Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهام جونسون بتولي إدارة في الشأن الصحي تشبه أحداث مسلسل تلفزيوني

رئيس الاتصالات الجديد في مقر رئاسة وزراء بريطانيا يقول إن رئيس الحكومة "ليس مهرجاً هزلياً"

ستريتينغ: "إن ما يحصل يشبه أحداث مسلسل The Thick Of It، لكن الواقع هو أسوأ من الخيال" (بي بي سي)

تعرّض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ليل الاثنين لاتهام بأنه يقود إدارة تشبه تلك التي يدور حولها المسلسل التلفزيوني The Thick of It، خصوصاً بعد استخدام الرئيس الجديد للاتصالات في "10 داونينغ ستريت" إحدى المقابلات في أول يوم له في منصبه، ليقول إن رئيس الحكومة "ليس مهرجاً هزلياً".

وفي الوقت ذاته، اضطر جونسون إلى إنكار وجود خلاف مع وزير الخزانة البريطاني، بعدما انتهزا فرصة التقاط صورة مشتركة لهما، للكشف عن جزء من الخطة المتعلقة بتعافي قطاع "خدمات الصحة الوطنية" (أن إتش أس) NHS، التي كان متوقعاً إعلانها يوم الاثنين، لكن تردد أنه جرى إرجاؤها بعد بروز مخاوف من وزارة الخزانة بشأن القيمة المادية في مقابل ما يتم إنفاقه من المال.

وأعلن الرئيس المعين حديثاً لوحدة السياسات في "داونينغ ستريت" أن حزب "المحافظين" كان قوة "متمردة" تخوض معركة أفكار ضد مؤسسة يسارية مسلحة بشكل أفضل.

في غضون ذلك، واصل رئيس الوزراء البريطاني حملة التغييرات في مقر رئاسة الحكومة، بعد صدور التقرير المبدئي الذي وضعته الموظفة البارزة في الخدمة المدنية سو غراي في فضيحة "بارتي غيت" Partygate، ونقل المستشار هنري نيومان - وهو حليف مقرب من كاري، زوجة جونسون - إلى الوزارة المسؤولة عن رفع مستوى المناطق المهملة في البلاد التي يتولاها مايكل غوف.

لكن جونسون تعرّض لانتقادات في مجلس العموم، بعدما تخلف رئيس أركانه الجديد ستيفن باركلي عن الحضور للإجابة عن أسئلة النواب، في شأن طريقة دمج منصبه الجديد مع وظيفته الراهنة وزيراً لمجلس الوزراء.

وكانت صدرت تحذيرات من أن استحداث مكتب جديد لرئيس الوزراء، يجمع ما بين عناصر العمليات الراهنة في "10 داونينغ ستريت" و"مكتب مجلس الوزراء"، ربما يكلف دافعي الضرائب ما يصل إلى 15 مليون جنيه استرليني (22.5 مليون دولار أميركي).

ويندي تشامبرلاين، رئيسة الانضباط النيابي في حزب "الديمقراطيين الأحرار" قالت في معرض مطالبة رئيس الوزراء بالكشف عن التكلفة "إنها ستكون على حساب أموال حيوية يمكن إنفاقها على مساعدة أسر في التغلب على أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة".

أما نائبة زعيم حزب "العمال" أنجيلا راينر، فغمزت من قناة حفلات مقر رئاسة الوزراء، قائلةً إن عدم حضور السيد باركلي يعود إلى "انشغاله الشديد بإعادة ترتيب كراسي الاسترخاء"، في حين قارن وزير الصحة في حكومة الظل "العمالية" ويس ستريتينغ الظهور المشترك لرئيس الوزراء ومستشاره، بمشاهد الهجاء السياسي العشوائي التي يقدمها أرماندو إيانوتشي (مؤدٍ اسكتلندي وناقد ساخر).

وقال ستريتينغ مخاطباً مجلس العموم إن مرافق "خدمات الصحة الوطنية" كانت تنتظر خطة الحكومة للتمكن من التعامل مع تراكمات حالات الاستشفاء لما يقرب من 6 ملايين شخص، ينتظرون تلقّي العلاج نتيجة الوباء. وسأل: "أين أصبحت (الخطة)؟ ففيما كان من المقرر أن تُنشر اليوم، جرى سحبها الليلة الماضية".

