Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مصلحة أردوغان من التوسط في الأزمة الأوكرانية؟

"كل ما في تركيا يتعلق حالياً به... وكل ما يريده هو الفوز في انتخابات 2023"

تحمل محاولات أردوغان في شأن الأزمة الأوكرانية رهانات ضخمة (أ ف ب)

يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور كييف، الخميس 3 فبراير (شباط)، أن تنجح وساطته بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لإبعاد شبح الحرب الذي يلوح فوق أوكرانيا.

وتحمل محاولات أردوغان في هذا المجال، التي تقابل بحذر في موسكو، رهانات ضخمة، إلا أنها قد تعود عليه أيضاً بفوائد مغرية.

ويرى محللون أن نزاعاً كبيراً في أوكرانيا قد ينعكس سلباً على الاقتصاد التركي ويهدد فرص أردوغان بالفوز في الانتخابات المقبلة المقررة بحلول منتصف عام 2023.

فرصة لتركيا

ويُخشى أن يدفع نزاع في أوكرانيا بتركيا إلى مواجهة خيار صعب: الوقوف في صف بوتين الذي يمسك بأوراق اقتصادية وعسكرية عدة على صلة بأنقرة، أو الوقوف في صف الحلفاء الغربيين التقليديين الذين بدأ صبرهم ينفد حيال الرئيس التركي.

وأثار حصول كييف على مسيرات تركية قلق الكرملين والانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا. إلا أن المحللين يرون أن تمكن تركيا من الحؤول دون اجتياح روسي لأراضي أوكرانيا قادر على أن يسلط الضوء على أهميتها في المنظومة الدفاعية الغربية، ويبعث ببعض الدفء في العلاقة بين أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن.

وترى الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أصلي آيندطاشياش أن "هذه فرصة لتركيا لترفع من موقعها وتخرج من الركن (الذي وضعت فيه) مجازياً، ضمن حلف شمال الأطلسي".

وتضيف، "ستستغل أنقرة هذه الفرصة من أجل تحسين العلاقات مع واشنطن"، لافتة إلى أن "أردوغان طوّر علاقة شخصية فريدة مع بوتين، تنافسية وتوافقية في الوقت عينه، ما يسمح لهما بدعم أطراف متباينة في ليبيا والقوقاز وسوريا".

الرئيسان المخضرمان

وشكلت علاقة أردوغان ببوتين وتطورها إحدى العلامات المحددة للدبلوماسية على امتداد جنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط.

وساءت هذه العلاقة بشكل حاد بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في عام 2015. إلا أنها تحسنت بعدما أضحى بوتين أول رئيس دولة يجري اتصالاً بأردوغان ليلة تعرضه لمحاولة انقلاب فاشلة في 2016.

وانتظر عدد من القادة الغربيين في حينه أياماً قبل إعلان مساندتهم أرودغان، في خطوة يرى محللون أنها أسهمت في دفع تركيا إلى الاقتراب من روسيا خلال الأعوام التالية.

ونجح هذا الرابط المستجد بين الرئيسين المخضرمين في تجاوز اختبارات عدة.

وعلى الرغم من أنهما يدعمان أطرافاً مختلفين في ليبيا وسوريا، فإن ذلك لم يحل دون استحواذ تركيا في عام 2019، على نظام الدفاع الجوي الروسي "أس-400" الذي لا يزال في قلب التجاذب بين أنقرة والأطراف الغربيين.

وتعامل بوتين برويَّة مع تزويد تركيا أذربيجان بطائرات مسيرة أسهمت في ترجيح كفة باكو على حساب أرمينيا المدعومة من موسكو، في النزاع حول إقليم ناغورنو قره باغ في 2020.

وقال بوتين عن أردوغان بعد أسابيع من توقف دوي المعارك في ناغورنو قره باغ "هذا شخص يلتزم بكلمته، رجل حقيقي".

لعب الأوراق "على المكشوف"

ويرى الأستاذ في جامعة إسطنبول ميديبول عبد الرحمن باباجان أن لدى أردوغان وبوتين "ما يفتقده معظم الزعماء في علاقاتهما الثنائية: التدخل في التوقيت الصحيح ولعب أوراقهما على المكشوف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشكل أوكرانيا إحدى نقاط الاحتكاك بين الرئيسين.

فأردوغان عارض قيام روسيا في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم على خلفية الحضور التاريخي للتتار فيها. وساند طموحات كييف بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووافق على حصولها على مسيرات "بيرقدار تي بي 2" التركية القتالية.

ودفع نشر أوكرانيا شريطاً مصوراً لطائرة من هذا النوع تقوم بتدمير هدف عسكري للانفصاليين في شرق أوكرانيا، ببوتين إلى إثارة الموضوع مع أردوغان في اتصال هاتفي بينهما في ديسمبر (كانون الأول) 2021.

واعتبر القائد الانفصالي دينيس بوشيلين أن وجود هذه المسيرات في حوزة أوكرانيا، هو السبب الرئيس الذي يجب أن يدفع روسيا إلى تسليح الانفصاليين بشكل علني.

وقال بوشيلين "بادئ ذي بدء، علينا أن نواجه بيرقدار".

إلا أن المحللين يقللون من شأن هذه المسيرات في حال اندلاع حرب شاملة.

مسيرات "بيرقدار"

ويقول آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية "نعم، في قتال غير متكافئ بين الجيش الأوكراني والقوات (الانفصالية) في دونباس (بشرق أوكرانيا)، يمكن لبعض مسيرات بيرقدار تي بي 2 أن ترجح الكفة".

ويضيف "لكن، في حال قامت روسيا بالاجتياح، لكن تكون (هذه المسيرة) ذات أهمية".

ويشكك غالبية المحللين في أن يعارض أردوغان بوتين علناً بشأن أوكرانيا.

ويقول الأستاذ في جامعة أوكسفورد دميتري بيشيف إنه "في حال قامت تركيا بالتصعيد، روسيا قادرة على الرد بالمثل: الضغط (على جنود تركيا والمسلحين الموالين لها) في سوريا، عقوبات اقتصادية".

من جهته، يرى المتابع للشؤون التركية أنطوني سكينر أنه "نظراً إلى ضعفه حالياً، لا يمكن للاقتصاد التركي تحمل مقاطعة من السياح الروس".

ويعتبر المحلل في معهد واشنطن للأبحاث سونر جاغابتاي أن الهم الآني لأردوغان هو الحفاظ على قوة للاقتصاد التركي بما يكفي لتحسين نسب التأييد له قبل الانتخابات المقبلة.

ويوضح، "كل ما في تركيا يتعلق حالياً بأردوغان، وكل ما يريده أرودغان هو الفوز في انتخابات 2023".

ويرى محللون أن لا مفر من تأثير محتمل لنزاع في أوكرانيا في الاقتصاد التركي.

ويوضح شتاين "الخطوات (العسكرية) الروسية ستزيد من ضعف الاقتصاد التركي" عبر خطوات عدة منها "زيادة كلفة النفط"، وهذا الأمر "لن يكون سارّاً".

المزيد من دوليات