Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتجاوز جونسون الخسارة التاريخية في الانتخابات الفرعية؟

حزب المحافظين يلقي باللوم على رئيس الوزراء رغم أنه لا خطر انتخابياً من المعارضة العمالية

اعترف جونسون أنه يتحمل المسؤولية شخصياً عن خسارة حزبه الحاكم الانتخابات الفرعية (أ ف ب)

قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه يتحمل المسؤولية شخصياً عن خسارة حزبه الحاكم الانتخابات الفرعية في نورث شروبشير، التي فازت بها مرشحة حزب الديمقراطيين الأحرار بفارق كبير.

وفي تصربحات للصحافيين وهو يزور مركزاً للتطعيم بلقاح كورونا في مستشفى هيلينغدون بالعاصمة لندن، أوضح جونسون، "أنا مسؤول عن كل ما تقوم به الحكومة، بالتالي أتحمل المسؤولية شخصياً... واضح أن نتيجة الانتخابات في نورث شروبشير محبطة للغاية. وأتفهم تماماً إحباط الجماهير. سمعت كلمة الناخبين في نورث شروبشير، وأتقبل بكامل التواضع هذه النتيجة".

وفازت هيلين مورغان بمقعد مجلس النواب عن الدائرة التي خلت باستقالة النائب من حزب المحافظين أوين باترسون، الشهر الماضي، إثر فضيحة التربح من وظيفته البرلمانية بشكل غير معلن. وتلك المرة الأولى التي يفقد فيها حزب المحافظين الحاكم مقعد تلك الدائرة منذ قرنين.

كما أنها المرة الثانية التي يفوز فيها حزب الديمقراطيين الأحرار في انتخابات فرعية بمقعد نيابي يعد تاريخياً مقعداً للمحافظين، إذ فاز مرشح الحزب بدائرة شيشام وأميرشام في شهر يونيو (حزيران) هذا العام.

المثير في الانتخابات الفرعية الأخيرة أن مرشح حزب العمال، المعارضة الرئيسة لحزب المحافظين الحاكم، جاء متأخراً جداً في السباق بعدد أصوات متواضع مقارنة بالفائزة وبمرشح حزب المحافظين الخاسر.

حملة على جونسون

أجمعت عناوين الصحف البريطانية والتعليقات في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على أن هزيمة حزب المحافظين الحاكم في الانتخابات الفرعية مؤشر على فقدان الناخبين البريطانيين الثقة في الحزب وحكومته. وتحدث قادة من الحزب في وسائل الإعلام منتقدين رئيس الوزراء وطريقته التي تكاد تفقدهم الانتخابات العامة القادمة.

على سبيل المثال، في مقابلة مع "بي بي سي" قال السير روجر غيل عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين، "يجب النظر إلى النتيجة في الانتخابات الفرعية، على أنها استفتاء على أداء رئيس الوزراء، وأعتقد أنه الآن في وضع "النداء الأخير"، فقد تعرض لضربتين بالفعل، واحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع في التصويت في مجلس العموم، والثانية هذه. ضربة أخرى ويصبح خارج الحكم".

ويشير القيادي في الحزب الحاكم إلى تمرد نحو 100 من نواب الحزب على مشروع قانون يتعلق بالقيود التي فرضتها حكومة بوريس جونسون لمواجهة الموجة الجديدة من وباء كورونا بسبب متحورة "أوميكرون". وتم تمرير القانون بتصويت نواب حزب العمال المعارض له وليس بأغلبية حزب المحافظين الحاكم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، ركزت الصحف التي تعتبر أقرب للمحافظين في توجهها، مثل "ديلي تلغراف"، أن مشكلة الحزب مع جماهيره سببها رئيس الوزراء بوريس جونسون، بل وبدأت بعض الصحف تتحدث عمن سيخلفه في رئاسة الحزب والحكومة. وكتب المعلق في "تلغراف، إليوت ويلسون، متوقعاً أن يختار الحزب وزيرة الخارجية الحالية ليز تراس لخلافة جونسون، هذا بالنسبة إلى الصحف الرصينة، أما صحف الإثارة كالـ"ديلي ميل" مثلاً، فكتبت عن أن هيلين مورغان من أشد المعارضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وكيف أن تصويت دائرة معروفة بأنها مناصرة لـ"بريكست" لانتخابها يعد مقدمة لفقدان بوريس جونسون أهم ميزة له، وهي أنه "أنجز (بريكست)".

