يعرف ويليام أنه ليس بمقدوره أبداً الدفاع عن احتجاجات من نمط "تمرد البقاء" أو التصويت لمصلحة "حزب الخضر"، لكنه قدم رسالة مبطنة في خاتمة فيلمه الشخصي، إذ امتدح [الناشطة البيئية اليافعة] غريتا ثانبرغ، مشيراً إلى أن "ما فعلته غريتا مثير للاهتمام حقاً. كان الناس في أمس الحاجة إلى أن يأتي أحدهم. الحمد لله أن هناك شخصاً يحمل روح الشباب يفعل شيئاً ما". قد يكون الأمير محقاً، لكنني لست متأكداً من أن جميع وزراء جدته يوافقونه الرأي، أو في الواقع، يوافقون على مواضيعه المستقبلية الأكثر تشكيكاً في قضية المناخ. ربما عليه الالتزام بقضاء وقت مع السير ديفيد أتينبورو.

© The Independent

المزيد من آراء