Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا ألغت قواعد الخطة "ب" لكبح كورونا لكنه لم يختف بطريقة سحرية

رئيسة "الكلية الملكية للتمريض" تعتقد أن الحكومة ستندم على رسالة خاطئة هدفها المنفعة السياسية

امرأة تحمل على رسغها كمامة وفي يدها قهوة ترتشفها، فيما خُففت قيود كورونا بدبلن الإيرلندية، في 22 يناير 2022 (رويترز)

بدءاً من الأسبوع المقبل، لن يعود ارتداء الكمامات مطلوباً في المملكة المتحدة، وسينتهي العمل فوراً بنصيحة مزاولة الوظائف من المنزل، بعدما أعلن رئيس وزراء البلاد، بوريس جونسون، رفع قواعد "الخطة ب" في إنجلترا التي وضعتها الحكومة البريطانية لكبح كورونا.

كذلك بيّن جونسون أن التزام العزل الذاتي جراء الإصابة بـ"كوفيد- 19" لن يكون إلزامياً بموجب القانون، اعتباراً من 24 مارس (آذار) المقبل، "تماماً على غرار حال المصابين بالإنفلونزا الموسمية الذين لا نفرض عليهم أي التزامات قانونية".

وكذلك ألغيت إلزامية ارتداء الكمامات في قاعات التدريس، على أن تتبعها المناطق العامة في المدارس.

وتذكيراً، لقد اشتعلت شرارة قواعد "كوفيد" بعدما أظهرت بيانات صادرة عن "مكتب الإحصاءات الوطني" (اختصاراً ONS ) البريطاني أن أعداد إصابات "كوفيد- 19" أخذت تتراجع في معظم أنحاء إنجلترا، وبعدما ارتأى علماء مستشارون لدى الحكومة البريطانية أن متحورة "أوميكرون" قد "بلغت ذروتها الآن على الصعيد الوطني".

وفي المقابل، حذّر كبار الطواقم التمريضية ورؤساء هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية، من أن إلغاء إجراءات كورونا "لن يفعل شيئاً لتخفيف العبء" الملقى على كاهل المستشفيات، ولفتوا إلى أن الفيروس لم "يختف بطريقة سحرية".

وتذكيراً، ما زالت "الخدمات الصحية الوطنية" ترزح تحت ثقل أعباء شديدة الوطأة، من قبيل ارتفاع معدلات إجازات الموظفين المرضية، وتأخيرات قياسية في معالجة الحالات التي تستدعي رعاية طارئة، فضلاً عن تراكم متزايد تَرك ستة ملايين شخص على قوائم الانتظار الخاصة بالخدمات الصحية.

واتصالاً بذلك، أعربت الهيئة المعنية بمراقبة الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، "لجنة مراقبة جودة الرعاية" Care Quality Commission، عن قلق شديد يعتريها بشأن أقسام الطوارئ الصحية وخدمات الإسعاف.

إذ ذكر ماثيو تايلور، الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية، التي تمثل المستشفيات، أن على وزراء بريطانيا "أن يتحلوا بالمصداقية تجاه الناس ويقروا بأن قرار رفع القيود عبارة عن عملية مفاضلة".

وفق تايلور، "لم يختف ’كوفيد- 19’ بطريقة سحرية، وسنتعلم على الأرجح كيف نتعايش معه على مدى سنوات مقبلة. ولا يعني رفع القيود أنه لا مناص من العودة إلى الحياة الاعتيادية".

وأضاف، "سنحظى بقدر أكبر من الحريات، لكن التكلفة على المدى القصير في أقل تقدير، ستتمثل في أن مضاعفات صحية محتملة من كورونا ستطال مزيداً من السكان، وسيتعين على الخدمة الصحية أن تواصل تصديها للأعباء الإضافية المترتبة عن ذلك".