9 أرواح

لكن بوريس جونسون سبق وتعرض لأزمات كثيرة منذ توليه رئاسة الحزب والحكومة خلفاً لتيريزا ماي قبل نحو عامين. وفي كل أزمة كانت الأصوات تعلو بأنه سيُطاح، ليتمكن من تجاوز الأزمة، ويستمر في موقعه.

بعض المعلقين اعتبر بوريس جونسون بتسع أرواح، وليس سبعاً كما يقول المثل، لكن معلقين آخرين يرون أنه بالفعل استنفد ثماني أرواح من التسع، ولم يتبقَ له سوى واحدة. والتفسير السائد من جانب الإعلام والسياسيين، بخاصة من حزب المحافظين نفسه، أن جماهير الناخبين فقدت الثقة في الحكومة بسبب تكرار فضائح الفساد وضرب عرض الحائط بالقوانين وقواعد المرعية في السلوك السياسي العام.

لكن الحقيقة، أن الناخب البريطاني قد يتجاوز عن كل ذلك، بخاصة الكتلة التصويتية الأساسية لحزب المحافظين، إنما الأمر الحاسم في تصويت الناخبين هو ما يمس حياتهم اليومية، وذلك هو السبب الرئيس في اتجاهات التصويت، بخاصة أن الاقتصاد يشهد معدلات تضخم استثنائية. وينعكس ذلك على غلاء مستمر في الأسعار بشكل مطرد. فالمواطن البريطاني يذهب إلى السوق ليشتري احتياجاته اليومية، أو إلى محطة البنزين ليملأ سيارته بالوقود، فيجد الأسعار ترتفع كل عدة أيام.

بعض المعلقين من المحافظين التقليديين يتهمون حكومة جونسون بأن سياساتها الاقتصادية هي السبب، وأن جونسون ووزير خزانته ريشي سوناك تخليا عن المبادئ التاريخية للحزب بتوجهات لا تحابي مجتمع الأعمال والشركات. وربما كان الرأي الأكثر منطقية هو تحليلات البعض بأن حزب المحافظين موجود في الحكم منذ 11 سنة، ومن المنطقي أن يبدأ الناخبون في القسوة بحكمهم على سياساته، وهذا يعني أن انصراف الناخبين هو عن الحزب ككل، وليس فقط بسبب شخص رئيس الوزراء وتصرفاته مهما كانت مستهجنة.

ضعف العمال

يتوقع كثيرون أن تكون خسارة الانتخابات الفرعية هذا العام مؤشراً على بداية نهاية فترة حكم حزب المحافظين. وقارن البعض بين هذا الوضع وما حدث مع رئيس الوزراء المحافظ جون ميجور أواسط تسعينيات القرن الماضي، فقد فاز الحزب بقيادة جون ميجور بشكل كاسح في انتخابات عام 1992. وبدأ يخسر انتخابات فرعية منذ عام 1993، لينتهي الأمر بفوز كاسح لحزب العمال في الانتخابات العام عام 1997.

لكن تلك المقارنة لا تبدو منطقية تماماً. فحزب العمال بقيادة توني بلير/ غوردون براون، كان قد أعاد هيكلة نفسه وطرح توجهاً جديداً تماماً هو "العمال الجديد" الذي أبهر البريطانيين. أما الآن، فلا يمكن القول إن حزب العمال بقيادة سير كيير ستارمر في وضع مماثل.

ولهذا السبب جاء مرشح حزب العمال في مكان متأخر ضمن نتيجة الانتخابات الفرعية الأخيرة. أما حزب الديمقراطيين الأحرار، الذي أصبح لديه الآن 13 نائباً فقط في مجلس العموم، فيصعب تصور أنه يطمح للفوز في انتخابات عامة، لأن هذا يتطلب أن يضاعف نوابه عشر مرات على الأقل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات