Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات ماكرون – بوتين تنطلق على وقع الإعلان عن تعزيزات عسكرية أوروبية

أمل فرنسي بـ"تخفيف حدة التوتر" على الحدود بين روسيا وأوكرانيا... وتثمين روسي لجهود باريس في "حل مسألة الأمن في أوروبا"

على وقع استمرار التوتر على الأرض وإعلان بريطانيا وألمانيا إرسال تعزيزات عسكرية إلى بولندا وليتوانيا، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستهل اجتماعه في موسكو، الاثنين، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن تسهم مباحثاتهما في "تخفيف حدة التوتر" على الحدود بين روسيا وأوكرانيا التي يخشى الغرب تعرضها لغزو روسي. وقال ماكرون لبوتين، إن "رد الفعل المفيد هو رد يتيح لنا بالتأكيد تجنب الحرب وبناء لبِنات الثقة والاستقرار والشفافية".
من جهته، أشاد بوتين بالجهود الفرنسية "لحل مسألة الأمن في أوروبا". وقال في بداية اجتماعه مع ماكرون "أرى مدى الجهود التي تبذلها السلطات الفرنسية لحل مسألة الأمن في أوروبا"، وخصوصاً من أجل "إيجاد حل للأزمة" في أوكرانيا.
وبدأ الاجتماع بين بوتين وضيفه قرابة الساعة 15:30 بتوقيت غرينيتش، بحسب مشاهد بثها التلفزيون الروسي. وبدا خلالها الرئيسان جالسين أمام مائدة بيضاء طويلة جداً في الكرملين.
بموازاة ذلك، التقى المستشار الألماني أولاف شولتز الاثنين الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، حيث جرى التأكيد على أن البلدين يعملان "بشكل منسّق" في مواجهة روسيا.
وقال بايدن من البيت الأبيض "نحن نعمل بشكل منسّق من أجل تعزيز ردع أي عدوان روسي في أوروبا"، وكذلك لمواجهة "التحديات التي تطرحها الصين".

"دقّ إسفين"

كما زارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أوكرانيا، حيث اتّهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، روسيا بالسعي إلى "دقّ إسفين" بين بلاده وحلفائها الغربيين.
وقال كوليبا خلال استقباله نظيرته الألمانية، "لن يتمكن أحد في روسيا مهما حاول من دقّ إسفين بين أوكرانيا وشركائها".
من جانبها، أعلنت بيربوك أن الغرب أعدّ عقوبات "قاسية" و"غير مسبوقة" ضدّ روسيا سيفرضها إذا ما غزت قواتها أوكرانيا. وأضافت "نحن مستعدّون أيضاً لأن ندفع، نحن أنفسنا، ثمناً اقتصادياً لأنّ أمن أوكرانيا على المحكّ".
وقال كوليبا "لا داعي لتخويف الأوكرانيين بالحرب. نخوض هذه الحرب منذ عام 2014. لقد مررنا بالكثير من المحن". وأضاف أن "أوكرانيا لا تستبعد أي سيناريو" وهي "مستعدّة لأي شيء"، مشدداً على أنّه "إذا فرضت روسيا جولة جديدة من الصراع المسلّح علينا، سنقاتل".

الوضع معقد

وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اعتبر أن الاجتماع بين الرئيسين الفرنسي والروسي "مهم جداً"، ذاكراً أن "ماكرون قال لبوتين إنه يأتي حاملاً أفكاراً من أجل خيارات محتملة لتحقيق انفراج في التوتر في أوروبا"، لكنه أضاف أن "الوضع أكثر تعقيداً من توقع اختراق حاسم خلال لقاء واحد".
وصرح ماكرون للصحافيين في الطائرة التي كانت تقله إلى موسكو أنه ينظر إلى الأمور بـ"واقعية وتصميم"، معتبراً هو أيضاً أن ليس هناك حل على المدى القريب.
والمطلوب برأيه بالتالي هو "الحد من هامش الالتباس لنرى أين تكمن نقاط الخلاف ونقاط التوافق الممكنة".
وأكد مرة جديدة موقف الغربيين الموحد الرافض وقف سياسة الباب المفتوح في الحلف الأطلسي، في وقت تطالب موسكو بضمانات بعدم انضمام أوكرانيا ودول أخرى من جوارها إلى الحلف.
وقال ماكرون "علينا أن نبني شروط معادلة تجعل من الممكن خفض التصعيد على المستوى العسكري"، مقدراً عديد القوات المنتشرة على حدود روسيا وبيلاروس مع أوكرانيا بـ125 ألف جندي.
وشدد ماكرون على أنه "يجب عدم القيام بأي تسوية في المسألة الأوكرانية من دون الأوكرانيين"، مبدياً "دهشته لبرودة الأعصاب التي أظهرها الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي في الأسابيع الماضية".

