هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس بفرض رسوم أخرى على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار "على الأقل"، معتقداً أن الصين والمكسيك تريدان إبرام اتفاق في نزاعهما التجاري مع الولايات المتحدة. وأضاف ترمب قبل صعوده طائرة "إير فورس وان" في مطار شانون الأيرلندي متجهاً إلى فرنسا للمشاركة في إحياء ذكرى يوم الإنزال "في محادثاتنا مع الصين، ثمة كثير من الأمور المثيرة للاهتمام. سنرى ما سيحدث... قد أزيد 300 مليار دولار أخرى على الأقل، وسأفعل ذلك في الوقت المناسب"، من دون أن يوضح السلع التي قد تتأثر بذلك.
الى ما بعد القمة
ويرجّح الرئيس الأميركي أنه سينتظر إلى ما بعد قمة مجموعة العشرين في اليابان في نهاية الشهر الجاري قبل أن يقرر بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على الصين، مضيفاً أنه سيجري محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ خلال القمة التي ستُعقد يومي 28 و29 حزيران (يونيو) الجاري. ورفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية في 10 مايو (أيار) الماضي إلى 25 في المئة على بضائع صينية مستوردة بقيمة 200 مليار دولار، فردت بكين في أول الشهر الجاري بزيادة الرسوم الجمركية على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار.
كما أن البيت الأبيض قد يفرض اعتباراً من الإثنين المقبل رسوماً جمركية على جميع الواردات القادمة من المكسيك، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف تدفق المهاجرين غير القانونيين الوافدين إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية.
المعاملة بالمثل
وورد في بيان أصدرته الحكومة الصينية أن بكين ستفرض رسوماً تتراوح ما بين 5 و25 في المئة على عدد من السلع الأميركية، بعدما أمر الرئيس الأميركي بزيادة الرسوم الجمركيّة على بقيّة الواردات الصينيّة. وكانت جولة المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين انتهت من دون التوصل الى اتفاق ينهي النزاع التجاري الدائر بين أكبر قوتين اقتصاديتين. ويثير النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين مخاوف في الأسواق العالمية وقد أجمع مراقبون على التحذير من تداعياته السلبية على النمو العالمي وعلى طلب سلع أساسية كالنفط. بدوره، حذر صندوق النقد الدولي أمس (الأربعاء)، من أن الاقتصاد العالمي لا يزال أمام "منعطف دقيق"، بسبب تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها، داعياً دول مجموعة العشرين إلى الإبقاء على معدلات فائدة متدنية لدعم اقتصاداتها.
خفض العجز التجاري
وكتبت المديرة العامة للصندوق، كريستين لاغارد في مدونة إلكترونية، نُشرت قبل انعقاد الاجتماع المالي لمجموعة العشرين، في نهاية الأسبوع المقبل في اليابان، أن "الأولوية المطلقة هي لتسوية التوترات التجارية مع تسريع عملية تحديث النظام التجاري الدولي". واستأنفت واشنطن وبكين معركة الرسوم الجمركية المتبادلة بينهما، بعدما انتهت المحادثات التجارية في الولايات المتحدة من دون اتفاق، وسط اتهام الجانب الأميركي، المفاوضين الصينيين، بالتنصل من التزامات سابقة. ويسعى الرئيس الأميركي إلى خفض العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعدما وصل لصالح الصين إلى 378،73 مليار دولار عام 2018. وإضافة إلى مطالبته بفتح الأسواق الصينية بشكل أوسع أمام البضائع الأميركية، يطالب ترمب بكين بإدخال تعديلات بنيوية لوقف الاستفادة بشكل غير شرعي من التكنولوجيات الأميركية وسرقة الملكية الفكرية. وللضغط على الصين، أعلن الحرب التجارية عبر فرض رسوم جمركية على بضائع صينية مستوردة بقيمة 250 مليار دولار. كما هدد ترمب بفرض رسوم على كامل الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة التي بلغت قيمتها 539،5 مليار دولار عام 2018.