Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا بعد مصادرة يخوت الأوليغارش الروس؟

حلفاء بوتين فاحشو الثراء يسارعون لحماية ثرواتهم للحؤول دون إطباق السلطات عليها

إلى وقت قريب، ربما شعر الأوليغارش الروس بأنهم يعيشون في حصن منيع على متن يخوتهم الفارهة جداً، وباستطاعتهم التمتع بثرواتهم التي لا حدود لها في أي مكان يحلو لهم في العالم.

والآن بدأت قبضة السلطات تطبق على أقرب حلفاء فلاديمير بوتين الذين يسارعون بحثاً عن الملاذات الآمنة، ويبيعون الأصول في الوقت الذي تسارع فيه السلطات الأوروبية لمصادرة كميات كبيرة من الغنائم التي تهيمن على روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وصادرت السلطات الفرنسية يختاً يملكه إيغور سيشين، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الروسية "روزنفت"، العميل السابق في وكالة الاستخبارات الروسية "كى جي بي" وحليف بوتين المقرب. وتقدر قيمة اليخت "أموري فيرو" أو "الحب الحقيقي" والبالغ طوله 88 متراً، بمبلغ 108 ملايين يورو.

وأكدت وزارة المالية الفرنسية أن مصادرة اليخت جاءت بعد أن لاحظ موظفو الجمارك أن اليخت "بدأ يستعد للإبحار والابتعاد سريعاً على الرغم من أن أعمال الصيانة لم تنتهِ".

وحتى لا تقف مكتوفة الأيدي، قامت سلطات ميناء هامبورغ بمصادرة سفينة قيمتها 600 مليون دولار يملكها قطب المعادن عليشر عثمانوف، وفقاً لمجلة "فوربس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان اليخت "ديلبار"، أكبر يخت فاره تم بناؤه على الإطلاق بطول 156 متراً، قد رسا في الميناء من أجل الصيانة. وتم تتبع مزيد من السفن المتحركة التي يملكها نخبة من الروس والمتجهة إلى جزر المالديف.

وسلطت عمليات مصادرة اليخوت الضوء على غياب المملكة المتحدة عن المشهد وعدم اتخاذها أي إجراءات ملحوظة. وعلى الرغم من أن لندن تعد مركزاً لثروات الأوليغارش منذ سنوات، فلم يتم حتى الآن مصادرة أي ممتلكات للأثرياء الروس منذ بدء غزو أوكرانيا.

وكان عضو مجلس النواب كريس براينت قد اتهم بوريس جونسون بأنه "خائف" من اتخاذ أي إجراء.

وأضاف، "أنا لا أفهم لماذا لم نصادر يختاً أو قصراً أو أصلاً من الأصول الكبيرة التي يملكها الأوليغارش، على عكس الدول الأوروبية المجاورة".

وأضاف، "من المرجح أن تشهد دور المزاد، بما في ذلك دور كريستي وسوثبي، بعض الأصول القيمة للغاية التي يتاجر بها أنصار بوتين. يجب أن يرفضوا التعامل معهم".

ويقوم مايكل جوف، وزير التسوية، بوضع "قائمة للشخصيات المستهدفة" للمقربين من السيد بوتين التي تعد أصولهم هدفاً للحكومة ولكن الخبراء تساءلوا عما إذا كان من الممكن اتخاذ أي إجراء على الإطلاق.

وقد حذر أوليفر بولوف، مؤلف كتاب "مونيلاند"، الذي يتناول بالتفصيل صعود عالم التمويل الخارجي وأولئك الذين يستغلونه، من أن عمليات المصادرة هذه "لن تحدث أبداً".

وقد حذر الخبراء القانونيون من أن الأمر قد يستغرق شهوراً لإقامة حجة قوية لفرض عقوبات على الأوليغارش الروس تسمح بمصادرة الممتلكات.

وفي هذه الأثناء، من المتوقع أن يضاعف أباطرة موسكو فاحشو الثراء من جهودهم لحماية ثرواتهم من الحجز والمصادرة، لا سيما أن رومان أبراموفيتش عرض نادي "تشيلسي" لكرة القدم للبيع هذا الأسبوع بعد 19 عاماً من امتلاكه. وذكرت تقارير أنه يبحث عن مشترين سريعين لمنزله الذي تبلغ قيمته أكثر من 100 مليون جنيه استرليني ويقع في حدائق قصر كنسينغتون -وهو الطريق المعروف باسم "صف المليارديرات"- فضلاً عن منزل على ضفة النهر في تشيلسي.

ويوجد الآن عدد من اليخوت المملوكة من الأوليغارش في جزر المالديف، وهي بلد ليس لديه معاهدة مع الولايات المتحدة لتسليم المطلوبين.

وقد وصل أحد اليخوت الفارهة الذي يملكه الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا الذي تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات إلى جزر المالديف هذا الأسبوع. وقد رسا اليخت المسمى "كليو" ويبلغ طوله 73 متراً قبالة عاصمة جزر المالديف، وفقاً لموقع بيانات الشحن على شبكة الإنترنت "حركة الملاحة البحرية".

وذكرت شركة لورسن التي صنعت اليخت "كليو" أنه "مصمم للرحلات الطويلة حول العالم ويمكن العيش والاكتفاء الذاتي على متنه لعدة أشهر من دون انقطاع".

وكان السيد ديريباسكا، وهو قطب صناعة الألمنيوم ومؤسس "روسال"، قد خضع لعقوبات أميركية في عام 2018.

وقد وصل اليخت "التيتان"، الذي يملكه ألكسندر أبراموف، أحد مؤسسي شركة "إفراز" لصناعة الصلب الروسي، إلى جزر المالديف، وقد سبقه ثلاثة يخوت تعود ملكيتها إلى النخبة المؤيدة للحكم الروسي، ومن بينها يخت "نرفانا" البالغ طوله 88 متراً (288 قدماً) الذي يملكه أغنى رجل في روسيا فلاديمير بوتانين.

وقد تواجه النخب الروسية مشاكل في القريب العاجل حتى لو ظلت بمنأى عن براثن حدود أجهزة إنفاذ القوانين الغربية.

 تتطلب اليخوت الفارهة جداً صيانة متكررة وهناك عدد محدود من الأماكن المجهزة للقيام بأعمال الصيانة تلك. كما أن كل شخص يعمل على متن يخت تعود ملكيته لأحد الأوليغارش الروس قد يجد نفسه منتهكاً للعقوبات.

*نشرت إندبندنت هذا المقال في 3 مارس 2022 ولا تزال عمليات مصادرة أصول روسية متواصلة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير