Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا وحلف الأطلسي يواجهان خلافات "جوهرية" من الصعب تجاوزها

ستولتنبرغ يحذر موسكو من "ثمن باهظ" إذ غزت أوكرانيا... وواشنطن تحثها على مواصلة المحادثات

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (رويترز)

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء 12 يناير (كانون الثاني)، إن من الصعب تجاوز الخلافات القائمة بين روسيا والحلف في شأن أوكرانيا، وذلك بعد محادثات استغرقت أربع ساعات أصرت فيها موسكو على مطالبها بضمانات أمنية من الغرب، في حين قالت روسيا إن المحادثات كانت "عميقة" و"صريحة" لكن ما زال هناك الكثير من الخلافات "الجوهرية" بين الجانبين.   

وأضاف ستولتنبرغ للصحافيين، "هناك خلافات كبيرة بين أعضاء الناتو من جهة وروسيا من الجهة الأخرى، ولن يكون من السهل تجاوز خلافاتنا، لكن هناك مؤشراً إيجابياً بجلوس جميع حلفاء الحلف مع روسيا على طاولة واحدة ومناقشة قضايا جوهرية".

وأجبرت روسيا الغرب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد أن حشدت نحو 100 ألف من جنودها قرب الحدود مع أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي تطمح للانضمام إلى الـ "ناتو".

وتنفي موسكو نيتها غزو أوكرانيا، لكنها تقول إنها تحتاج إلى سلسلة من الضمانات الغربية لأمنها، بما في ذلك وقف أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي، وانسحاب قوات التحالف من دول وسط أوروبا وشرقها التي انضمت إليه بعد الحرب الباردة.

"باهظ الثمن"

وقال ستولتنبرغ إن أي استخدام للقوة الروسية ضد أوكرانيا سيكون خطأ سياسياً فادحاً وسيكلف روسيا "ثمناً باهظاً".

وأضاف، "إذا استخدمت روسيا القوة مجدداً ضد أوكرانيا وغزتها مرة أخرى فسنضطر إلى النظر بجدية في الحاجة إلى زيادة وجودنا في الجزء الشرقي من الحلف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر من "خطر حقيقي لنزاع مسلح جديد في أوروبا"، لكنه قال إن حلف الأطلسي "سيبذل كل ما في وسعه لمنع" أي سيناريو من هذا القبيل.

وكرر موقف الـ "ناتو" بأن أوكرانيا والحلف فقط هما من يمكنهما تقرير ما إذا كانت كييف ستنضم للحلف أم لا.

ومع ذلك، قال ستولتنبرغ إن الـ "ناتو" مستعد لإجراء مزيد من المحادثات مع موسكو في شأن مجموعة من القضايا، بينها الحد من التسلح ونشر الصواريخ، مضيفاً أن روسيا طلبت بعض الوقت للرد.

ومن المقرر أن يتحدث نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو الذي ترأس وفد موسكو إلى المحادثات، للصحافيين في وقت لاحق.

"خلافات جوهرية"

في المقابل، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو للصحافيين عقب المحادثات في بروكسل، أن المحادثات كشفت "عدداً كبيراً من الخلافات بشأن مسائل جوهرية".

وأضاف أن روسيا وحلف شمال الأطلسي ليس لديهما "أجندة إيجابية، لا شيء على الإطلاق"، محذراً من أن استمرار تدهور الوضع قد يؤدي إلى "العواقب الاكثر خطورة على الأمن الأوروبي والتي لا يمكن توقعها".

وقال غروشكو للصحافيين إن مقترحات موسكو قد تحسّن في الواقع الأمن لكل من روسيا وأعضاء الحلف، مشيراً إلى أنه بهدف تهدئة الوضع بشأن أوكرانيا، يجب على حلف الأطلسي التوقف عن إرسال مساعدات عسكرية، بما في ذلك إمدادات أسلحة، إلى كييف.

وسحبت روسيا بعثتها الدبلوماسية إلى الحلف العام الماضي بعد طرد ثمانية من موظفيها على خلفية اتهامات بالتجسس. ولفت غروشكو إلى أن روسيا قد تعيد فتح الدبلوماسية إذا غير الحلف مساره، مضيفاً "لا أستبعد عودة تواجدنا الدبلوماسي هنا".

 

"خطوط حمراء"

وتكشف تصريحات ستولتنبرغ وغروشكو عن عدم حدوث انفراجة في المحادثات التي جاءت بعد يومين من اجتماع دبلوماسيين روس وأميركيين في جنيف، ذكروا بعدها أنها لم تسفر عن تضييق هوة الخلافات بينهما.

وتتهم روسيا الغرب بالتقليل من أهمية مطالبها، وقالت إنها ليست مستعدة للسماح للمفاوضات بأن تطول إلى أجل غير مسمى.

وترى روسيا أن توسع الحلف من 16 عضواً في نهاية الحرب الباردة إلى 30 الآن، بما يشمل مجموعة كبيرة من الدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا، يشكل تهديداً لأمنها، وإنها بحاجة إلى رسم "خطوط حمراء" الآن لحماية أمنها.

مواصلة المحادثات

ودعت الولايات المتحدة الأربعاء روسيا للبقاء إلى طاولة المفاوضات، وقالت نائب وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان للصحافيين في بروكسل بعد اجتماع لمجلس حلف شمال الأطلسي - روسيا، "إذا انسحبت روسيا فسيكون من الواضح تماماً أنها لم تكن جادة أبداً في السعي إلى الدبلوماسية، وهذا هو السبب في أننا نستعد بشكل جماعي لكل احتمال".

وأضافت، "النشاط المكثف من الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف هذا الأسبوع يظهر أن الولايات المتحدة وحلفاءنا وشركاءنا لا يتباطأون. روسيا هي التي يتعين عليها اتخاذ خيار صعب، إما وقف التصعيد والدبلوماسية أو المواجهة وتحمل العواقب".

المزيد من دوليات