Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"غولدمان ساكس" يخفض توقعاته لنمو اقتصاد الصين في 2022

تتجه المؤشرات نحو 4.3 في المئة وزيادة مرتقبة للقيود على النشاط التجاري المحلي لاحتواء متحورة "أوميكرون"

شهد الاقتصاد الصيني انكماشاً خلال الربع الأول من عام 2020، إذ أغلق أكثر من نصف البلاد خلال تفشي فيروس كورونا الأولي (أ ف ب)

خفض بنك "غولدمان ساكس" توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين عام 2022 إلى 4.3 في المئة، انخفاضاً من 4.8 في المئة سابقاً. ويعتمد تحليل بنك الاستثمار الأميركي على توقع زيادة القيود على النشاط التجاري لاحتواء متحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا.
وقال باحثون إنه من المرجح أن يتأثر الاستهلاك أكثر من غيره، بينما ستتأثر الصادرات بدرجة أقل لأنها تفترض اضطرابات محدودة في سلاسل التوريد.
وخلال الأيام القليلة الماضية أبلغت الصين عن وجود جيوب من حالات الإصابة بـ "أوميكرون" في مدينة تيانجين وأنيانغ بمقاطعة خنان، مما أدى إلى إغلاق جزئي على الأقل، وتم إغلاق مدينة تشيان، وهي مدينة رئيسة في وسط الصين، منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للسيطرة على تفشي كوفيد الذي تقول السلطات إنه غير مرتبط بـ "أوميكرون".
وكتب الباحث لدى "غولدمان ساكس" هوي شان وفريقه عبر تقرير صدر في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، أوردته شبكة "سي أن بي سي"، إنه "في ضوء أحدث تطورات كوفيد والمستوى المرتفع المحتمل لمتوسط التقييد، وبالتالي الكلفة الاقتصادية لاحتواء متحورة أوميكرون الأكثر عدوى، نقوم بمراجعة توقعات النمو لعام 2022 إلى 4.3 في المئة، من 4.8 في المئة سابقاً".
وقال باحثون إنه من المرجح أن يتأثر الاستهلاك أكثر من غيره، بينما ستتأثر الصادرات بدرجة أقل، إذ يفترضون حدوث اضطرابات محدودة في سلاسل التوريد، ويتوقعون أن تسهل سياسة الحكومة تعويض نصف العبء عن قيود كوفيد، ويفترضون أن التأثير السلبي سيتركز في الربع الأول.
وكان الاقتصاد الصيني شهد انكماشاً خلال الربع الأول من عام 2020، إذ أغلق أكثر من نصف البلاد خلال تفشي فيروس كورونا الأولي في الصين، لكن عمليات الإغلاق المؤقتة تداخلت مع عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، حيث يمكن إغلاق الشركات لمدة شهر.
وبحلول الربع الثاني من 2020 كان الفيروس تحت السيطرة محلياً وعاد الاقتصاد إلى النمو.
وقال باحثو "غولدمان ساكس" إنه بعد حوالى سنتين زادت السلطات المحلية قيود السفر وإجراءات أخرى على الرغم من انخفاض عدد الحالات، نسبة إلى التفشي الأولي للمرض وحال أصغر في صيف عام 2021.
وذكر التقرير أن "احتواء وضع كوفيد المحلي يظل أولوية قصوى للمسؤولين المحليين"، وأكد كبار قادة الصين أثناء اجتماع التخطيط الاقتصادي السنوي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن الحفاظ على الاستقرار أمر أساس. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سياسة "عدم التسامح"

ويتوقع باحثون كثر أن تحافظ الصين على سياسة عدم التسامح إطلاقاً للسيطرة على الوباء، كما يعتبر الوقت الحالي مهماً للقيادة الصينية، إذ يستعد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم لعقد اجتماع يتوقع أن يمنح الرئيس شي جينبينغ ولاية ثالثة غير مسبوقة.
وقبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 4 فبراير (شباط) المقبل، تركز السلطات على ضمان ألا تسهم السنة القمرية الجديدة في مزيد من تفشي المرض. وأشار محللو "غولدمان ساكس" إلى أن موسم السفر في العطلات يبدأ في 17 يناير ويستمر حتى 25 فبراير 2022.
تجاهل هدف النمو

ويتوقع على نطاق واسع أن تعلن السلطات الصينية عن توقعات نمو لا تقل عن خمسة في المئة لعام 2022 خلال اجتماع سنوي في مارس (آذار)، وأشار مراقبون إلى أن هذا أعلى من توقعات "غولدمان ساكس" للناتج المحلي الإجمالي المعدل عند 4.3 في المئة.

ولتسوية هذه الفجوة المحتملة بين النمو الفعلي والناتج المحلي الإجمالي المستهدف، قال محللو البنك الأميركي إن بكين قد تستخدم مزيداً من الحوافز أو تتجاهل هدف النمو، كما كان الحال في عام 2020.
كما أشاروا إلى حالات سابقة لم يمنع فيها الضعف في بعض مقاييس النمو الرقم الرسمي للناتج المحلي الإجمالي من تحقيق هدف الحكومة، مع الإشارة إلى أنه كثيراً ما تكون دقة البيانات الاقتصادية الرسمية للصين موضع شك.
وقال باحثو "غولدمان ساكس" إنه "قد يتضح أننا نبالغ في تقدير تأثير أوميكرون وكوفيد بشكل عام على النمو، نظراً إلى تجربة نظام الصحة العامة المتراكم مع الفيروس والتحسينات المستمرة في الحجر الصحي على الحدود وأنظمة مكافحة الفيروسات المحلية".