Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تقلل من شأن مخاطر غزو روسي بعد تحذيرات واشنطن

ماكرون يتحدث هاتفياً مع بايدن قبل لقاء بوتين وألمانيا مستعدة لتعزيز حضورها العسكري في دول البلطيق

شددت الرئاسة الأوكرانية، الأحد، على أن فرص حل الأزمة المتصاعدة مع روسيا عبر الدبلوماسية تبقى أقوى من مخاطر شنّ هجوم بعد أن حذرت الولايات المتحدة من أن موسكو كثفت تحضيراتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون، إن الكرملين حشد 110 آلاف عنصر على الحدود مع أوكرانيا، لكن التقارير الاستخباراتية لم تحدد بعد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمماً فعلياً على اجتياح البلاد.

وقدّرت الاستخبارات الأميركية من جهتها أن روسيا بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية، أي 150 ألف جندي، لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

تطويق كييف

وحذر المسؤولون الأميركيون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.

وحذروا من أن النزاع ستكون له تكلفة بشرية كبيرة، إذ قد يتسبب بمقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصاً إلى بولندا.

"لا تصدقوا التوقعات المدمرة"

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل. وتنفي روسيا التخطيط للقيام بتوغل في أوكرانيا.

وكتب وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا على "تويتر": "لا تصدقوا التوقعات المدمرة. عواصم مختلفة لديها سيناريوهات مختلفة، لكن أوكرانيا مستعدة لأي تطور". وأضاف، "اليوم أوكرانيا لديها جيش قوي ودعم دولي غير مسبوق وإيمان الأوكرانيين ببلدهم. العدو يجب أن يخاف منا".

وبعد التحذيرات الأميركية، اعتبر ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، أن "فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد". ولطالما حاولت كييف التخفيف من المخاوف بحصول هجوم وشيك في إطار سعيها لتجنب إلحاق أذى إضافي باقتصادها المتداعي.

وأضاف بودولياك، أن "حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي"، و"لممارسة ضغط نفسي كبير"، تنفذ روسيا "مناوبات واسعة النطاق" ومناورات وتحريك معدات عسكرية.

وتابع: "إلى متى سيستمر هذا التحرك الروسي وبأي هدف؟ وحده الكرملين يملك الجواب المحدد عن هذا السؤال". وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن "يكونوا مستعدين دائماً لكل السيناريوهات، ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100 في المئة".

تعزيزات أميركية

وقد وصلت كتيبة من التعزيزات الأميركية المعلن عنها لطمأنة حلفاء أوروبا الشرقية في مواجهة التوتر الحالي، الأحد، إلى مطار في جنوب شرقي بولندا، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تأتي التحذيرات الأميركية الشديدة، وهي جزء من محاولة متعمدة من واشنطن لاستباق أي تحركات روسية، فيما تسعى أوروبا لنزع فتيل الأزمة.

حركة دبلوماسية مكثفة

ويشهد، اليوم، السابع من فبراير (شباط)، حركة دبلوماسية مكثفة تهدف إلى محاولة نزع فتيل الأزمة المتعلقة بأوكرانيا، إذ يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن.

ويُتوقّع أن يصل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى موسكو بعد الظهر، وقد يتواصل اجتماعه مع بوتين حتى المساء، على أن يُختتم بمؤتمر صحافي مشترك بحسب الإليزيه، ويزور الرئيس الفرنسي كييف، الثلاثاء، لإجراء محادثات تهدف لتخفيف التوتر.

غير أن الكرملين قال إن اللقاء بين ماكرون وبوتين "مهم جداً" لكنه لن يحقق "اختراقاً". وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، للصحافيين الاثنين، أن "الوضع أكثر تعقيداً من توقع اختراق حاسم خلال لقاء واحد"، مشيراً إلى أن "ماكرون قال لبوتين إنه يأتي حاملاً أفكاراً في مسعى لتحقيق انفراج" في الوضع.

كذلك، يزور المستشار الألماني أولاف شولتس المنطقة لإجراء محادثات مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع التالي في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية.

ماكرون يحادث بايدن قبل لقائه بوتين

وتحدث ماكرون مرة أخرى، الأحد، مع نظيره الأميركي جو بايدن في إطار مشاوراته عشية لقائه بوتين بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن الاتصال الهاتفي الذي استمر 40 دقيقة جزء من "منطق التنسيق" قبل زيارة الرئيس الفرنسي إلى موسكو ثم التوجه الثلاثاء إلى كييف، حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني. وأشار ماكرون إلى أنه "سيناقش شروط خفض التصعيد" على الحدود مع أوكرانيا. 

وكان الرئيس الفرنسي قد تحدث في نهاية الأسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وزعماء دول البلطيق الثلاث الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا ورئيسا وزراء لاتفيا كريسجانيس كارينز وإستونيا كايا كلاس.

وكان قد تحدث مع نظيره الأميركي، الثلاثاء، وأكد الرئيسان حينها "دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" وتعهدا بالبقاء "على اتصال وثيق" بشأن هذا الملف، بحسب البيت الأبيض.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية، الأحد، أنهما "اتفقا على التحدث مرة أخرى قريباً". وقد صرح ماكرون لصحيفة "جي دي دي" الأسبوعية بخصوص اللقاء مع بوتين بأنه "علينا أن تكون واقعيين للغاية". وأضاف، "لن نحصل على خطوات أحادية الجانب من روسيا، لكن من الضروري تجنب تدهور الوضع قبل بناء آليات وخطوات ثقة متبادلة".