تعزيزات عسكرية

من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي ماريوش بلاشتشاك،ن في وقت سابق الاثنين، أن بلاده سترسل 350 عسكرياً إضافياً إلى بولندا للمساهمة بتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. وقال والاس إن هؤلاء الجنود سينضمون إلى نحو 100 مهندس عسكري بريطاني منتشرين أساساً في بولندا على الحدود مع روسيا، مشيراً إلى أن انتشارهم يرمي "لإظهار أنه بوسعنا العمل معاً وإرسال إشارة قوية مفادها أن بريطانيا وبولندا تقفان جنباً إلى جنب".
كذلك أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت الاثنين أن بلادها سترسل إلى ليتوانيا 350 عسكرياً إضافياً، لتسهم بدورها في تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت لامبريخت "نحن نعزز مساهمة قواتنا في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ونرسل إلى حلفائنا إشارة واضحة على عزمنا"، مشيرة إلى أن العسكريين الـ350 سيصلون "في غضون أيام قليلة" إلى ليتوانيا حيث يتمركز أساساً 500 عسكري ألماني في إطار قوة حلف شمال الأطلسي.

جونسون وطمأنة روسيا

في سياق متصل، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، الاثنين، إن "رئيس الوزراء يريد أن يطمئن روسيا بشأن دور حلف شمال الأطلسي، لأنه تحالف دفاعي وينبغي أن يتاح الانضمام لعضويته لأي ديمقراطيات أوروبية".
وتطالب روسيا، التي انتزعت السيطرة على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، بضمانات أمنية، منها تعهد حلف الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم جونسون "عبرت روسيا عن مخاوف بشأن عدوان محتمل من قبل حلف شمال الأطلسي، لكننا أوضحنا أن تلك المخاوف لا أساس لها، إذ إن حلف الأطلسي تحالف عسكري دفاعي في جوهره.
لكننا نود العمل مع روسيا لطمأنتها دبلوماسياً بشأن ذلك. لا يعني الأمر تقديم تنازلات، إذ قال رئيس الوزراء وزعماء غربيون آخرون إن كل الديمقراطيات الأوروبية لها الحق في الانضمام إلى حلف الأطلسي".

زيادة الوجود في البلطيق

في موازاة ذلك، أعلن رئيس اللجنة العسكرية بحلف شمال الأطلسي، الأميرال الهولندي، روب باور، الاثنين، أن الحلف يدرس زيادة وجوده العسكري في دول البلطيق وبولندا إذا أبقت روسيا قواتها في روسيا البيضاء بعد انتهاء تدريبات عسكرية.
وقال حلف شمال الأطلسي إن روسيا أرسلت 30 ألف جندي إلى روسيا البيضاء، الجارة الشمالية لأوكرانيا، لإجراء مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر، ليتجاوز إجمالي الانتشار العسكري الروسي على حدود أوكرانيا مئة ألف جندي.
وقال الأميرال روب باور، رئيس أعلى هيئة استراتيجية عسكرية في الناتو، إنه "من الممكن نشر مزيد من القوات من أعضاء الحلف". وأضاف في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، "لدينا قوات في الحلف باستمرار، في الدول المختلفة. الحديث بشأن ذلك هو نتيجة ما نحن فيه الآن. نعم، ننظر في الأمر. قد تكون هناك تغييرات في المستقبل نتيجة تلك التطورات". وأضاف "هذا يعتمد بشكل كبير بالطبع على ما إذا كانت القوات الروسية ستبقى في روسيا البيضاء".
وتنفي موسكو التخطيط لغزو أوكرانيا، لكنها قالت إنها قد تتخذ إجراءات عسكرية لم تحددها إذا لم يتم تلبية مطالب أمنية، تشمل تعهد حلف الأطلسي بعدم قبول عضوية كييف، وهو ما وصفته الولايات المتحدة والحلف بأنه غير مقبول.
ويخوض انفصاليون موالون لروسيا ومدعومون منها حرباً منذ عام 2014 ضد الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
وسمحت اتفاقات سلام تم التفاوض عليها بوساطة ألمانية - فرنسية بتجميد المعارك على الجبهة آنذاك، لكن التسوية السياسية للنزاع في طريق مسدود. ويسعى ماكرون لتحريك هذه الآلية في موسكو.
وسعياً لتنسيق الموقف الغربي، أجرى الرئيس الفرنسي خلال عطلة نهاية الأسبوع محادثات مع بايدن وجونسون والأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ وقادة دول البلطيق الثلاث، الرئيس الليتواني جيتانا نوسيدا ورئيسي وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينز وإستونيا كاجا كالاس.
وسيزور وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان موسكو هذا الأسبوع.
كما تواصل الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا.
وقدرت الاستخبارات الأميركية أن روسيا بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا.

المزيد من دوليات