Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تنفي مزاعم أميركا بتلفيق فيديو دعائي كذريعة لغزو أوكرانيا

موسكو تتهم الولايات المتحدة بتأجيج الأزمة وتجاهل دعواتها لتخفيف حدة المواجهة

نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة الرابع من فراير (شباط)، مزاعم الولايات المتحدة بأن موسكو تلفق تسجيل فيديو كذريعة لشن حرب في أوكرانيا، ووصف الأمر بأنه "هراء"، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية.

ودعا الكرملين بدوره الجمعة إلى "عدم التسليم" باتهامات الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، رداً على سؤال حول هذه الاتهامات، "أوصي بعدم التسليم بما يقوله احد في هذه المسائل، وخصوصاً وزارة الخارجية" الأميركية.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن لديها أدلة على أن موسكو تخطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير مهاجمة كييف. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي "لدينا معلومات أن الروس يريدون على الأرجح فبركة ذريعة للغزو".

وصرح لصحافيين أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الروسية تخطط لفبركة هجوم للجيش الأوكراني أو قوات استخباراتية "ضد أراضٍ خاضعة لسيادة روسيا أو ضد أشخاص ناطقين بالروسية".

وأضاف "في إطار هذا الهجوم الزائف، نعتقد أن روسيا ستنتج تسجيلاً دعائياً مصوّراً بمشاهد وحشية للغاية، يتضمن جثثاً وممثلين يؤدون دور مشيّعين وصوراً لمواقع مدمّرة"، لتستخدم الأمر مبرراً لغزو جارتها الموالية للغرب.

ولفت كيربي إلى أن جزءاً من الخطة يتضمن إظهار أن الغرب وفر المعدات العسكرية الأوكرانية المستخدمة، وهو أمر سيكون هدفه تبرير التحركات الانتقامية الروسية ضد أوكرانيا.

وأكد "سبق أن شهدنا أنشطة كهذه من قبل روسيا في الماضي، ونعتقد أنه من المهم أن ننتقدها علناً عندما نراها بهذه الطريقة". وأشار إلى أن تكتيكات كهذه تحظى بشكل عام "بالموافقة على أعلى مستويات الحكومة الروسية".

ولدى سؤاله لاحقاً عن احتمال أن يؤدي إرسال قوات أميركية إلى أوروبا الشرقية إلى صب الزيت على النار، أكد كيربي أن واشنطن تريد طمأنة حلفائها.

وقال لقناة "فوكس نيوز" "نواصل تقديم مساعدة في مجال الأمن لأوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد هذا التهديد" وفي الوقت نفسه "طمأنة حلفائنا الذين لدينا التزامات أمنية مهمة تجاههم".

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن هذا الفيديو "هو أحد الخيارات التي تعدها الحكومة الروسية كذريعة لشن وربما تبرير عدوان عسكري ضد أوكرانيا".

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعرف ما إذا كانت موسكو قد قررت تنفيذ هذه الخطة. ولم يقدم كيربي وبرايس أدلة على مزاعمهما. وتابع برايس "روسيا ذكرت أنها تريد مواصلة التبادلات الدبلوماسية من أجل خفض التصعيد، لكن أعمالاً مثل هذا تشير إلى غير ذلك".

ولدى سؤاله بإصرار عن عدم وجود أدلة تدعم تصريحاته، أوضح برايس أن معلوماته مصدرها أجهزة الاستخبارات، من دون مزيد من التفاصيل. وقال "لن أفصل ما في حوزتنا".

من جانبها وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس التصريحات الأميركية بأنها "دليل واضح وصادم على عدوانية روسيا غير المبررة وعلى أنشطة سرية (لموسكو) لزعزعة استقرار أوكرانيا". وكتبت على "تويتر" "المخرج الوحيد لموسكو هو وقف التصعيد والانسحاب والالتزام بإيجاد مسار دبلوماسي".

تأجيج الأزمة

واتهمت روسيا الولايات المتحدة الخميس بتأجيج التوتر وتجاهل دعوات موسكو لتخفيف حدة المواجهة بشأن أوكرانيا، غداة إعلان واشنطن أنها سترسل نحو ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا ورومانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت نفسه، قال حلف الأطلسي إن روسيا كثفت عمليات الانتشار في بيلاروس، جارة أوكرانيا الشمالية، في الأيام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن ترسل 30 ألف جندي إليها لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة يعتبرها البيت الأبيض خطوة تصعيدية جديدة.

وتحشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا. وتبدي دول غربية مخاوفها من احتمال وجود نية لدى موسكو لغزو أوكرانيا.

وتنفي روسيا ذلك، لكنها تقول إنها قد تقدم على عمل عسكري لم تحدده ما لم تُلبَّ مطالبها الأمنية. وندد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بنشر القوات الأميركية في مؤتمر صحافي عبر الهاتف الخميس.