في نفسٍ مشابه، ذكرت بات كولين، الرئيسة التنفيذية لـ"الكلية الملكية للتمريض" Royal College of Nursing، أن تخفيف قيود كورونا "سيكون عديم النفع في تقليص العبء الذي ترزح تحته ’الخدمات الصحية الوطنية’"، موضحة أن "الندم سيعتري الوزراء لأنهم بعثوا رسالة خاطئة إلى الجمهور من أجل منفعة سياسية".

وأضافت كولين، "في ظل وجود مصابين كثر بكورونا في المستشفيات، سيكون من السابق جداً لأوانه أن نقول، إن هذه الموجة [من كورونا] قد انتهت. ولا يخبرنا الأعضاء [في ’الكلية الملكية للتمريض’] مثل هذا الكلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، تظهر أحدث الأرقام الصادرة عن هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" أن 16 ألفاً و218 مريضاً مصاباً بـ"كوفيد- 19" يمكثون في المستشفيات في مختلف أنحاء إنجلترا، في انخفاض عن 17 ألفاً و120 مريضاً في إحصاء 10 يناير (كانون الثاني). وفي الوقت نفسه، واصلت حالات الدخول إلى المستشفيات ارتفاعها في شمال شرقي إنجلترا ويوركشاير وشمال غربي إنجلترا، الأسبوع الحالي.

ووفق أريس كاتزوركيس، وهو خبير في الفيروسات في "جامعة أكسفورد" University of Oxford، فإنه للأسف، "صحيح أن ثمة علامات مشجعة، بيد أنه لم يتضح تماماً بعد إذا كان من الآمن فعل ذلك [فك القيود] الآن من دون المخاطرة باستفحال الفيروس مجدداً".

في رأي كاتزوركيس، "بناءً على وضعنا الآن بالنسبة إلى عدد إصابات [كوفيد] والأعباء الملقاة على هيئة ’الخدمات الصحية الوطنية’ في بريطانيا، يبدو أن [إلغاء القيود] قرار سابق لأوانه".

وليس بعيداً عما سبق، ذكر الدكتور مايكل هيد، باحث أول في شؤون الصحة العالمية في "جامعة ساوثهامبتون" University of Southampton، إنه "سيترتب على المملكة المتحدة أن تتصدى لكمية متراكمة من عواقب نشأت عن اتخاذ قرارات سابقة، ولكن ربما يتوفر على الأقل عنصر من التطلع إلى المستقبل وليس الالتفات إلى الوراء".

ووفق الدكتور هيد، يشمل ذلك وجود "قائمة الانتظار الضخمة لمرضى يحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة أو روتينية، لم يكن في المستطاع التصدي لها سابقاً بسبب التبعات المترتبة عن ’إصابات كورونا الكثيرة جداً’".

وفي إطار تلك الصورة، تُظهر بيانات "مكتب الإحصاءات الوطني" أن واحداً من كل 20 شخصاً في منازل خاصة في إنجلترا، نحو ثلاثة ملايين شخص، قد أصيب بفيروس كورونا في الأسبوع المنتهي في 15 يناير الحالي، في تراجع من 3.7 مليون في الأسبوع المنتهي في السادس منه.

في اسكتلندا، تشير تقديرات إلى إصابة شخص واحد من بين كل 20 شخصاً، أو تحديداً 236 ألف شخص، بـ"كوفيد- 19" الأسبوع الماضي، وذلك بعدما بلغ عدد الإصابات 297 ألفاً و400 حالة.

بالنسبة إلى إيرلندا الشمالية، يكشف أحدث التقديرات عن إصابة شخص واحد من بين كل 20 شخصاً. وفي المقابل، سجل عدد الأشخاص الذين أثبتت فحوص الكشف إصابتهم، زيادة طفيفة من 99 ألفاً و200 إصابة إلى 104 آلاف و300 إصابة، فيما وصف "مكتب الإحصاءات الوطنية" هذا الاتجاه في البلد بـ"غير المؤكد".

وفي الوقت نفسه، تظهر التقديرات تسجيل ويلز إصابة شخص واحد من كل 25 شخصاً، أو 112 ألفاً و100 حالة، في تراجع عن 169 ألفاً و100 إصابة.

© The Independent

المزيد من دوليات