Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا حاجة لنازانين بالامتنان بل هي تستحق أن نعتذر منها

امتعضت مجموعة من محاربي لوحة المفاتيح (معظمهم مغفلي الهوية) حينما سألت عن عدد وزراء الخارجية الذين يتطلبهم أمر إعادة معتقلة بريطانية

كانت نازانين متزنة ورزينة وسعيدة، ونعم، غاضبة أيضاً في مؤتمرها الصحافي يوم الاثنين الماضي (غيتي)

"أنا ممتنة وبغاية الامتنان". اختارت نازانين زاغاري- راتكليف تلك الكلمات الأربعة، بعدما شكرت أسرتها في إيران والمملكة المتحدة، خصوصاً زوجها وابنتها والسياسيين ووسائل الإعلام ومحاميها في إيران وأصدقاءها وفريقها الطبي وأقارب زملائها السجناء.

كانت قائمة طويلة تعبّر باختصار عما تكنّه من امتنان لعدد كبير ممن أدّوا دوراً في نيلها حريتها.

ولكن وفقاً لوسم "#ناكرة _الجميل" الذي اكتسح "تويتر" الليلة الماضية، فإن زاغاري- راتكليف لم تكُن ممتنة بما فيه الكفاية لحكومة المملكة المتحدة عن دورها في إطلاق سراحها. والآن اكتسح وسم "#أعيدوها_لبلادها" موقع "تويتر".

لماذا؟ حسناً، يبدو أن مجموعة من محاربي لوحة المفاتيح (معظمهم مغفلو الهوية) قد شعروا بالاستياء حينما سألت كم عدد وزراء الخارجية الذين تطلب الأمر تعيينهم لإعادة معتقلة بريطانية، "خمسة؟ لقد حدث اليوم ما توجّب حدوثه قبل ست سنوات".

وقد أعاد ديفيد بانرمان، السياسي المحافظ والعضو السابق في البرلمان الأوروبي عن شرق إنجلترا، نشر تغريدة لحساب مجهول ينتقدها (نازانين) بالإشارة إلى أن "الكلمات التي تبحثين عنها باستماتة هي (شكراً كثيراً للحكومة البريطانية ودافعي الضرائب على دفع فدية 400 مليون جنيه استرليني)".

ولسبب وجيه، أضاف بانرمان، "آمل أن لا تعض اليد التي امتدت لإنقاذها. ألا تتحمّل هي أي مسؤولية عن وجودها في بلد يديره نظام بغيض؟".

ربما أحبطت زاغاري- راتكليف توقعات بانرمان بشأن كيف يجب أن تبدو الرهينة وكيف يجب أن تتصرف. في مؤتمرها الصحافي أمس، كانت متزنة ورزينة وسعيدة، ونعم، غاضبة أيضاً.
 من وجهة نظر كثيرين، إنها محقة في ذلك.

لقد أمضت هذه المرأة ستة أعوام داخل وخارج جحيم سجن "إيفين" [تعتقل ويفرج عنها في إقامة جبرية وتبقى أسيرة]، والحبس الانفرادي، وجرى عزلها بوحشية عن الزوج والابنة اللذين أحبتهما وتعتز بهما، ونُفيت من البلد الذي كانت تسمّيه الوطن طيلة حوالى عقد من الزمان.

لماذا استغرقت السلطات وقتاً طويلاً في تخليصها وإنقاذها؟ اعترفت الحكومة البريطانية في وقت متأخر بأن مبلغ 400 مليون جنيه استرليني الذي دفعته إيران للمملكة المتحدة مقابل دبابات من نوع "تشيفتن" لم يجرِ تسليمها أبداً [إلى إيران] كان ديناً "مشروعاً". ونظراً إلى ذلك، كان بإمكان، بل كان ينبغي على المملكة المتحدة أن تسدده منذ أعوام.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن العذر المتمثّل في أنه كان من الصعب تعويض إيران جراء العقوبات هو عذر واهٍ لن يصمد أبداً أمام التمحيص، إذ لاحت فرصة سانحة في 2016 حينما رُفعت العقوبات.

ومع ذلك، ووفق ما أقررتُ الأسبوع الماضي، ليس هناك من ينكر العمل الشاق الذي نهض به مسؤولو وزارة الخارجية ووزراء الخارجية المتعاقبين. لكن يحق لزاغاري- راتكليف وعائلتها ووسائل الإعلام أن يطرحوا بعض الأسئلة الصعبة للغاية على الحكومة.

وقد عبّر وزير الخارجية السابق جيريمي هانت، أحد الخمسة الذين حاولوا تحرير نازانين من إيران، عن ذلك بأفضل طريقة إذ كتب في تغريدة "إنها لا تدين لنا بالامتنان، بل ندين لها بتفسير".

وأضاف بكل صراحة، "إنها محقة تماماً في قولها إن الأمر استغرق وقتاً طويلاً لإعادتها إلى الوطن. لقد بذلتُ قصارى جهدي، وكذلك فعل وزراء خارجية آخرون، ولكن إذا استغرق الأمر ست سنوات من الجهود المضنية، فلا مناص من القول إنه كان الأحرى حل المشكلة في وقت أبكر".

كذلك اقترح هانت عدداً من الأسباب للتأخير، منها معدل تعاقب الوزراء والإحجام عن دفع فدية واضحة و"التعقيدات" حول الآلية الممكنة للسداد لدولة تخضع للعقوبات، وأيّد إجراء تحقيق مستقل بغية تحديد الخطأ الذي وقع. وأشار إلى أن "ذلك النوع من التدقيق المفتوح بغية معرفة إذا كنا نستطيع الاستفادة من التجارب السابقة، هو أمر طبيعي يحدث في المجتمعات الديمقراطية المفتوحة".

لعل زاغاري- راتكليف ستحظى أيضاً بمتعة فيها شيء من الأسى والحزن لأنها تعيش الآن مرة أخرى في بلد يستطيع سكانه التعبير عن آرائهم بحرية على "تويتر" وأماكن أخرى. واستطراداً، لإنها امرأة قوية بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بعد كل أشكال الحرمان المادي والذهني التي اختارتها السلطات الإيرانية لها، فليس لدي أدنى شك في أنها قادرة على الصمود في وجه الصعوبات التي فرضها مستخدمون غاضبون على "تويتر".

نُقل عن هيلين ريدي بالخطأ أنها قالت، "إنها امرأة، اسمعوا زئيرها". في بريطانيا، نفعل ذلك. وأنا أؤيده.

 

تقدم كايثي نيومان "أخبار قناة 4" في الساعة 7 مساءً.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 22 مارس 2022

© The Independent

المزيد من آراء