قال مسؤولون في العاصمة الصينية السبت إنه تم رصد إصابة بـ"أوميكرون" في بكين، فيما تواجه البلاد بؤراً من هذه المتحورة لفيروس كورونا الشديدة العدوى قبل انطلاق أولمبياد بكين الشتوي.
ويأتي ذلك غداة فرض مدينة تشوهاي (في الجنوب) قيوداً على السفر بحافلات النقل العام بعد رصد سبع إصابات على الأقل. وتكثف الدولة الآسيوية محاربتها للفيروس قبيل الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستُقام في بكين الشهر المقبل.
وطُلب من ملايين الأشخاص في أنحاء البلاد البقاء في المنازل في الأسابيع الأخيرة، بينما أُلغيت رحلات جوية داخلية كثيرة وأُغلقت مصانع.
وقال بانغ تشينغهو، أحد المسؤولين في تشوهاي خلال مؤتمر صحافي إن إصابة محلية بـ"أوميكرون" رصدت في حي هايديان الذي يضم مقار شركات التكنولوجيا.
وأوضح أن السلطات تجري فحوصاً لسكان آخرين في المجمع السكني حيث يقيم المُصاب وتوصلت إلى معرفة 17 مكاناً مرتبطاً به.
ومنعت الصين منذ فترة طويلة الأشخاص من دخول مناطق أبلغت عن رصد إصابات، وطلبت من جميع الوافدين تقديم اختبارات سلبية بكوفيد19.
كما طلب من السكان في الأسابيع الأخيرة عدم مغادرة المدينة لتمضية عطلة عيد الربيع المقبلة.
"صفر كوفيد"
وتلقت انشطة تجارية بينها صالونات التجميل والنوادي الرياضية ودور السينما تعليمات بالإغلاق الخميس المنصرم، فيما أعلنت السلطات وقف خطوط حافلات النقل العام.
وأبقت الصين عدد الإصابات بكوفيد-19 منخفضا نسبياً على أراضيها طوال الجائحة من خلال استراتيجيتها "صفر كوفيد" القائمة على طلب إجراء اختبارات واسعة وإغلاق صارم عند اكتشاف إصابات.
وفرضت عمليات إغلاق قاسية على مدن صغيرة حيث صدرت أوامر لملايين الأشخاص بالبقاء في منازلهم والخضوع للفحوص، فيما فرضت المراكز الاقتصادية مثل شنغهاي وبكين إغلاقاً وأجرت اختبارات على أحياء محددة فقط.
ارتفاع جديد في إندونيسيا
آسيويا أيضاً سجلت إندونيسيا اليوم السبت 1054 إصابة جديدة في أعلى زيادة يومية منذ ثلاثة أشهر، في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لموجة جديدة من الإصابات بـ"أوميكرون".
كانت إندونيسيا، وهي رابع أكثر بلدان العالم تعداداً للسكان، قد واجهت موجة ثانية شرسة من الإصابات في يوليو (تموز) الماضي بسبب انتشار المتحورة "دلتا".
وانخفضت أعداد الحالات اليومية إلى حوالي 200 بحلول ديسمبر (كانون الأول) قبل أن ترتفع في الشهر الحالي وسط تقارير عن انتقال محلي للمتحورة "أوميكرون".
وبدأت إندونيسيا الأسبوع الماضي حملة عامة للتطعيم بجرعات تنشيطية.
رفوف المخازن الأميركية
تفشي كوفيد-19 التسبب باضطراب في سلاسل التوريد، فيما تواجه الكثير من المتاجر في الولايات المتحدة نقصاً في المنتجات. ويقول جاستن تون إن الوضع لم "يعد مأسوياً كما كان عليه الأحد الماضي، لكن لا تزال الكثير من الرفوف فارغة". ويواصل.
ويروي تون خلال تسوقه في متجر "جاينت" في بيثيسدا "لأيام متتالية، لم تكن هناك فاكهة أو خضر في هذا السوبر ماركت، ولا حتى في متاجر أخرى" واصفاً الوضع بالكارثي.
من جانبها، تأسف الستينية كلارا لكون بعض التوابل ما زالت مفقودة وتقول "قبل أيام قليلة، كان من المستحيل العثور على الخميرة لصنع قوالب الحلوى".
في متاجر أخرى، ندر وجود العسل أو البيض أو الحليب أو اللحوم. وفي واشنطن وولايتي ماريلاند وفيرجينيا المتجاورتين، أدى تساقط الثلوج إلى تفاقم مشكلة النقص المتكرر منذ بداية الجائحة.
ويوضح كوبر وهو موظف في متجر "جاينت" في بيثيسدا منذ ثماني سنوات، "ليس هناك عدد كافٍ من سائقي الشاحنات لأنهم يخضعون لأنظمة صارمة في ما يتعلق بساعات العمل والراحة، ولا يتم تزويدنا بالسلع... وعندما تتساقط الثلوج، يصبح الوضع أسوأ".
في بداية الوباء، وخوفاً من نفادها، كان هناك طلب على بعض المنتجات مثل أوراق المرحاض ما تسبب في نقص بإمدادها. ويضيف كوبر "هذه المرة، الأمر مختلف".
من جانبه، يتوقع باتريك بينفيلد من جامعة سيراكيوز أن النقص في المنتجات الغذائية حتى نهاية مارس (آذار) المقبل "إذا عاد كل شيء إلى طبيعته ولم تظهر متحوّرة جديدة".
ويقول الاتحاد الوطني للبقالين الذي يمثل جهات فاعلة مستقلة في قطاع بيع المواد الغذائية بالتجزئة، إن النقص في اليد العاملة ما زال "على الصعيد الوطني يضغط على الصناعات الأساسية، مثل المتاجر الكبرى وصناعة الأغذية عموماً".
وفي دراسة استقصائية حديثة لأعضائه البالغ عددهم 1500، أفاد عدد منهم أنهم شغّلوا متاجرهم بأقل من 50 في المئة من طاقتهم العمالية القصوى، لفترات وجيزة، "في ذروة موجة الإصابات".
مرونة تركية
أما تركيا فلن تلزم بعد الآن الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم بإجراء اختبار للكشف عن كوفيد-19 قبل ركوب الطائرات أو الحافلات أو وسائل النقل الأخرى أو قبل حضور مناسبات مثل الحفلات الموسيقية أو المسرحيات أو الأفلام.
ولن يكون لزاماً أيضاً على موظفي الحكومة والقطاع الخاص والعاملين بالمدارس غير المطعمين إجراء اختبار (بي.سي.آر).
وقال بلال إكشي الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية التركية بشكل منفصل على "تويتر" إن الشركة لن تطلب اختبارات (بي.سي.آر)على الرحلات الداخلية.