Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية منافس محتمل للصين على مناجم أفريقيا

قال مسؤولون اقتصاديون إن الرياض تسعى للتوسع في تمويل عمليات اكتشاف المعادن في الشرق الأوسط والقارة السمراء

السعودية تعمد إلى دعم أعمال التنقيب عن المعادن والمسح الجيوفيزيائي في المنطقة (غيتي)

بعد أن جعلته الركيزة الثالثة في اقتصادها بعد النفط والغاز، بدأت السعودية السعي لتنفيذ خططها بشكل متسارع لقيادة قطاع اقتصاديات التعدين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بتحفيز وتنمية القطاع وجلب الاستثمارات الأجنبية للمنطقة.

وقال خالد المديفر، نائب وزير الصناعة السعودي، خلال وجوده في مؤتمر التعدين الدولي الذي اختتم أعماله أمس الخميس بحضور ألف شخصية من 100 دولة، وأكثر من 150 من كبار المستثمرين العالميين، أن القطاع يمر في مرحلة لم يمر بها منذ سنوات، مضيفاً "عملت غالب حياتي العملية في التعدين والمعادن، ويمكن أن أقول بصراحة بأنه لم يسبق لنا أن عشنا فترة مميزة مثل هذه في وقت سابق".

ومن ضمن هذه الأنشطة المنتعشة تمويل استثمارات واكتشاف المعادن في دول الشرق الأوسط وأفريقيا عن طريق البنك الإسلامي للتنمية.

البنك الإسلامي يمول عمليات أفريقيا

وعمدت السعودية إلى دعم أعمال التنقيب عن المعادن والمسح الجيوفيزيائي في المنطقة من خلال برامج دعم الاستكشاف المعدني الإقليمية، بحسب ما ذكر محمد الجاسر، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، مضيفاً "البنك يدير حالياً 11 في المئة من إنتاج التعدين العالمي".

وقال في معرض حديثه عن جهود الذراع المصرفية السعودية الكبيرة في نشاطات القارة الأفريقية "قدم البنك الإسلامي حتى الآن 500 مليون دولار أميركي لتمويل مشاريع في قطاع التعدين (الفوسفات وخام الحديد) في العديد من بلدان المنطقة وأفريقيا، وقد أقرض البنك في سنواته الـ 45، حوالى 160 مليار دولار لمشاريع التعدين ومستمرين في دعم دول الأعضاء"، مؤكداً وجود نية لزيادة الاستثمار في المجال من خلال هذه الدول.

وأشاد روي هارفي، الرئيس التنفيذي لـ"ألكوا" وهي ثالث أكبر شركة في العالم لإنتاج الألمنيوم، بدور الرياض في القطاع الذي سيمكنها من احتلال موقع ريادي في هذا مجال، وتصبح "منافساً للصين النشيطة في التنقيب عن المعادن في أفريقيا"، مضيفاً "من الصعب أن تتنازل الصين عن مكانتها العالمية، لكن السعودية لديها قدرة لفعل هذا لامتلاكها رسوبات معدنية ضخمة تجعلها قادرة على الإنتاج بشكل كبير ومن ثم الاستثمار في الأسواق الخارجية".

المقومات المحلية

وتقدر قيمة المعادن داخل السعودية بـ 1.3 تريليون دولار، وتتمثل في الذهب والنحاس والزنك والحديد.

وذكر سالم الزمام، مؤسس "سعودي سكوب" للدراسات والاستشارات الاقتصادية، أن الاستثمار بالتعدين في جميع الدول يتطلب استقراراً سياسياً واقتصادياً وثقة في الجودة والتعامل والتوريد، وهذا ما يعتبره "مؤهلات تجعل من السعودية قادرة على قيادة السوق في المنطقة العربية".

وأضاف "السعودية تقوم الآن بأضخم مسح واستكشاف جيولوجي بتاريخها، وسيتم الإعلان عن نتائجه عند انتهائه ومعرفة المعادن المتوافرة وحجمها، وبذلك ستكون مؤهلة لتكون أحد كبار قادة التعدين بالعالم في المدى الطويل، ومركز تجمع صناعي عالمي للاستثمار بهذا المجال بما فيها الأبحاث والابتكار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول هذا أشار فضل البوعينين، عضو الجمعية الاقتصاد السعودية، أن ثروات السعودية التعدينية ضخمة وفرص النمو فيها كبيرة أيضاً، وحول حجم هذه الكشوفات يقول "هناك أكثر من 5300 موقع تعديني تم اكتشافه، مما يؤهلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على المعادن، وللعب دور رئيس ضمن الدول الأكبر المنتجة عالمياً".

وذكر عضو جمعية الاقتصاد السعودية، أن احتواء أراضي البلاد على عناصر نادرة كـ"النيوبيوم والتنتالوم سيضيف لها بعداً استراتيجياً عالمياً وقوة إنتاجية مؤثرة يجعلها في أهم الصناعات الاستراتيجية لها".

إصلاحات تشريعية

وقامت السعودية بتذليل الصعوبات أمام المستثمرين في القطاع بالعالم العربي، وذلك بإتاحة البيانات الجيولوجية وتقليص المعوقات الإدارية، وذلك من إطلاق أول منصة رقمية لطلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية للدول العربية لتكون قاعدة بيانات خاصة بالمصنعين ومقدمي طلبات الاستثمار، حتى يسهل على الجميع الاستفادة في كافة الدول.

وقال البوعينين "لتكون السعودية قائدة هذا القطاع تحتاج إلى تذليل بعض التحديات، ومن أهمها البيئة التشريعية والتنظيمية واستكمال متطلباتها العالمية، وتحديد المناطق التعدينية وتجهيزها، وكذلك من أجل رفع تنافسية السعودية بما فيها تنافسية القطاع الصناعي والتعديني وجعلهما أكثر جاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي، وإقرار نظام الاستثمار التعديني الجديد واستكمال التشريعات الخاصة به"، إضافة إلى "توسيع المسح الجيولوجي بهدف استكشاف الثروات الطبيعية، وما نتج منه من وضع أطلس بالمواقع التعدينية المتاحة فيها".