Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيادة جونسون مهددة إذا خسر الانتخابات الفرعية في "نورث شروبشاير"

أحد نواب المقاعد الخلفية في حزب رئيس الوزراء البريطاني: "ندرس ما إذا كنا ما زلنا في حاجة إليه"

تحذير من خسارة بوريس جونسون ثقة الناخبين (غيتي)

نبّه نوّاب في حزب "المحافظين" البريطاني رئيس الوزراء بوريس جونسون، إلى أن قيادته قد تتعرّض لتهديدٍ جدّي إذا ما خسر الحزب الانتخابات الفرعية التي تُجرى الأسبوع المقبل في دائرة "نورث شروبشاير"، ولم تتحسّن أرقام الاقتراع المتدهورة.

ويواجه رئيس الوزراء ضغوطاً متزايدة بسبب فضيحة حفلة عيد الميلاد العام الماضي في مقرّ رئاسة الحكومة في "10 دوانينغ ستريت"، وموضوع تجديد شقته، خصوصاً بعدما عاود المستشار المستقل لرئيس الحكومة للأخلاقيّات والتزام القواعد الوزارية اللورد غايت، تحقيقه في طريقة تمويل إعادة تصميم ديكور الشقة الداخلي.

وكشف نوّاب من حزب "المحافظين" لـ "اندبندنت" إن نوّاب المقاعد الخلفية (لا يتولّون مناصب في الحكومة)، الذين يدعمون جونسون في العادة، هم الآن في صدد مناقشة ما إذا كان يجب أن يكون هو الذي يقود الحزب في الانتخابات العامّة المقبلة أم لا - ويقولون إن المنافسة الانتخابية التي ستُجرى يوم الخميس المقبل في دائرة "نورث شروبشاير" ستقرّر ذلك.

وأوضح أحد الأعضاء البارزين في البرلمان من حزب "المحافظين" لـ "اندبندنت" قائلاً: "إذا خسرنا الانتخابات الفرعية واستقال اللورد غايت، فسيكون (رئيس الوزراء) أمام مشكلة كبيرة. ومن شأن خسارة الانتخابات الفرعية أن تضرّ بفكرة أنه فائزٌ [من يصنع الفوز] في الانتخابات. وفي حين أن الناخبين لم يطبّقوا في السابق القواعد نفسها عليه [استثنوه من المساءلة]، لكن هذا المنحى بدأ يتراجع".

وأضاف الوزير السابق لشؤون مجلس الوزراء: "قد يكون (جونسون) كما يُقال "بتسع أرواح" ويمكنه تجاوز المخاطر - أكثر من معظم السياسيّين - إلا أنه يستهلك الكثير منها [يستنفد حظوظه]. وإذا تمكّن من اجتياز فترة عيد الميلاد واستطاع تحسين وضعه وإعادة تكييف نفسه في السنة الجديدة، فسيظل أكثر هشاشة عندما يحين موعد الأزمة التالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحد النوّاب من حزب "المحافظين" عن منطقة "الجدار الأحمر" (تقع وسط إنجلترا وشمالها وكانت تصوّت تقليدياً لحزب "العمّال" لكن "المحافظين" فازوا بها في آخر انتخابات) قال لـ "اندبندنت"، إن "هناك تغيّراً في المزاج. فالأشخاص الذين كانوا يدعمونه يناقشون الآن ما إذا كنّا ما زلنا في حاجةٍ إليه، وما إذا كان قد قام بما يجب القيام به من أجلنا في ما يتعلق بمسألة الخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي".

وأضاف البرلماني وهو أحد نوّاب المقاعد الخلفية: "قد يكون (جونسون) قادراً على اجتياز موضوع حفلات عيد الميلاد من خلال إقالة بعض الأفراد. لكن إعادة تصميم ديكور الشقة أضرت به، علماً أنها قد لا تشكّل وحدها ضربةً قاتلة له. لكن ما يمكن أن يثير حفيظة الجميع ويضعه تحت ضغطٍ هائل، سيكون هزيمة الحزب في الانتخابات الفرعية، وظهور أرقام استطلاعية سيّئة للسنة المقبلة".

النائب عن منطقة "الجدار الأحمر"، أشار إلى أن معارضي جونسون داخل الحزب، يمكنهم بسهولة جمع 55 توقيعاً مطلوباً لـ "لجنة العام 1922" الفاعلة [النافذة] 1922 Committee (تضم جميع نوّاب المقاعد الخلفية في حزب "المحافظين" وتجتمع أسبوعياً عندما يكون "مجلس العموم" ملتئماً في دوراته البرلمانية)، للشروع في تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء - لكن هؤلاء لن يتحرّكوا حتى يضمنوا انضمام عشرات من النوّاب الآخرين بالكامل إلى مسار إقالته.

وأضاف النائب "المحافظ" نفسه: "ستكون مفاجأة بالنسبة إليّ، إذا حصل هذا التحدّي بسرعة. إن التأييد له يتراجع، لكن كثيراً من النوّاب لم يتّحدوا بعد خلف أيّ شخص آخر لدعمه".

وتجمع جميع التنبؤات على أن حزب "الديمقراطيّين الليبراليين" هو الآن الأفضل للفوز في الانتخابات الفرعية في دائرة "نورث شروبشاير"، في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بعد استقالة النائب السابق في حزب "المحافظين" أوين باترسون على خلفية انتهاكه قواعد حشد الضغط والترويج.

وبحسب استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسّسة "يوغوف" YouGov، فإن شعبية رئيس الوزراء جونسون تحديداً انخفضت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، لتصل إلى -42 نقطة، بعدما فقد جمهورُ الناخبين الثقة به على أثر الفضيحة المدوّية لزعيم "المحافظين". وقال نحو 66 في المئة إنه بات لديهم رأيٌ سلبي فيه.

وفي المقابل، تبيّن من استطلاع أجرته منصّة "فوكال داتا" Focaldata لإذاعة "تايمز راديو" يوم الجمعة، أن حزب "العمّال" المعارض يحظى بنسبة 41 في المئة من التأييد - ما يجعل حزب السير كير ستارمر متقدّماً بفارق 8 نقاط على حزب "المحافظين"، وذلك بعد يومٍ من استطلاع أجرته وكالة "سورفيشن" Survation أعطى حزب "العمّال" تقدّماً بـ 6 نقاط.

وفي تحدٍّ آخر لسلطة رئيس الوزراء، رفض نصرت غني نائب رئيس "لجنة 1922" لنوّاب المقاعد الخلفية في حزب "المحافظين"، منح جونسون الدعم، وقال محذّراً إن "المزاج السائد في البرلمان ليس مؤاتياً له".

ومن خلال اعتبار التحقيق الذي أجراه سكرتير مجلس الوزراء سايمون كيس في سلسلة من الحفلات المزعومة "نقطةً فاصلة" بالنسبة إلى مستقبل جونسون، قال غني لبرنامج "توداي" الذي تبثّه إذاعة "بي بي سي راديو 4": "فلننتظر النتائج التي سيخلص إليها التحقيق".

ويواجه رئيس الوزراء البريطاني كذلك تمرّداً كبيراً من نوّاب حزب "المحافظين" لدى طرح "الخطة باء" لقيود "كوفيد" على مجلس العموم، بعدما أعلن بوضوح عشراتٌ من المشكّكين في جدوى الإغلاق، معارضتهم لاعتماد جواز "كوفيد" [الصحي] لدخول النوادي الليلية والفعاليّات الكبرى. ومع ذلك، من المتوقّع أن تمرّ القيود الجديدة في البرلمان، وذلك بفضل الدعم الذي تحظى به من حزب "العمّال".

غافين بارويل العضو في مجلس اللوردات عن حزب "المحافظين" أعلن هو أيضاً أن نوّاب حزبه يتحدّثون "على نحو حاسم" عن طريقة استبدال بوريس جونسون في رئاسة الوزراء. وقال اللورد بارويل لبرنامج "توداي": إن بوريس يعرف أكثر من أيّ شخص آخر، أن موقفه يعتمد على أن يُنظر إليه على أنه يشكّل رصيداً انتخابياً للحزب. وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه مع مرور الوقت، فإنه يواجه حقّاً مشكلة كبيرة".

دومينيك كامينغز كبير مساعدي جونسون السابق، تحدّث عن أن صوراً لحفلات عيد الميلاد (في "داونينغ ستريت) "ستظهر حتما"، متوقّعاً أن يغادر رئيس الحكومة منصبه "قبل الانتخابات المقبلة... ربما في الصيف"، على حدّ تقديره.

واستخفّ كامينغز بما قيل عن أن رئيس الوزراء لم يكن على علم بتلك الاحتفالات، لأن الحفلة الرئيسية - في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) 2020 - يعتقد أنها نُظمت بالقرب من مكتبه. وأضاف كامينغز في جلسة أسئلة وأجوبة أجراها عبر مدوّنته: "في طريقه إلى الطابق العلوي، عليه أن يمرّ عبر تلك المنطقة [المساحة] حيث كان يمكنه رؤيتها".

الضغط على جونسون ازداد نتيجة إقامة حفلات في مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" في الفترة التي سبقت عيد الميلاد العام الماضي، بعدما تبيّن أن جاك دويل كبير المستشارين الإعلاميّين لرئيس الحكومة، قد سلّم جوائز خلال تجمّع يوم الثامن عشر من ديسمبر.

رئاسة الحكومة لم تنفِ أن دويل عرض تقديم استقالته، بعد ورود أنباء عن رفض رئيس الوزراء قبول تركه الوظيفة.

لكن ما زاد في الطين بلّة بالنسبة إلى هموم بوريس جونسون، كان ما رشح يوم الجمعة الفائت عن أن مستشاره للأخلاقيات اللورد غايت أعاد فتح التحقيق في تمويل تحديث الشقة الفخمة لرئيس الحكومة، وقد تلقّى وعداً بأن يتمّ تزويده بأي معلومات يطلبها.

وكان غايت قد أجرى اتّصالاً بمقرّ رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت"، بعدما أظهر تقرير لـ "لجنة الانتخابات" أنه "تمّ تضليل" تحقيق المستشار الخاص حول متى علم [جونسون] بالترتيبات المالية.

وردّاً على سؤال عن المشكلات التي يواجهها بوريس جونسون، قال روبرت باكلاند الوزير السابق لشؤون مجلس الوزراء لبرنامج "نيوزكاست الذي تبثّه شبكة "بي بي سي": "لو كنت مكانه أنظر إلى نفسي بتجرّد، لقلتُ: "بالتأكيد يمكنني أن أفعل ذلك بطريقة أفضل".

© The Independent

المزيد من دوليات