Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من 150 قتيلا في معارك "داعش" والقوات الكردية في سوريا

مخاوف حول مصير مئات الأطفال الموجودين في سجن غويران

ارتفعت إلى 154 على الأقل حصيلة القتلى في الاشتباكات المتواصلة منذ أيام بين مسلحين من تنظيم "داعش" والقوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي على إثر هجوم لعناصر التنظيم على سجن غويران في شمال شرقي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين 24 يناير (كانون الثاني).

وتحدّث المرصد في أحدث حصيلة عن مقتل "102 من تنظيم داعش و45 من الأسايش (القوات الأمنية الكردية) وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد (قوات سوريا الديمقراطية) وسبعة مدنيين".

والهجوم الذي يشنه تنظيم "داعش" على سجن غويران، هو "الأكبر والأعنف" منذ خسارته كل مناطق سيطرته في مارس (آذار) 2019.

وكان الهجوم على السجن الكبير في مدينة الحسكة الذي يضم الآلاف من عناصر التنظيم، بدأ ليل الخميس الجمعة. وتحاول القوات الكردية احتواء هذا الهجوم المتواصل لليوم الرابع بدعم من قوات التحالف.

ملاحقة الفارين

وتراجعت حدة المعارك، مساء الأحد، إلا أن مخاوف سادت حول مصير مئات الأطفال الموجودين في السجن، حيث لا يزال متشددون يقاومون قوات سوريا الديمقراطية.

وأدت الاشتباكات العنيفة الدائرة داخل السجن وفي محيطه إلى فرار مجموعة من السجناء لم يتسنَ التأكد من عددها. وتقول وكالة "أعماق"، وهي الذراع الدعائية للتنظيم، أن عددهم 800.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، بأن القوات الكردية تمكنت من القبض على أكثر من 100 من السجناء الذين حاولوا الفرار، لكنه أشار إلى أن كثراً منهم، لم يتضح عددهم، لا يزالون طليقين.

وأكد المرصد ما قاله التنظيم من أن المهاجمين والسجناء سيطروا على مخزن أسلحة كان موجوداً داخل السجن.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية "الحظر الكلي" اعتباراً من الاثنين حتى 31 يناير الجاري على منطقة الحسكة حيث تجري المعارك "داخلياً وخارجياً لمدة سبعة أيام"، موضحةً أن هذا الإجراء يهدف إلى "منع الخلايا الإرهابية من أي تسلل خارجي".

مصير الأطفال في السجن

وجاء في بيان لقوات سوريا الديمقراطية، الأحد، "قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان داعش يحاول الاستفادة منه للفرار. ليس بإمكان مرتزقة داعش المتبقين في أسوار السجن الفرار الآن".

وبحسب المرصد "تمكنت القوات المشاركة في العمليات من السيطرة على محيط السجن بشكل شبه كامل باستثناء جيوب لا يزال يوجد فيها عناصر التنظيم، إضافة لقسم كبير من السجن باستثناء المهاجع التي لا يزال السجناء يحكمون السيطرة عليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتلقى هذه القوات إسناداً جوياً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يدعم الأكراد بالسلاح والتدريب وعادة بالغارات الجوية، إذ قال في بيان إن "قوات سوريا الديمقراطية احتوت الخطر".

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية مساء أن "العائق الكبير" أمام تقدمها "هو استخدام الإرهابيين للأطفال من (أشبال الخلافة) المرتبطين بداعش والبالغ عددهم 700 قاصر، دروعاً بشرية".

وحملت القوات "إرهابيي داعش مسؤولية إلحاق أي ضرر بهؤلاء الأطفال داخل السجن".

من جهتها أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن قلقها إزاء مصير هؤلاء الأطفال، داعية، الأحد، إلى حماية الأطفال المعتقلين في سجن غويران. وجاء في بيان للمنظمة "مع تواصل المعارك يزداد خطر إصابة الأطفال أو المجندين"، داعية إلى الإفراج عنهم فوراً.

وقال المرصد، الأحد، "شهد السجن ومحيطه بعد منتصف ليل السبت الأحد اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية". وأشار إلى اعتقال مئات السجناء "من داعش بينما لا يزال العشرات منهم فارين" من دون تحديد العدد الإجمالي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب.

اشتباكات عنيفة

وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن أصوات اشتباكات عنيفة في حي غويران بالمناطق المحيطة بالسجن الذي يضم ما لا يقل عن 3500 شخص يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "داعش".

وأدت المعارك إلى موجة نزوج واسعة من الأحياء المحيطة بالسجن. وأفادت السلطات الكردية بأن آلاف الأشخاص غادروا المنطقة وسط البرد القارس.

وقال أحد المدنيين الفارين بعد عبوره المناطق المشتعلة "الوضع سيئ جداً والاشتباكات عنيفة (..) يدخلون البيوت ويقتلون الناس فيها". وأضاف الرجل الثلاثيني الذي كان يحمل طفلاً رضيعاً لف ببطانية من الصوف "نجونا بأعجوبة".

وتحدثت همشة سويدان (80 عاماً) التي كانت محاصرة في منزلها القريب من السجن، عن معاناة المدنيين "من دون خبز أو ماء" مع احتدام المعارك. وقالت بعد هروبها من منطقة الاشتباكات "نكاد نموت من الجوع والعطش (...) لا نعرف إلى أين نذهب الآن".

ومنذ مارس 2019، يشن التنظيم بين حين وآخر هجمات ضد أهداف حكومية وكردية في منطقة البادية المترامية الأطراف، الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، وهي المنطقة التي لجأ إليها مقاتلو التنظيم.

مرحلة جديدة

لكن هجومه الأخير على السجن يُعد الأكبر منذ دحره، ويمثل مرحلة جديدة في عودة ظهور التنظيم.

وقال تنظيم "داعش" في بيان نشره عبر حساب وكالة "أعماق" الدعائية التابعة له على تطبيق "تيلغرام"، إنه سيطر على مخزن أسلحة في السجن وأطلق سراح مئات من مقاتليه منذ بدء العملية.

ونشر التنظيم شريطاً مصوراً عبر وكالة "أعماق" يُظهر عدداً من مقاتليه يرفعون علم التنظيم الأسود ويهاجمون السجن حيث يحاصرون ما يبدو أنه مجموعة من حراس السجن.

ونشر أيضاً شريطاً مصوراً ثانياً، السبت، يُظهر نحو 25 رجلاً قال التنظيم، إنه اعتقلهم خلال هجومه على السجن، وبعضهم يرتدي الزي العسكري. ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة هذا الشريط من مصادر مستقلة.

وتعليقاً على هذه المشاهد، قال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي، إن "هؤلاء من العاملين بمطبخ السجن"، موضحاً أن "قواتنا فقدت الاتصال معهم خلال التصدي للهجوم الأول"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال المحلل نيكولاس هيراس من معهد نيوزلاين في واشنطن "تشكل عمليات الفرار من السجن أفضل فرصة لكي يستعيد التنظيم قوته"، مشيراً إلى أن سجن غويران استُهدف نظراً لاكتظاظه.

لكن التحالف الدولي اعتبر أن "محاولة الفرار هذه" لتنظيم "داعش" "لا تشكل تهديداً كبيراً". وجاء في بيان للتحالف، الأحد، أن "تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً لكن الواضح أنه لم يعد يتمتع بقوته الغابرة".

المزيد من الأخبار