وأضاف: "إن ما يحصل يشبه أحداث مسلسل The Thick Of It، لكن الواقع هو أسوأ من الخيال، إذ هو أشبه بلقطة فوتوغرافية رمزية من دون أي استعدادات. إن الخطة التي وضعوها لتعافي ’خدمات الصحة الوطنية‘ ما هي إلا مجرد عملية من العمليات التي تم إلغاؤها".

لكن أوساط "داونينغ ستريت" أصرّت على أن الخطة الكاملة ستنشر بحلول نهاية الأسبوع الحالي، وستتضمن أهدافاً جديدة لعلاج مرضى السرطان، التي تم الكشف عنها اليوم. وتقضي الأهداف الجديدة بأن تكون فترة انتظار المرضى شهرين حداً أقصى لتلقّيهم علاجاً للسرطان، بحلول شهر مارس (آذار) من عام 2023، وأن يجري العمل على تشخيص 75 في المئة من حالات السرطان قبل بلوغها المرحلة الثالثة، بحلول عام 2028.

وأكد رئيس الوزراء أنه "لا يشك على الإطلاق" في ولاء وزير الخزانة، الذي اتُّهم بأنه "يناور" في وقت تطلق توقعات في ويستمنستر عن منافسة وشيكة على الزعامة.

وقال جونسون إن "الجميع في مقر رئاسة الوزراء وفي وزارة الخزانة يعملون معاً في وئام، للتعامل مع المشكلات الكبيرة التي تواجهها البلاد، ومعالجة التراكمات في حالات الاستشفاء التي تسببت بها جائحة ’كوفيد‘".

لكن رئيس "اتحاد خدمات الصحة الوطنية" NHS Confederation الذي يمثل رؤساء الخدمات الصحية، قال إنه يبدو أن الوزير ريشي سوناك يسحب دعمه للمبادرات الصادرة عن "داونينغ ستريت" مع تراجع تأثير جونسون.

ماثيو تايلور الذي عمل في مقر رئاسة الوزراء في عهد رئيس الحكومة الأسبق توني بلير، رأى أن هذا السيناريو يذكّر بالأيام الأخيرة قبل تسليم الحكومة إلى غوردون براون وقال: "إن وزارة الخزانة تمانع وتتردد في الموافقة على أي خطط تضعها رئاسة الوزراء وتتطلب تمويلاً لها لأن وزير الخزانة يعتبر أنها انتهازية وبمثابة مضيعة للمال على إدارة تحتضر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المتحدث الرسمي باسم جونسون رفض الادعاء، واصفاً إياه بأنه "غير دقيق". لكن مصادر وزارة الخزانة أفادت بأن الوزير سوناك لم يكُن راغباً بالتوقيع على خطة بمليارات الجنيهات الاسترلينية لإنعاش "خدمات الصحة الوطنية"، لأنه يعتقد أن التخطيط لأهدافها كان سيئاً.

ويبدو في هذا الإطار أن وزير الخزانة يخشى أن تركز الخطة في أولوياتها على فترات الانتظار الطويلة جداً للمرضى - التي تجتذب أسوأ العناوين الإخبارية - أكثر منها على المرضى الذين يتعيّن عليهم الانتظار وقتاً أقل، لكنهم بحاجة للعلاج بشكل أكثر إلحاحاً.

وزير الصحة ساجد جاويد نفى أن تكون وزارة الخزانة قد فرملت خطته، مؤكداً أنه "لم يكُن هناك جدل - بل مناقشة حيوية للغاية... لقد تم إرجاء الخطة، لكن المسؤول عن تأخيرها متحوّرة ’أوميكرون‘".

في غضون ذلك، استخدم مدير الاتصالات الجديد في "داونينغ ستريت" غوتو هاري، مقابلة أجراها معه موقع إلكتروني باللغة الويلزية، لإعطاء انطباع مشرق عن الاجتماع الذي عقده مع رئيس الوزراء في اليوم الذي سبق تعيينه.

