Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر توجه ضربة قاضية للجماعات الإرهابية على أراضيها

تمكنت من اعتقال 7 متشددين بينهم قياديون بارزون وضبط أسلحة وذخائر

رئيس أركان الجيش الجزائري خلال تفقده القوات التي شاركت في العملية (التلفزيون الجزائري)

تتجه الجزائر إلى التخلص من بقايا الجماعات الإرهابية على أراضيها، بعد عملية نفذتها القوات العسكرية مكنتها من اعتقال 7 إرهابيين وضبط أسلحة وذخيرة. وفي حين أشاد رئيس أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة بالجهود المبذولة، ذكرت مصادر مطلعة أن العملية التي جرت استهدفت "آخر مجموعة إرهابية في شمال البلاد".

عملية ناجحة وصيد ثمين

وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن تمكن مفارز للجيش من "القبض على 7 إرهابيين والعثور على جثة إرهابي آخر كان أُصيب بجروح خلال العملية الأخيرة التي جرت في 19 فبراير (شباط) الماضي، في غابات محافظة سكيكدة، شرق البلاد". وذكر بيان الوزارة أنه استُرجعت ثمانية مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكميات معتبرة من الذخيرة وأغراض أخرى.
وتبين من بيان وزارة الدفاع أن الأهداف المحققة من خلال تلك العملية، مهمة، إذ يوجد بين المعتقلين "المفتي العام" للجماعات الإرهابية، لسلوس مداني، المكنى "الشيخ عاصم أبو حيان"، و"أمير الجماعة" الإرهابية المدعو بطيب يوسف، المكنى "أسامة أبو سفيان النيغاسي"، وهما من قدامى المتشددين الذين التحقوا بالنشاط الإرهابي مع بداية تسعينيات القرن الماضي، إلى جانب آخرين.
وأشار ذات المصدر إلى أن حصيلة هذه العملية، "تضاف إلى حصيلة العملية التي أسفرت في 19 فبراير الماضي، على القضاء على 7 إرهابيين، واسترجاع 6 رشاشات من نوع كلاشنيكوف وبندقية بمنظار، وكميات معتبرة من الذخيرة"، مشدداً على أنه "بذلك قُضي على هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تزرع الرعب سنوات في المنطقة". وأبرز بيان وزارة الدفاع أن هذه "النتائج الإيجابية المحققة تؤكد مرة أخرى إصرار وعزم وحدات مكافحة الإرهاب على تطهير وطننا من بقايا الجماعات الإرهابية واجتثاث هذه الظاهرة من بلادنا".

تشجيع وانتقادات

وأورد البيان أنه على إثر العملية، توجه رئيس أركان الجيش، الفريق السعيد شنقريحة، مباشرة إلى منطقة العملية العسكرية، حيث تفقد، رفقة قائد الناحية العسكرية الخامسة، اللواء حمبلي نور الدين، الوحدات المشاركة في هذه العملية النوعية، حيث خاطب العسكريين الذين "أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم"، مشيداً بـ"عملهم البطولي"، وحثهم على "بذل المزيد من الجهود للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين ومواصلة مكافحة فلول الإرهاب بكل عزيمة وفخر واعتزاز بهذا الواجب المقدس".
وأكد شنقريحة أن "الجزائر استطاعت أن تهزم الإرهاب لوحدها ومن دون مساعدة أي دولة أخرى"، في إشارة إلى الدولة الغربية التي رفضت المساعدة خلال فترة التسعينيات. وقال، إن "الإرهاب انهزم بفضل وقوف أولاد الجزائر"، مشدداً على أنه "ليس هناك أي دولة أخرى دعمت الجزائر في مكافحة الإرهاب".

رسالة للعدو

وتعليقاً على تلك العملية، رأى أستاذ العلاقات الدولية، محمد أبو الفضل بهلولي، أن "العملية العسكرية الاحترافية الدقيقة كانت مبنية على دور استخباراتي كبير، يُعد من صميم المهمات الدستورية للجيش المتمثلة في الحفاظ على السيادة والأمن"، مشيراً إلى أن "العملية مؤشر على الاستعداد القوي للقوات العسكرية في مواجهة العدو، كما تدل على دخول الجزائر مرحلة جديدة في ما يتعلق بالأمن القومي، على مستوى عالٍ واحترافية كبيرة". وختم بالقول، إن "هذا العمل العسكري سيضعف ما تبقى من عناصر إرهابية، ويسهم في بسط الأمن في المنطقة، وهو رسالة للعدو بأن الجزائر قوة ردع إقليمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الضربة القاضية

من جانب آخر، اعتبرت الباحثة السياسية والحقوقية نبيلة سليمي، أن "عملية القضاء على الإرهابيين السبع وضبط الأسلحة والذخائر في محافظة سكيكدة، هي من أبرز وأنجع العمليات العسكرية ضد بقايا الإرهابيين، وتميزت بالنوعية لما حققته من نتائج إيجابية أبرزت ديناميكية الجيش ومدى يقظته واستعداده لدحر كل مَن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلاد"، مضيفة أن "وقوف الفريق شنقريحة، رئيس الأركان، على هذه العملية وتنقله إلى عين المكان، رسالة أراد من خلالها شكر كل الوحدات المشاركة وتشجيعها على مواصلة مكافحة الإرهاب".

وتابعت سليمي، أن "العملية ستقلب المعطيات الأمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي، خصوصاً أنه وضع حد لآخر مجموعة إرهابية كانت تنشط لأكثر من 20 سنة في المنطقة الشمالية للبلاد"، مبرزة أن "لتلك العملية أيضاً دوراً فعّالاً في تطوير حنكة الوحدات العسكرية، لا سيما أنها تأتي بعد العملية التي تمت في 19 فبراير الماضي، والتي شهدت القضاء على سبعة من أخطر الإرهابيين في الجزائر". وختمت أنه "بذلك يكون الجيش الجزائري قد وجه الضربة القاضية إلى الجماعات الإرهابية".

الأنظار تتجه نحو الحدود

وعلى الرغم من أن الأخبار الأمنية في الجزائر لم تخلُ يوماً من أنباء عن عمليات تفكيك شبكات دعم أو مقتل إرهابيين أو اعتقال آخرين، منذ تسعينيات القرن الماضي، غير أنه هذه المرة، فإن "الصيد" يُعتبر ثميناً في ظل الحديث عن آخر مجموعة إرهابية تنشط على مستوى شمال البلاد، ما يجعل الأنظار تتجه نحو الحدود على اختلافها، حيث تعيش دول الجوار، مثل مالي، والنيجر، وليبيا وبشكل أقل، تونس، أوضاعاً أمنية خطيرة تتميز بنشاط إرهابي كبير يهدد أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى الحدود مع المغرب التي يبدو أنها تشهد تحركات لمهربين وتجار المخدرات وشبكات الاتجار بالبشر، في ظل علاقات متوترة بين الجزائر والرباط.
وحذر رئيس أركان الجيش الجزائري في مناسبات عدة، من "تفاقم الخطر الإرهابي في منطقة الساحل"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أي بلد في المنطقة والقارة الأفريقية بمنأى عن تمدد النشاطات الإرهابية". وقال شنقريحة، إن "منطقتَي الساحل والصحراء تعيشان وضعاً غير مستقر، في ظل تفاقم التهديد الإرهابي وانتشار خطر التنظيمات ذات الصلة في دول عدة في القارة". وقدم "مقاربة من شقين لمحاربة ناجعة للتنظيمات الإرهابية، الأولى هي مكافحة الجماعات المتطرفة في الميدان، والأخرى محاربة أفكار التطرف ووقاية المجتمعات الأفريقية من أيديولوجيتها"، مشدداً على أن "الإرهاب بات مشكلة عابرة للحدود لم تعد تخص دولة على حدة، خصوصاً في المنطقة الأفريقية التي يستغل فيها تنظيما داعش والقاعدة ومجموعات محلية أخرى، هشاشة الدولة المركزية من أجل التمركز والنشاط والتنقل بحرية".

المزيد من العالم العربي