Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المتسوقون الانتقاميون" يجسدون ما يحتاجه باعة التجزئة هذا الأسبوع

لأن كورونا منعهم مما يحبون فسينتهي بهم المطاف إلى إنفاق المال على أنفسهم ومنازلهم

متسوقون يرتدون كمامات أثناء تجوالهم في أسواق لندن (رويترز)

إنها الأيام السبعة لأسبوع "التسوق الانتقامي". وفي شكله الأكثر فظاظة، يأتي ذلك الأسبوع لينفّس حنقنا على وضع العالم من خلال شراء الأشياء. وفي شكله الأكثر وقاراً، يكون بمثابة استخدام لبعض القدرة المالية المجمعة خلال الأشهر الـ18 الماضية في الحصول على موسم للعطل أقل قتامة. فإذا لم نتمكن من إنفاق المال على الحفلات أو السفر إلى الخارج، فسننفقه على أشياء نستطيع الاستمتاع بها في المنزل.

تحظى تلك الخلفية بتقدير واسع. إذ يشكّل قطاعا الضيافة والسفر المجالين الأكثر تضرراً من جائحة كورونا فعلياً. وفي المملكة المتحدة، يؤدي الغموض المحيط بالمتحورة "أوميكرون" إلى تراجع في حجوزات المطاعم، وفق موقع "أوبن تايبل" [حرفياً، الطاولة المفتوحة OpenTable]، وكذلك الحال بالنسبة إلى الوظائف المتاحة في قطاع الضيافة، وفق موقع "أدزونا" (Adzuna) [متخصص في البحث عن وظائف]. وعلى صعيد السفر، تلغي سلسلة من الناس رحلاتها في مطار "هيثرو" نتيجة خوف أصحاب الأعمال من إمكانية أن يضطروا إلى حجر أنفسهم في حال شهدت التنظيمات المتعلقة بالوباء، مزيداً من التشديد. لذا، بلغت أرقام المسافرين عبر "هيثرو" في نوفمبر (تشرين الثاني) 40 في المئة من مستويات ما قبل "كوفيد- 19"، على الرغم من فتح الولايات المتحدة أبوابها أمام المسافرين البريطانيين والأوروبيين.

في المقابل، إذا لم يتمكن الناس من الإنفاق وفق ما خططوا له، فإنهم يستطيعون فعل أمرين. ففي مقدورهم ادّخار المال، أو إنفاقه على أشياء أخرى. على صعيد المدّخرات، بلغت ما تُسمَّى المدخرات الفائضة 150 مليار جنيه إسترليني (198 مليار دولار أميركي) في منتصف هذا العام، وفي حين أن نسبة المدخرات هبطت من مستويات مرتفعة سجلتها خلال الإغلاق إلى 12 في المئة من الدخل الوطني، لا تزال تلك النسبة هي الأعلى منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين. وسنحصل على أرقام أحدث قبل عيد الميلاد بقليل، لكن من ناحية أخرى تظل الرسالة على حالها، ومفادها بأن الناس، في شكل عام، لا يزالون يدخّرون بوتيرة مرتفعة تاريخياً.

في المقابل، لم يمنع الادّخار الناس من الإنفاق. بل يكون الأمر خلاف ذلك. سنطلع على أثر "الجمعة السوداء" [مناسبة تسوّق بأسعار تفضيلية] و"الاثنين السيبراني" [مناسبة للتسوق عبر الإنترنت] في المبيعات بالتجزئة يوم الجمعة المقبل، حين تُنشَر الأرقام الرسمية. وتذكيراً، في أكتوبر (تشرين الأول) فاقت مبيعات التجزئة بالفعل مستوياتها المسجلة حين حَلَّتْ الجائحة في فبراير (شباط) 2020 بحوالى 5.8 في المئة. ووفق "باركليكارد" [مؤسسة تصدر بطاقات ائتمان]، ارتفعت المبيعات بواسطة بطاقات الائتمان في نوفمبر بـ16 في المئة عن ما كانته قبل سنة. ويُشار إلى أن ما يجري قياسه في الأرقام السابقة هو المال المنفق على المشتريات وليس حجم تلك الأخيرة بحد ذاته. وتذكروا أيضاً أن الناس يطلبون مبكراً بنوداً لعيد الميلاد بسبب مخاوف من مشكلات التسليم. لكن رقم المبيعات لا يزال قوياً في شكل حاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ماذا سيكون إذاً الأثر الاقتصادي لهذا كله؟ من الواضح أن هذه الأنباء طيبة جداً لجهات البيع بالتجزئة، بالتأكيد العاملة منها عبر الإنترنت وربما (على رغم أن هذا أقل تأكيداً) للمحال الفعلية. وهناك حتمية أخرى يجسّدها التضخم. فلو أن تكلفة شيء ما ستزيد خمسة في المئة على الأقل العام المقبل، فمن قبيل الحس السليم شراؤه الآن. لقد زاد مؤشر أسعار البيع بالتجزئة لدينا بالفعل ستة في المئة عنه قبل سنة، ومن المتوقع أن يشهد مزيداً من الارتفاع. وفي الولايات المتحدة، زاد مؤشر الأسعار الخاصة بالمستهلكين 6.8 في المئة، خلال سنة. إذاً، ثمة منطق في الشراء الانتقامي. أضيفوا إلى ذلك حقيقة أن النواقص في سلاسل الإمداد تدفع الأسعار صعوداً، وثمة حافز مزدوج لشراء البضائع الآن بدلاً من الانتظار.

ليس المتسوقون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بعد في موقع نظرائهم في الأرجنتين، حيث زاد معدل التضخم بـ42 في المئة السنة الماضية. لكننا نستطيع أن نتعلم من بلدان كهذه كيف يكون رد فعل المستهلكين. خلال هذا الأسبوع، نشرت وكالة "بلومبيرغ" عموداً حول ما يحدث هناك. إن الشيء الأول الذي تفعلونه هو إنفاق راتبكم الشهري فور وصوله إلى حسابكم المصرفي. ومن ثم، اقترضوا قدر ما تستطيعون من المال إذا كان معدل الفائدة أدنى من معدل التضخم. وفي خطوة ثالثة، واصلوا الضغط على صاحب عملكم كي يطابق على الأقل أي زيادة في الأسعار برواتب أعلى. وفي الخطوة الرابعة، اشتروا أي أصول ذات صلة بالتضخم. وأخيراً، اشتروا منازل وبضائع استهلاكية معمرة بما في ذلك السيارات.

في الأجل البعيد، تكون القفزة في معدل التضخم مقلقة لأسباب عدّة، ليس أقلها الضرر الاجتماعي الذي تتسبب به من خلال مكافأة مالكي الأصول التي ترتفع قيمتها، والإضرار بأولئك الذين لا يملكون أصولاً كتلك. وقد تكون رائعة بالنسبة إلى مالكي المنازل، لكنها كارثية في نظر المشترين المحتملين للمنازل. لكن، في الأجل القريب، يشجع قليل من التضخم الناس على الشراء المبكر، وسيعزز ذلك خلال موسم العطل الحالي، اقتصاداً كئيباً بخلاف ذلك.

قد يستفيد البائعون بالتجزئة في المتاجر الفعلية من بعض الأنباء الطيبة. ويجسّد "المتسوقون الانتقاميون" ما يحتاجونه هذا الأسبوع تماماً.

© The Independent

المزيد من آراء