وقال هاري إنه عندما طرح السؤال على رئيس الوزراء عما إذا كان بإمكانه أن ينجو من تهديدات نوابه له بالتصويت على حجب الثقة عنه، بدأ بوريس جونسون ينشد أغنية الديسكو لغلوريا غاينر "سأتمكن من الصمود"I Will Survive . وقال إن رئيس الوزراء عرض "أن يركع على ركبة واحدة" في إشارة مازحة إلى الحركة التي قام بها غوتو هاري، والتي كلفته فقدان وظيفته السابقة في محطة "جي بي نيوز".

وأضاف هاري لموقع "غولغ 360" الإخباري: "إنه (جونسون) ليس مهرجاً، لكنه شخصية محبوبة للغاية. لقد كان نقاشنا بنسبة تسعين في المئة منه جاداً للغاية، لكن يبدو أن شخصيته مميزة ويتمتع بالمرح. إنه ليس رجلاً شريراً كما يحاول البعض تشويه صورته".

رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن علّقت قائلة: "في وقت ما زال كثير من الناس يعانون من آثار وباء ’كوفيد‘ وصدماته، أو من القلق في شأن ارتفاع تكاليف المعيشة... فإن الأمر بالنسبة إلى بوريس وشركاه، يبدو كله مجرد ضرب من الهزال. ليس ذلك مضحكاً. في الظروف الراهنة، يُعدّ ذلك تصرفاً شائناً ومهيناً".

تجدر الإشارة إلى أنه كان هناك نوع من عدم الارتياح بين بعض أعضاء البرلمان، في شأن العمل السابق لغوتو هاري في مجال الترويج لشركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي"، التي مُنعت من المشاركة في تركيب شبكة "الجيل الخامس" 5G من الاتصالات في المملكة المتحدة بسبب مخاوف أمنية.

وأكدت أوساط "داونينغ ستريت" عدم وجود تضارب في المصالح، مشيرةً إلى أن العمل الذي قام به السيد هاري لمصلحة الشركة التي عمل لديها في السابق، وهي "هوثورن أدفايزرز" Hawthorn Advisors (شركة استشارات) كان "شرعياً للغاية". لكن حزب العمال طالب باعتماد "شفافية كاملة" في ما يتعلق بالاتصالات التي أجراها هاري مع الحكومة بالنيابة عن شركة "هواوي".

أحد أعضاء حزب "المحافظين" قال لـ"اندبندنت": "إننا في حاجة للقيام بشيء ما حيال هذا الوضع الذي يتكرر ما بين الشركات الكبرى والحكومة، خصوصاً عندما تكون تلك الشركات خاضعة لسيطرة أحزاب شيوعية أجنبية".

رئيس الإدارة السياسية في "داونينغ ستريت" أندرو غريفيث، الذي بدأ أيضاً ممارسة مهمات وظيفته الجديدة بعد استقالة السيدة منيرة ميرزا الأسبوع الماضي، احتجاجاً على تصريحات تشويه السمعة التي أطلقها بوريس جونسون عندما ربط بين السير كير ستارمر وجيمي سافيل، قال إنه يريد من "المحافظين" أن يعودوا "على وجه السرعة" إلى معالجة الأولويات الملحّة، كمسألة خفض الضرائب.

وكتب غريفيث على موقع "كونسرفاتيف هوم" ConservativeHome الإلكتروني (مدونة يمينية تدعم حزب "المحافظين") يقول إنه يريد أن يعمل أعضاء البرلمان من حزب "المحافظين"، وفق "ذهنية الخلية لتطوير سياسة متمحورة حول يمين الوسط".

وختم: "من المهم أن نقوم بذلك. ففي معركة الأفكار، نظل قوة متمردة: تتفوق عليها هيمنة التقليدية اليسارية التي غالباً ما تكمن من دون تحدٍّ داخل قطاعات واسعة من المؤسسة الثقافية والتعليمية، وفي وسائل الإعلام المدعومة من الدولة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات