Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يثير الغضب في أوروبا وبريطانيا بعد مقارنته حرب أوكرانيا بـبريكست

استهجن ساسة كثيرين ذلك التشبيه ولاحظ إد ديفي بأنه ليس تشرشل، بل بيزيل فاولتي

بوريس جونسون متحدثاً أمام البرلمان البريطاني خلال جلسة الاستجواب الأسبوعية، في 23 مارس (آذار) 2022 (رويترز)

تسبب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بموجة غضب عارمة، بعدما قارن الحرب الدائرة في أوكرانيا بالتصويت البريطاني على مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. ووصف أحد رجال الدولة الأوروبيين كلامه بأنه "مشين"، فيما اعتبر سياسي آخر أن مقاربته تشكل اعتداءً على الأشخاص الذين يحاربون الغزو الروسي.

وفي المقابل، صدرت دعوات إلى وجوب استبعاد رئيس الوزراء البريطاني من اجتماع "المجلس الأوروبي" الذي ينعقد الأسبوع المقبل، والذي يأمل جونسون في أن ينضم خلاله إلى قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأزمة الراهنة في أوكرانيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

في حديثه أمام مؤتمر الربيع الذي عقده حزب المحافظين في مدينة "بلاكبول" السبت الفائت، رأى رئيس الوزراء البريطاني أن العالم واجه لحظة اختيار بين "الحرية والقمع"، منتقداً الذين يعتقدون بأن "المساومة مع الطغيان" هي أمر ضروري.

وأضاف، "أدرك أن غريزة اختيار شعب هذه البلاد الحرية كل مرة، تشبه ما ينهض به شعب أوكرانيا. فحينما صوت الشعب البريطاني لمصلحة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بمثل هذه الأعداد الكبيرة والكبيرة جداً، لا أعتقد أن السبب في ذلك كان أنهم معادون للأجانب إلى حد بعيد. حققوا ذلك لأنهم أرادوا أن يكونوا أحراراً في تولي الأمور على نحو مختلف [عن أوروبا]، بحيث يصبح هذا البلد قادراً على إدارة نفسه بنفسه".

وقد جاءت تعليقات بوريس جونسون التي قارنت ظاهرياً بين عضوية الاتحاد الأوروبي و"الاستبداد" الروسي، بعد أيام قليلة من تقديم أوكرانيا رسمياً طلباً للانضمام إلى تلك الكتلة الأوروبية.

يُشار إلى أن فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) الذي كان أحد الزعماء القلائل في العالم الذين أشادوا بالمغادرة البريطانية للاتحاد الأوروبي، حاول تبرير غزوه لأوكرانيا، بأنه في جانب منه يشكل محاولة لمنع توسيع العضوية التطوعية لمنظومات متعددة الأطراف كالاتحاد الأوروبي و"حلف شمال الأطلسي" "ناتو"، إلى حدود روسيا.

كذلك ذكر الرئيس السابق لـ "المجلس الأوروبي"، دونالد تاسك، أن "بوريس جونسون يشبه قتال الأوكرانيين بالتصويت الذي أجراه الشعب البريطاني لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وأضاف تاسك، "ما زلت أتذكر حماسة كل من بوتين ودونالد ترمب بعد الاستفتاء". وخاطب جونسون مباشرةً، "بوريس، إن كلماتك تسيء إلى الأوكرانيين والبريطانيين على حد سواء، وكذلك إلى المنطق السليم".

في سياق مماثل رأى رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت، أن تعليقات رئيس الوزراء البريطاني، تستوجب استبعاده من حضور "اجتماع المجلس الأوروبي" الأسبوع المقبل مع بايدن. وبحسب كلماته، "إنه لأمر مخز حقاً. ويتعين إرجاء أي تفكير في دعوة هذا الرجل إلى حضور قمة الاتحاد الأوروبي".

في سياق متصل، وصف رئيس الوزراء الفنلندي السابق ألكسندر ستاب، المقارنة بين سعي أوكرانيا إلى التحرر من العدوان الروسي، والخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بأنه "أمر مبتذل بشكل لا يقبل الجدل". وأضاف، "لا بد أن ونستون تشرشل (رئيس الوزراء البريطاني السابق) الذي فهم الحرية، يتقلب سخطاً في قبره الآن. بوريس جونسون، توقف من فضلك عن تقديم هذه المقارنات غير المنطقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك اعتبر رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات الذي قاد رد "البرلمان الأوروبي" على مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أن مقارنة جونسون بين القتال الشجاع الذي تبديه أوكرانيا، بمغادرة بريطانيا للكتلة الأوروبية، هي مقارنة جنونية.

وأضاف، "كان الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بمثابة إبطال للحريات وترك الكتلة. أما الأوكرانيون فيريدون مزيداً من الحرية والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

في نفس مماثل أوضح رئيس "لجنة الدفاع  في مجلس العموم" Commons Defence Committee توباياس إلوود، أنه "إذا ما أردنا إلحاق هزيمة ببوتين في نهاية المطاف، فإننا نحتاج إلى قيادة ووحدة على المستوى الدولي. إن مقارنة معركة الشعب الأوكراني ضد طغيان بوتين بتصويت الشعب البريطاني لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، تلحق الضرر بمستوى فن الحكم الذي بدأنا نظهره".

وفي نبرة غير مختلفة، رأى العضو المحافظ في مجلس اللوردات البريطاني، الذي كان رئيس أركان رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي خلال مفاوضات "بريكست"، غافين باول أنه "باستثناء عدم إمكانية المقارنة بين التصويت في استفتاء حر ونزيه، وبين المخاطرة بحياتك للدفاع عن بلدك ضد الغزو، والحقيقة الصعبة المتمثلة في أن الأوكرانيين يقاتلون من أجل تأكيد حريتهم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن هذه المقارنة هي في محلها".

وكذلك شبه زعيم حزب "الديمقراطيين الأحرار" البريطاني السير إد ديفي، بوريس جونسون بالشخصية التلفزيونية عن الفندقي الكاره للأجانب بيزيل فاولتي التي جسدها الممثل البريطاني الفكاهي جون كليز [ضمن مسلسل Fawlty Towers التلفزيوني الذي عُرض في سبعينيات القرن العشرين]، أكثر من بطله تشرشل أو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وبحسب ديفي، فإن "بوريس جونسون يشكل مصدر إحراج وطني. إذ تتعارض سخافته الهزلية مع القيادة الشجاعة التي يبديها الرئيس زيلينسكي. وكذلك أن مقارنة استفتاء "بريكست" بالنساء والأطفال الفارين من قنابل بوتين، تشكل إهانة لكل مواطن أوكراني. إنه ليس تشرشل، بالأحرى إنه [الممثل الكوميدي] بيزيل فاولتي".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 21 مارس 2022

© The Independent

المزيد من دوليات