ألمانيا مستعدة لتعزيز حضورها العسكري في دول البلطيق

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، أن بلاده مستعدة لإرسال قوات إضافية إلى دول البلطيق، وذلك قبل زيارة مهمة لواشنطن، حيث سيسعى لتعزيز تأثيره في الأزمة الأوكرانية.

وقال شولتز في مقابلة مع شبكة "أي آر دي" الألمانية "مستعدون للقيام بكل ما هو ضروري لتعزيز" وجود ألمانيا في عمليات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق.

وتقود ألمانيا عملية الحلف في ليتوانيا، حيث تنشر نحو 500 عسكري. ورداً على سؤال عن إمكان الاتفاق على تعزيزات في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الأطلسي منتصف فبراير (شباط)، قال شولتش، "نحن مستعدون لاتخاذ قرار".

بدورها، قالت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت في وقت سابق في مقابلة مع مجموعة "فونك" الإعلامية، إن ألمانيا مستعدة لتعزيز وجودها في ليتوانيا. وصرحت لامبرخت، "من حيث المبدأ، القوات... متاحة للتعزيزات، ونجري الآن محادثات مع ليتوانيا لتحديد ما سيكون مفيداً".

وفي ظل تعرضه لانتقادات متزايدة حول موقف ألمانيا الذي يبدو متناقضاً خلال الأزمة، يسافر أولاف شولتس إلى واشنطن لعقد أول لقاء له منذ توليه المنصب مع الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين.

كما يلتقي زعماء دول البلطيق في برلين هذا الأسبوع، ويسافر إلى أوكرانيا وروسيا في وقت لاحق من هذا الشهر.

روسيا تربط محادثات الأسلحة النووية بمطالبها الأمنية

في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية، الاثنين، عن أحد كبار الدبلوماسيين الروس قوله إن مصير محادثات الحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة سيعتمد بشكل كبير على تقدم المفاوضات بشأن مطالب موسكو الأمنية.

وتريد روسيا تعهداً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بعدم السماح لكييف بالانضمام إلى التكتل العسكري، لكن واشنطن ترفض حتى الآن تقديم ضمانات كهذه.

وقال فلاديمير يرماكوف، المدير العام لإدارة منع الانتشار والحد من الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، لوكالة الإعلام الروسية، إن مناقشات الضمانات الأمنية العاجلة باتت لها الأولوية على محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية.

وأضاف أنه لم يتم الاتفاق على أي اجتماعات بشأن الحد من الأسلحة، واستئنافها يعتمد حالياً بشكل كبير على حل القضايا الأمنية العاجلة التي أثارتها موسكو.

رئيس بيلاروس يريد رتبة كولونيل في الجيش الروسي

إلى ذلك، أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، في مقابلة مع الصحافي فلاديمير سولوفيوف المعروف بترويجه لسياسة الكرملين، أن بوتين وعد بمنحه رتبة كولونيل في الجيش الروسي، مضيفاً أن الرئيس الروسي، من جهته، سيكون برتبة جنرال.

وقال في مقابلة إن "بوتين برتبة كولونيل، وقد وعد بأن يمنحني رتبة كولونيل. ولم يفعل ذلك بعد". وقال للمذيع الذي انفجر ضاحكاً، بحسب مقطع فيديو بثه حساب الرئاسة البيلاروسية على منصة "تلغرام"، "لقد وعد بأنه سيفعل ذلك".

وحاول الصحافي التشكيك في صحة تصريحات لوكاشنكو الذي أصر عليها وأكد أن وعد بوتين كان بمنحه رتبة كولونيل في "الجيش الروسي" أو "الجيش السوفياتي"، قبل أن يتابع قائلاً إن الرئيس الروسي، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات السوفياتية، "سيكون برتبة جنرال".

واعتاد لوكاشنكو الذي يدافع الكرملين عن نظامه بقوة بينما تقمع مينسك من دون هوادة الحركة الاحتجاجية الضخمة منذ عام 2020، إطلاق التصريحات الغريبة. ولم يكشف قط عن السياق الذي وعده فيه الرئيس الروسي بالترقية العسكرية.

ورداً على قول الصحافي إنه من الصعب على رئيس دولة مستقلة أن يكون ضابطاً في جيش دولة أخرى، قال لوكاشنكو "هذه مشكلتي وليست مشكلتك".

وكانت العلاقات مضطربة بين لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ عام 1994 وموسكو. لكن منذ خريف 2020، غيّر لهجته وبات يقدّم نفسه على أنه الحصن الأخير لروسيا في وجه الأطماع الغربية، حتى أنه وعد بمرافقتها في حملة عسكرية في أوكرانيا إذا لزم الأمر.

وتعتمد بيلاروس بشكل كبير على الائتمانات المالية الروسية وعلى إمدادات النفط والغاز من جارتها كذلك. وتدور شائعات أن الكرملين يسعى لإدماجها مع روسيا، لكن تم نفي ذلك.

المزيد من دوليات