Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يواجه 2022... تفاؤل حذر أم تحديات جديدة؟

الأنظار تجاه اجتماع "أوبك+" غداً والتحالف يتوقع تأثيراً محدوداً لمتحورة "أوميكرون" في الأسواق

النفط يستهل العام الجديد بمكاسب لكن الحذر لا يزال مخيما على الأسواق (رويترز)

في عام 2021 حقق النفط مكاسب "قوية" في ظل صعود الأسعار لأعلى مستوى منذ 2014، عندما بلغت 85 دولاراً للبرميل، إلا أنها تراجعت بعد ذلك لنشهد دخول عام جديد بتفاؤل حذر، تشوبه حال من عدم اليقين من انتهاء المخاوف من الوباء وعودة الإجراءات المشددة مرة أخرى، مما قد يولد تقلبات في الأسعار واضطراباً مقبلاً. ويتوقع محللون بأنه مع دخول العام الجديد فإن الدول المنتجة ستجد نفسها أمام مجموعة تحديات على الرغم من التفاؤل الذي يخيم على الأسواق، لعل أبرزها عودة الفائض المعروض مما سيؤدي بالنتيجة إلى خفض الإنتاج مرة أخرى، وفي الوقت ذاته ستواجه الدول المنتجة للنفط ضغوطاً أخرى من دول مستهلكة للنفط، وهو القلق من موجة التضخم الزاحفة على هذه البلدان، والتي كانت سبباً في اضطراب إمدادات الطاقة.كما يؤكد المحللون بأن نوعاً آخر من التحديات واجه دول "أوبك+" في 2021 وقد يتكرر في ظل الخوف من أزمات الإمداد، وهو اتجاه الدول الكبرى مثل أميركا والصين واليابان إلى استخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، وذلك بهدف كبح ارتفاع الأسعار.

 مؤتمر المناخ والتداعيات

في الوقت ذاته  لازالت سوق النفط تراقب تداعيات مؤتمر المناخ والقيود التي قد تطال ضخ الاستثمار في الوقود الأحفوري لمجابهة الأزمات المتفاقمة من التلوث، إضافة إلى التوجه نحو وضع أسس تفعيل مشاريع الطاقة المتجددة، فإن الجميع بانتظار النتائج التي ستظهر خلال الربع الأول من 2022 وفق التوقعات المتباينة بين الحذر واستيعاب التحديات الجديدة. وعلى صعيد متصل، تشير توقعات المحللين في شؤون النفط لـ "اندبندنت عربية" إلى أن تحالف "أوبك+" قد يمضي على خططه في زيادة الإنتاج تدريجياً من دون تغيير، مع ترقب تداعيات متحورة "أوميكرون" على الطلب العالمي للنفط. ومن المقرر أن تتخذ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في ما يطلق عليه اسم "أوبك+"، قراراً في يوم الثلاثاء الرابع من يناير (كانون الثاني) حول ما إذا كانت ستواصل زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً لشهر فبراير (شباط)، في أحدث تراجع عن الخفوض القياسية التي تم إجراؤها العام الماضي.ويعد هذا الاجتماع الذي سيعقد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" الأول للتحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا في العام الحالي، والـ 24 منذ تدشينه في 10 ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، ويعتبره المحللون انعكاساً لرؤية "أوبك+" لأسواق النفط خلال هذا العام. وخلال اجتماعه الأخير في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي التزم "أوبك+" بخطة زيادة الإمدادات بمقدار 400 ألف برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) الحالي، على الرغم من مخاوف من أن يؤدي سحب الولايات المتحدة من احتياطات النفط وتفشي المتحورة "أوميكرون" إلى تراجع أسعار النفط.

مكاسب سنوية 

وأنهي خام "برنت" القياسي 2021 على ارتفاع بنحو 50 في المئة، والخام الأميركي بأكثر من 55 في المئة، وتعد هذه المكاسب الأقوى منذ 2009، عندما زادت الأسعار لأكثر من 70 في المئة. ووصل كلا العقدين إلى ذروتهما في 2021 في أكتوبر (تشرين الأول)، إذ بلغ خام برنت 86.70 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 2018، وخام "غرب تكساس" الوسيط عند 85.41 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ 2014. وهوى سعر خام "برنت" لأكثر من 10 في المئة في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 72 دولاراً للبرميل، بعد انتشار أنباء اكتشاف المتحورة "أوميكرون" للمرة الأولى، لكنه تعافى منذ ذلك الحين وصعد إلى نحو 80 دولاراً للبرميل.

