Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن: أزلنا "تهديدا إرهابيا كبيرا" بقتل زعيم "داعش"

القرشي فجّر نفسه عند اقتراب القوات الأميركية و"الأشلاء تناثرت خارج المبنى"

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، 3 فبراير (شباط)، أن القوات الأميركية "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً"، عبر تنفيذها، فجراً، عملية للقوات الخاصة في شمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل زعيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، مضيفاً أن إدارته ستواصل العمل مع الشركاء لزيادة الضغط على التنظيم المتطرف.

وقال بايدن، "بينما كان جنودنا يتقدّمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أي مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه... عوضاً عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها".

وأوضح الرئيس الأميركي في خطاب متلفز، أن العملية نفّذتها وحدة كوماندوس عوضاً عن تنفيذ غارة جوية، لأن واشنطن أرادت تجنّب سقوط ضحايا مدنيين. وقال، "لعلمنا أن هذا الإرهابي اختار أن يحيط نفسه بعائلات، بينها أطفال، اتخذنا خيار تنفيذ غارة للقوات الخاصة مع كل ما لها من مخاطر أكبر بكثير على عناصرنا، بدلاً من استهدافه بضربة جوية". وأضاف، "لقد اتخذنا هذا الخيار لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".

وأكّد الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي، الخميس، أنّ القوات الأميركية منحت القرشي فرصة لتسليم نفسه، قبل أن يختار في نهاية المطاف تفجير نفسه.

وقال ماكنزي الذي يترأس القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) إن زعيم "داعش" "قتل نفسه مع عائلته من دون قتال، في وقت كنّا نحاول دعوته إلى تسليم نفسه ومنحناه فرصة للنجاة".

وفي وقت سابق، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إنه عند بدء العملية، "فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال" داخل منزله الواقع في بلدة أطمة في محافظة إدلب السورية، وهي المنطقة ذاتها التي نفذت فيها واشنطن عملية مماثلة أسفرت في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي.

وأفاد مسؤولون أميركيون، بأن التفجير الناجم عن القنبلة التي فجرها أبو إبراهيم الهاشمي القرشي عندما اقتربت منه القوات الأميركية، كان قوياً جداً وأدى إلى تناثر أشلاء خارج المبنى وفي محيطه.

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن بايدن أُطلع على عملية سوريا قبل شهر وأعطى الضوء الأخضر لتنفيذها صباح الثلاثاء.

 

13 قتيلاً

وكان الرئيس الأميركي أعلن في بيان الخميس، "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، أزحنا عن ساحة المعركة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم داعش. عاد كل الأميركيين من العملية بسلام".  

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 13 شخصاً في العملية، بينهم سبعة مدنيين.

ونفذت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية إنزال جوي في شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، أعقبها اندلاع اشتباكات استمرت ثلاث ساعات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن مروحيات تابعة للتحالف نفذت إنزالاً قرب مخيمات "أطمة"، بحثاً عن قياديين إرهابيين مطلوبين من الصف الأول، لكن هوياتهم لم تتضح بعد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)  جون كيربي، إن "قوات العمليات الخاصة الأميركية تحت إدارة القيادة المركزية نفذت مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا اليوم الخميس 3 فبراير (شباط)". وأضاف المتحدث في بيان "كانت المهمة ناجحة. لم يسقط ضحايا أميركيون".

وأحصى المرصد السوري 13 قتيلاً على الأقل بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء. وأفاد المرصد في وقت لاحق بأن سيدة من جنسية غير سورية أقدمت على تفجير نفسها بحزام ناسف داخل المنزل وعثر عليها أشلاء.

واستهدفت العملية وفق مصادر وكالة الصحافة الفرنسية، مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وقد تضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى سقفه الذي انهار جزء منه، الدخان الأسود. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.

 

معلومات محلية

وكان سكان ومصادر من مقاتلي المعارضة السورية قالوا إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت من يُشتبه في أنه متشدد تابع لتنظيم القاعدة في بلدة أطمة بشمال سوريا، ما أسفر عن سقوط قتلى مدنيين.

وتداول سكان تسجيلات صوتية منسوبة للتحالف، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة.

وذكر السكان ومصادر المعارضة أن طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير يسيطر عليه مقاتلو المعارضة الذين يحاربون لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وسُمع دوي انفجارات بالقرب من منزل متشدد أجنبي.

وقال مسؤول من مقاتلي المعارضة، طالباً عدم نشر هويته، إن المتشدد الذي يُشتبه في أنه المستهدَف كان مع أسرته وقت شن الغارة.

وقال شهود إن الغارة انتهت بمغادرة طائرات يعتقد أنها هليكوبتر المكان، لكن طائرات استطلاع مجهولة لا تزال تحوم في المنطقة.

وقال المسؤول بالمعارضة إن أفراد أمن من "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة المعارضة الرئيسة التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، هرعوا إلى الموقع بعد الغارة.

دوي قصف

وأفاد سكان في المنطقة، وكالة الصحافة الفرنسية عن سماع دوي قصف وطلقات نارية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عملية الإنزال قرب "أطمة" هي الأكبر للتحالف منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في إدلب وأدت الى مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً، إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين.

وأضاف "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أياً كان، حياً". وتابع "تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع" منذ غارة البغدادي.

مخيمات النازحين

وتضم منطقة "أطمة" العديد من مخيمات النازحين، ويقول خبراء إن قياديين إرهابيين يتخذون منها مقراً لهم بين النازحين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينفذ التحالف بين الحين والآخر ضربات في إدلب تستهدف قياديين إرهابيين مرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وأعلن الجيش الأميركي في 23 أكتوبر مقتل القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" عبد الحميد المطر، في غارة شنها شمال سوريا.

إدلب

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" جون ريغسبي في بيان حينها إن "القاعدة لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائنا". وأضاف أن التنظيم "يستخدم سوريا ملاذاً آمناً لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج".

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على معظم شمال غربي سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاماً محيطاً بها من الأراضي. والجماعة كانت تُعرف سابقاً باسم "جبهة النصرة" وكانت جزءاً من "تنظيم القاعدة" حتى عام 2016.

وشكل متشددون أجانب انفصلوا عنها تنظيم "حراس الدين" الذي صُنف منظمة إرهابية أجنبية وكان هدفاً لضربات التحالف الدولي خلال السنوات القليلة الماضية.

ولسنوات أطلق الجيش الأميركي بشكل أساسي طائرات مسيرة لقتل كبار عناصر تنظيم القاعدة في شمال سوريا، حيث أصبحت الجماعة المتشددة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

لكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يشن عمليات تستهدف فلول الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" بوتيرة أكبر في شمال شرقي سوريا، الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد.

المزيد من الأخبار