وقال "من الواضح أن هذه ليست هي الخطوات التي تهدف إلى تهدئة التوتر، لكنها على النقيض من ذلك توطئة لتصعيده". ومضى قائلاً "ندعو نظراءنا الأميركيين باستمرار إلى الكف عن تصعيد التوتر في القارة الأوروبية. المؤسف أن الأميركيين ماضون في ذلك (التصعيد)".

وترفض واشنطن وحلف الأطلسي المطالب الروسية التي تتضمن حظر انضمام أوكرانيا إلى الحلف وسحب القوات ومنظومات الأسلحة من شرق أوروبا، مع إبداء الاستعداد لمناقشة إجراءات الحد من التسلح وبناء الثقة.

"عقوبات قوية وشاملة"

في غضون ذلك، يواصل الغرب التهديد بفرض عقوبات قاسية على روسيا إذا غزت أوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي أعد حزمة عقوبات "قوية وشاملة" لفرضها على روسيا إذا واصلت عدوانها على جارتها.

وقالت فون دير لاين في تصريحات لصحيفتي "هاندلسبلات" و"ليزيكو"، "جهزنا حزمة قوية وشاملة من العقوبات المالية والاقتصادية"، مضيفةً أنها تشمل "تقييد الوصول إلى رأس المال الأجنبي" و"فرض ضوابط على التصدير خصوصاً على المعدات التكنولوجية".

وكان خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" عبر بحر البلطيق أيضاً جزءاً من حزمة العقوبات. وقالت فون دير لاين إن إمكانية تشغيل خط الأنابيب يعتمد على "سلوك روسيا". وأضافت أن "المقربين من بوتين ورجال الأعمال ذوي النفوذ يمكن بالطبع أن يتأثروا بقوة بالعقوبات".

ويلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي الاثنين في موسكو، ثم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء في كييف، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الجمعة، في مسعى دبلوماسي جديد يبذله سعياً لخفض التوتر في الأزمة الأوكرانية.

وضاعف ماكرون في الأيام الأخيرة الاتصالات الهاتفية مع بوتين وزيلينسكي، كما مع الرئيس الأميركي جو بايدن، سعياً للتوسط في الأزمة. وسيعقد اللقاءان على انفراد، بحسب الإليزيه، إنما "بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين".

وفي هذا السياق، ذكرت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون ومستشاريه عقدوا مشاورات مع عدد من نظرائهم الأوروبيين خلال الأيام الماضية.

وأجرى ماكرون الخميس محادثات مع كل من بوتين وزيلينسكي. وأعن الكرملين أن الرئيسين بحثا بصورة خاصة "الضمانات الأمنية" التي تطالب بها موسكو خلال مكالمتهما الهاتفية الثالثة هذا الأسبوع حول هذا الموضوع، مشيراً إلى حوار "بناء".

وفي حين بدا وزن الاتحاد الأوروبي ضئيلاً خلال المحادثات الروسية- الأميركية الأولى حول أوكرانيا، يسعى الرئيس الفرنسي منذ أسابيع لإعادة طرح أوروبا في المعادلة، في حين يدعو منذ سنوات إلى "الاستقلالية الإستراتيجية" للاتحاد الأوروبي.

لقاء مرتقب بين الرئيسين الصيني والروسي

يستعد الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة لعقد أول لقاء له مع زعيم عالمي منذ نحو عامين عندما يستقبل في بكين نظيره الروسي في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر مع الغرب.

ولم يغادر شي الصين منذ يناير (كانون الثاني) 2020 عندما كانت بلاده تكافح التفشي الأولي لكوفيد عبر إغلاق مدينة ووهان التي ظهر فيها فيروس كورونا للمرة الأولى.

وقال كبير مستشاري الكرملين الأربعاء إن شي وبوتين سيلتقيان في العاصمة الصينية قبل أن يصدرا بياناً يعكس "وجهة نظرهما المشتركة" بشأن الأمن وقضايا أخرى.

وبعد ذلك يحضر الزعيمان حفل افتتاح الأولمبياد مساء الجمعة. وعززت التوترات المتصاعدة مع الغرب العلاقات بين الدولتين، وكان بوتين أول زعيم أجنبي يؤكد حضوره حفل الافتتاح الجمعة.

وأشاد بوتين بـ"نموذج" العلاقات بين روسيا وبكين خلال مكالمة هاتفية في ديسمبر (كانون الأول) مع شي، واصفاً نظيره الصيني بأنه "صديق عزيز". من جانبها، دعت الصين الولايات المتحدة إلى احترام "المخاوف الأمنية" لروسيا بشأن أوكرانيا.

المزيد من دوليات