التمسك بالاتفاق الحالي 

من جهته، توقع المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي أن يتمسك تحالف "أوبك+" باتفاقه الحالي بإضافة 400 ألف برميل يومياً من النفط إلى السوق في فبراير (شباط) 2022، إذ يستعيد ضخ الإنتاج الذي توقف أثناء الجائحة، لافتاً أن استمرار الدول الكبرى في السحب من الاحتياط النفطي لن يؤثر في مستوى إنتاج دول التحالف. وأوضح أن متوسط سعر النفط عند 75 دولاراً للبرميل خلال العام الحالي هو المعدل الذي تريده "أوبك+"، مشيراً إلى أن التحالف لديه من الآليات للحفاظ على أسعار الخام عند المستويات المطلوبة، حتى في حال حدوث خفض في الإنتاج لمواكبة أي تراجع محتمل في الطلب العالمي.

مخاوف أقل 

من جانبه، قال مدير مركز "كروم" للدراسات الاستراتيجية في لندن طارق الرفاعي، "بالنظر إلى أن تأثير المتحورة أوميكرون قد يكون أقل خطورة مما كان متوقعاً، وبالتالي تقلل مخاوف الإغلاق، إلا أنه لا يوجد حافز لأن يرفع تحالف أوبك+ إنتاج النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يومياً الملتزم بها حالياً". وأشار إلى أن التحالف أصبح ينظر أكثر إلى جانبي العرض والطلب في أسواق النفط الخام وليس الأسعار، مضيفاً أن الطلب العالمي على النفط سيستمر في التعافي والعودة تدريجياً حتى نهاية العام 2022 على الأقل. وتوقع أن يشهد العام الحالي تقلبات في الأسعار بالتزامن مع عودة الاقتصاد لما قبل الجائحة، وليس الارتفاع المستدام الذي حدث في العام الماضي، لافتاً إلى أنه من المرجح أن تتمسك "أوبك" وحلفاؤها في سياستها الحالية خلال هذا العام، مع عدم حدوث تغيير حاد في خطط الإنتاج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته، توقع المتخصص في استراتيجيات الطاقة نايف الدندني أن تمضي "أوبك+" في خطتها المقررة بزيادة الإنتاج تدريجياً بمقدار 400 ألف برميل يومياً خلال الشهر المقبل، وهذا واضح من سياسة التحالف خصوصاً في الفترة الأخيرة، والتي تركز على الأساسات ولا تنظر إلى تقلبات الأسواق الطارئة بالشكل الذي يعطل خططها. وقال الدندني "إن التحالف لم يتأثر بحال الهلع التي شهدتها الأسواق خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما تم الكشف عن متحورة أوميكرون، وأنها أشد خطراً وأسرع انتشاراً".  وأشار إلى أن "انخفاض الطلب على النفط قد يكون مؤقتاً في الربع الأول من عام 2022، ولكن على مدار العام سيرتفع الطلب لأكثر من 4 ملايين برميل يومياً، مع نمو الاقتصاد العالمي والتعافي من تداعيات الجائحة".

تراجع المخاوف 

من جهته، رجح المحلل النفطي الكويتي خالد بودي استمرار تحالف "أوبك+" في الالتزام بسياساته الحالية المتمثلة في الزيادات الشهرية المتواضعة في الإنتاج، في ظل تراجع المخاوف المتعلقة بالطلب بسبب المتحورة "أوميكرون"، ومع تعافي أسعار النفط. وقال، "يبدو أن أوبك+ لن يجد مبرراً لتغيير خطته بضخ زيادة شهرية بمقدار 400 ألف برميل يومياً ما لم يجد أن هناك فوائضاً في الأسواق بدأت تتراكم، مما يستدعي وقف هذه الزيادة بل وخفض الإنتاج، أو أن يجد أن الأسعار بدأت تصل إلى مستويات مرتفعة تؤدي إلى تكثيف الضغوط على التحالف للزيادة، وفي هذه الحال قد يقوم بضخ كميات إضافية لإعادة التوازن إلى الأسواق والأسعار".وأضاف أن الوضع الراهن يبدو مقبولاً لتحالف "أوبك+" والأسواق، وبالتالي فمن المتوقع استمرار السياسات الحالية المتعلقة بالإنتاج. وتوقع أن تكون لنتائج الاجتماع المرتقب تأثير مباشر في أسعار النفط، بخاصة وأن "أوبك+" يسيطر حالياً على حوالى 50 في المئة من الإنتاج العالمي للخام، ولذلك فإن الأسواق تترقب باستمرار اجتماعاتها وقراراتها.وتوقع تقرير حديث لتحالف "أوبك+" أن تكون متحورة "أوميكرون" ذات تأثير محدود ومؤقت في سوق النفط التي انتعشت بشدة خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مستفيدة من آمال التعافي الاقتصادي.وبحسب وكالة "رويترز" فإن التقرير المتفائل في شأن تأثير "أوميكرون" صدر عن اللجنة الفنية المشتركة لـ "أوبك+".وقال التقرير إنه "من المتوقع أن يكون تأثير المتحورة أوميكرون خفيفاً وقصير المدى، مع تحسن القدرة عالمياً على التعامل مع كوفيد-19 والتحديات المرتبطة به".

المزيد من البترول والغاز