Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن سمح بإخراج أجندته الوطنية عن سكتها، فلا عجب أن الديمقراطيين يعزفون عن التصويت

جو مانشين وكريستين سينيما يحددان الأولويات، وهذا ما يرفضه المقترعون الليبراليون الذين شاركوا في انتخابات 2020

جو بايدن يواجه معارضة في صفوف حزبه ويخفق في الوفاء بوعوده الانتخابية (رويترز)

عندما نجح الحزب الديمقراطي في السيطرة على البيت الأبيض، إضافة إلى مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي، وعد هؤلاء بتحسين شبكة الأمن المجتمعي بشكل معتبر بعد إحدى أسوأ جائحة يشهدها العالم منذ أكثر من قرن من الزمن، وتداعياتها التي شهدناها خصوصاً على المستوى الاقتصادي بسبب انتشار الفيروس، لكن وبسبب عرقلة عضوين في مجلس الشيوخ لم تتم المصادقة على مشروع الرئيس جو بايدن (للنهوض الوطني) حتى الآن، والهزيمة التي تكبدها الديمقراطيون في فيرجينيا ومناطق أخرى يجب اعتبارها بمثابة إنذار للحزب الديمقراطي عما قد يصيبه في انتخابات 2022 النصفية، التي ربما تكون نتائجها أسوأ ما لم يتخذ خطوات عاجلة لتحسين الواقع المعيشي للطبقة العاملة الأميركية.

إضافة إلى خسارة الديمقراطيين السباق للفوز بمنصب الحاكم في فرجينيا، فقد خسروا أيضاً السباقات للفوز بمناصب نواب الحاكم والمدعي العام في الولاية. الديمقراطيون في فرجينيا خسروا حتى أغلبيتهم المسيطرة على مجلس مبعوثي الولاية (وهو غرفة مجلس النواب الموسع أو الكومنولث في فرجينيا). وفيما يبدو أن الحاكم الديمقراطي في نيوجيرزي فيل مورفي Phil Murphy  في طريقه إلى الفوز، فإن هامش فوزه على خصمه خلال كتابة هذه المقالة لم يتجاوز النصف نقطة مئوية، وهذ يحدث في ولاية سيطر عليها الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة بفارق 16 نقطة العام الماضي.

وفي منطقة بافلو Buffalo بولاية نيويورك المعروفة بأنها ثاني أكبر مدن ولاية مبنى الإمباير ستايت Empire State، يبدو أن مرشحة الحزب الديمقراطي إنديا والتون India Walton خسرت معركتها لمصلحة العمدة السابق في المنطقة بايرون براون، وهي كانت تغلبت عليه خلال الانتخابات التمهيدية في يونيو الماضي. وحلقت حملة براون بقوة بمساعدة من أنصار الحزب الجمهوري الذين أضافوا اسمه write-in campaign إلى أوراق الاقتراع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لن يتطلب الأمر من الديمقراطيين إجراء بحث معمق لمعرفة ما يريده الناخبون تحديداً، فقد كشف استطلاع للرأي أجرته كل من "مورنينغ كونسالت" Morning Consult بالاشتراك مع موقع بوليتيكو Politico أن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع من أنصار الحزبين، يدعمون بشكل كامل السياسات الرئيسة في برنامج الرئيس بايدن (وهو مشروع قانون من أجل البناء بشكل أفضل) the Build Back Better Act.

 ومن خلال عينة جمعت من الناخبين المسجلين من الحزب الديمقراطي والجمهوري والمستقلين، دعم 70 في المئة من هؤلاء برنامج تقديم الدعم المادي للعائلات وإجازات الأمومة (الممددة) للعائلات التي رزقت مولوداً جديداً، كما أجاز 72 في المئة من المشاركين السماح لبرنامج الضمان الصحي "ميديكير" Medicare بالتفاوض (مع شركات الأدوية) على ثمنها، وأعرب 82 في المئة من هؤلاء عن دعمهم توسيع تغطية الضمان الصحي لتشمل طب الأسنان ومشكلات النظر، وقال 78 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون إضافة معالجة مشكلات السمع إلى برنامج الضمان الصحي "ميديكير".

بصوت عال عبر الناخبون عما يريدون أن يحققه الكونغرس الأميركي، لكن تلك السياسات تم حذفها من مشروع القانون، خصوصاً بسبب المعارضة التي لقيتها تلك من كل من العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن غرب فرجينيا جو مانشين Joe Manchin، وعضو المجلس الديمقراطية أيضاً عن ولاية أريزونا كيرستين سينيما Kyrsten Sinema.

السيناتور مانشين عارض علانية مشروع القانون المقترح بتوسيع تغطية برنامج "ميديكير"، وجاء ذلك على الرغم من أن الولاية التي يمثلها مانشين تعتبر ثالث الولايات الأميركية لناحية نسبة المسنين بين سكانها، فـ 20 في المئة تقريباً من سكان ولاية غرب فرجينيا هم فوق عمر الـ 65 عاماً، وكانوا ليستفيدوا مباشرة من مشروع دعم نظام الضمان الصحي الأميركي الذي اقترحه بايدن. وعلى الرغم من أن ولاية أريزونا تحتل المرتبة الـ 12 من حيث نسبة المسنين فيها في الولايات المتحدة، وحيث الشيوخ يمثلون نسبة 18 في المئة من سكانها، تعارض السيناتورة سينيما Sinema توسيع تغطية "ميديكير" لتشمل مشكلات النظر وطب الأسنان، وهي تعارض أيضاً منح "ميديكير" سلطة التفاوض مع شركات الأدوية على أسعارها، (مع العلم أن عضو مجلش الشيوخ سينيما قد حصلت على حوالى 600 ألف دولار أميركي كتبرعات لدعم المسار المهني من قطاع الصيدلة في البلاد).

إصلاحات نظام الضمان الاجتماعي لا تتمتع فقط بالشعبية بين المواطنين، بل إن المجتمع بأمس الحاجة إليها. في العام الماضي أفادت تقديرات مركز الغرب الصحي للسياسات West Health Policy Center أن حوالى 1.1 مليون مسن قد يموتون في العقد المقبل لعدم قدرتهم على تأمين كلف شراء أدويتهم.

في هذه الأثناء، أعيد اعتماد إجازة الأسابيع الأربعة بدلاً من 12 أسبوعاً المقترحة في الأساس كإجازة أمومة في مسودة مشروع "قانون من أجل البناء بشكل أفضل" Build Back Better، بعد احتجاجات الناشطين الديمقراطيين الذين أسهموا إلى حد كبير في إيصال بايدن إلى السلطة، ولكن لا يبدو واضحاً بعد ما إذا كان السيناتور مانشين سيعترض أيضاً على جائزة الترضية الصغيرة هذه.

حتى في ظل الأغلبية التي يتمتع بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، سيحتاجون إلى أصوات 50 من أعضائه للمصادقة على المشروع، كي يتم اعتماده في إجراءات التعديلات على الموازنة العامة، إضافة طبعاً إلى صوت نائب الرئيس كامالا هاريس المرجح، خصوصاً وأن الجمهوريين متحدين في معارضتهم للمشروع برمته.

وبالاستناد إلى الشعبية الواسعة التي تتمتع بها بنود مشروع القرار المقترح، فإن ذلك يعني أن كل من السيناتور مانشين وسينيما يعتبران مسؤولين مباشرة عن حرمانهما الشعب الأميركي من الحصول على ما يريدونه، ولو كانت النتائج الأخيرة المخيبة للآمال للديمقراطيين مؤشراً إلى شيء، فهي أن معارضة مانشين وسينيما لبرنامج الرئيس بايدن من شأنها مساعدة الجمهوريين على السيطرة على الكونغرس في مثل هذه الأيام من السنة المقبلة.

جائحة "كوفيد-19" كانت الأكثر فتكاً في التاريخ الأميركي، فقد أدت إلى مقتل حوالى 750 ألف أميركي، وما زال هذا العدد يتزايد، وهذا الحجم من الخسائر في الأرواح لم يتخط عدد ضحايا جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت البلاد عام 1918 وحسب، بل تعتبر هذه الحصيلة أكبر من الخسائر التي منيت بها القوات المسلحة الأميركية نتيجة 10 حروب رئيسة خاضتها هذه القوات على مر تاريخ البلاد منذ تأسيسها.

إن الجمود في سلم الأجور إضافة إلى ظروف العمل التي لا تطاق [العصية على الاحتمال]، أديا إلى انطلاق موجة من الإضرابات في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة لتضرب قطاعات إنتاجية مختلفة، فالطبقة العاملة الأميركية تعبت وتشعر بالاستياء، لأنها كانت تعول على الديمقراطيين للقيام بالمهمة التي أسندها إليهم المواطن بعد انتخابهم للتخفيف من حجم معاناته.

وعندما صوت الناخب الأميركي لمصلحة الحزب الديمقراطي عام 2020، قاموا بذلك لأن الديمقراطيين تعهدوا بأن يرتقوا إلى حجم المرحلة الحاسمة التي نمر بها.

تقليص مشروع الرئيس من إصلاحات وتوسعة شبكة الأمان المجتمعي ولمرة واحدة في عمر هذا الجيل إلى خليط من الحسومات الضريبية بعد إلغاء أكثر عناصر مشروع القرار شعبية هو بمثابة فشل في مواجهة الأزمة التي تواجهها الطبقة العاملة الأميركية، ولو واصل الديمقراطيون السير في هذا النهج من التراجع وتدوير الزوايا بدلاً من تنفيذ الالتزامات التي وعدوا بها، فإنهم سيخسرون خسارة مدوية في انتخابات 2022 النصفية، وأعتقد أنهم يستحقونها [الخسارة].

*كارل غيبسون صحافي وكاتب مقالة حر، ويمكن متابعته عبر حسابه في "تويتر" @crgibs

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء