Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتصار الليبرالي الديمقراطي في نورث شروبشاير تحذير للمحافظين

من الواضح أن الناخبين غير راضين عن الكلام الفارغ لرئيس الوزراء البريطاني. ولو كنت نائباً محافظاً لكنت سأحرص على عدم السقوط معه

 مرشحة الحزب الليبرالي الديمقراطي هيلين مورغان تلقي كلمة الانتصار في أعقاب الإعلان عن النتيجة في انتخابات نورث شروبشاير الفرعية (رويترز)

أنا أُحب الناخبين. ولا أتفق معهم على الدوام، غير أنني لن ألومهم على ذلك، فأحياناً أختلف مع نفسي في آخر اليوم. لا أحب دائماً النتائج التي تؤدي إليها اختيارات الناخبين وأعرف أنهم يمكن أن يتأثروا أحياناً بالكذب والتلاعب. مع ذلك، فقد وجدت أنهم يستحقون الاعتراف بقدر من الفضل أكبر بكثير مما يخصهم به غالباً المعلقون السياسيون، المحترفون منهم والهواة.

كانت النتيجة في انتخابات نورث شروبشاير الفرعية عبارة عن لحظة تألق فيها الناخبون مرة أخرى. قال لي أشخاص عديدون خلال الأسابيع السابقة على تلك الانتخابات إن تحالفاً سياسياً هو وحده القادر على التخلص من حزب المحافظين في نورث شروبشاير، وإن ناشطي حزب "العمال" من أمثالي كانوا يقومون بما لا يخدمهم من خلال تجرؤهم على خوض معركة الانتخابات والمشاركة في حملتها.

كنت على الدوام أمقت فكرة الأحلاف السياسية المجمع عليها، لأنني أعتقد بأنها تنطوي على التعامل باستعلاء تام مع الناخبين واستخفاف بهم، كما تشير إلى أن الناس ليسوا أذكياء بما فيه الكفاية كي يصوتوا على نحو تكتيكي بأنفسهم. ليس هناك ما يوحي بأن "الديمقراطية مدبرة" مثل اختيار بضعة رجال في ويستمنستر أين يمكن للناس أن يترشحوا للانتخابات، وأين لا يمكنهم ذلك، في أجزاء من البلاد لا يعرف هؤلاء الذكور شيئاً عنها. إن الديمقراطية ليست لعبة جنود من تنك.

الناخبون أفضل من ذلك. فهم يريدوننا أحياناً أن نعمل معاً بشكل نكون فيه أقرب من بعضنا بعضاً وهم سيقولون لنا حين يكونون قد سئموا من عجزنا عن التوصل إلى قرار. لكن هل أعتقد أن نظامنا الانتخابي مثالي؟ لا، لا أعتقد أنه كذلك.

وأعتقد أن هناك حاجة لإجراء إصلاحات في مجالات شتى، منها كيفية اختيار المرشحين، وسُبل عمل الأحزاب السياسية، وكيفية نشر الأكاذيب، وكيفية افتراض أن الوضع آمن. ولا أعتقد ولو لثانية واحدة أن الناخبين يحتاجون إلى الإصلاح. فهم الآن، وسيكونون على الدوام، الجزء الأفضل من عملي.

أراد الناخبون أن يوجهوا رسالة إلى بوريس جونسون. فهو، تسبب من دون شك بحصول هذه الانتخابات الفرعية خلال جائحة عادت إلى التفاقم. لم يكن أبناء شروبشاير الطيبون في حاجة على الإطلاق إلى الإنشغال بأي شيء غير خططهم لتمضية العطلة وما سيضعونه على مائدتهم في اليوم الكبير [عيد الميلاد].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن غرور بوريس جونسون الذي جعله يفكر أنه يستطيع تغيير القواعد بحيث يستطيع زميله الثري أوين باترسون أن يتجنب انتخابات فرعية، قد أدى به إلى نتيجة معاكسة بشكل لافت. كان الناس في أنحاء البلاد يعرفون قبل هذه المناسبة أن جونسون كذاب، وهم ليسوا أغبياء. إنهم يعلمون أنه أغنى منهم وأنه قد عاش حياة مختلفة، غير أنهم شعروا برعب شديد حين حاول أن يقول لهم إن القواعد لا تسري على أشخاص مثله ومثل باترسون. وكانت هذه بداية التفكك [في سلطته].

حاول جونسون خلال الأسابيع القليلة الماضية أن يمرغ أنوف، الأشخاص الذين كانوا يعطونه فرصة بصرف النظر عن عيوبه الواضحة، في الأوساخ. وهو كذب عليهم مرة تلو أخرى، وقال لهم مرة إثر أخرى إن هناك قاعدة محددة له هو، في ما يتعلق بالمال و[تجديد] بيته، وبشأن العقود الخاصة بأصدقائه، والحفلات في منزله والأكاذيب التي يستطيع أن يسردها. نحن غالباً ما نشك بأشخاص مثل رئيس الوزراء يستخفون بنا، بيد أنه من النادر أن يخرجوا إلى العلن بهذا الشكل الصارخ، وهم يلوحون بعلم [على نحو استعراضي] ليظهروا لنا أننا صغار الناس [العامة] وأن بوسعهم أن يفعلوا ما يشاؤون.

هناك بوضوح العديد من الناس ممن يتمنون أن يتلاعبوا بهذه القصة ويعرضوها بطريقة تجعلها تبدو وكأنها نتيجة سيئة لحزب العمال. وبطبيعة الحال كنت أفضل لو فاز حزب العمال بالمقعد، غير أن الناخبين رأوا أن ذلك مستبعد، وأن التحول إلى الليبراليين الديمقراطيين بالنسبة لناخبي المحافظين كان أسهل. وكشخص اتخذ من فهم ناخبي الليبرالي الديمقراطي مهنة هنا في دائرتي الانتخابية في منطقة ميدلاندز، أرى أن هؤلاء يميلون إلى أن يكونوا ممن يتبنى أفكار المحافظين من دون أن ينتمي إلى حزبهم رسمياً، أكثر من ناخبي الجنوب الشرقي، وهؤلاء أقرب إلى خليط [حزب] العمال – والحزب الليبرالي الديمقراطي.

إن من ينتخبونني من الليبراليين الديمقراطيين هم على الأرجح ممن يقرؤون صحيفة "ديلي ميل" وليس الـ "غارديان"، على سبيل المثال. ومن الواضح أن ناخبي العمال أدلوا بأصواتهم وقالوا كلمتهم. لن أود أن أقول لهم على الإطلاق إن عليهم أن يفعلوا ذلك لأنني أعتقد أنهم يستحقون خياراً عمالياً جيداً، كما أنني أؤمن بأنه لا يمكن القول للناخبين ماذا ينبغي أن يفعلوا. من المفترض أن يجري العكس ويقولوا هم لنا ماذا يجب أن نفعل.

ولقد قال الناخبون لنا بكل تأكيد هذا الأسبوع ما علينا أن نفعله. من الواضح أن الناخبين غير راضين عن الكلام الفارغ لرئيس الوزراء. ولو كنت نائباً محافظاً لكنت سأحرص على أنني لن أسقط معه. على كل عضو في البرلمان صوّت لمساعدة أوين باترسون على الإفلات من العقاب، أن يعيد النظر [في أدائه] خلال العطلة البرلمانية، لأن ما حصل في نورث شروبشاير يبدو بالنسبة لي أنه شبيه جداً بشبح الميلاد الآتي من المستقبل [الذي يحذر من مآلات الأمور إذا بقيت على حالها].

جيس فيليبس هي نائبة حزب العمال عن دائرة برمنغهام ياردلي الانتخابية ووزيرة الدولة لشؤون العنف المنزلي في حكومة الظل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء