Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوز المرشح الجمهوري في انتخابات حاكم فيرجينيا نذير شؤم للديمقراطيين

يحمل الحدث دلالات عدة بشأن شعبية الرئيس بايدن وحزبه قبيل استحقاق 2022

صوّر الديمقراطيون التصويت لغلين يونغكين باعتباره تصويتاً لترمب (أ ف ب)

مثّل الفوز المثير للمرشح الجمهوري، غلين يونغكين، على منافسه الديمقراطي تيري مكوليف، في الانتخابات التي أُجريت لاختيار حاكم ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة، جرس إنذار قوي للحزب الديمقراطي قبل عام على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، ينبئ بتهديد سيطرة الديمقراطيين على الكابيتول هيل.

لا تتوقف دلالات فوز يونغكين عند حدود تراجع شعبية الديمقراطيين في ولاية تحولت نحو اليسار الديمقراطي خلال العقد الماضي، وفاز بها الرئيس الأميركي جو بايدن في انتخابات 2020 بفارق 10 نقاط عن منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب. فربما يزيد قلق الديمقراطيين بما يحمله هذا الفوز من دليل على قدرة منافسيهم على اقتناص انتصارات انتخابية مقبلة، على الرغم من محاولات تصوير التصويت ليونغكين باعتباره تصويتاً لترمب، في محاولة لتنفير الناخبين.

وكانت عمليات فرز ثلاثة أرباع الأصوات، قد أظهرت في وقت سابق تقدم يونغكين، رجل الأعمال الذي لا يمتلك خبرة سياسية وأحد مؤيدي ترمب، بفارق ثماني نقاط على مكوليف الذي تلقى دعماً من صقور الحزب الديمقراطي خلال حملة الانتخابات. وقبل إغلاق مراكز الاقتراع، قال بايدن من غلاسكو حيث يشارك في مؤتمر "كوب 26" للمناخ، "سنفوز" في هذه الانتخابات حتى لو كانت النتائج "متقاربة"، داعياً الديمقراطيين إلى التصويت.

وتقول وسائل الإعلام الأميركية إن الانتخابات التي تعد الاختبارات الرئيسية الأولى لتوجهات الناخبين منذ أن تولى بايدن منصبه في يناير (كانون الأول) 2020، تشير إلى تزايد الإحباط بين الأميركيين تجاه الإدارة الحالية. وتؤكد أنه على الرغم من خروج ترمب من منصبه، فإنه لا يمكن للديمقراطيين أن يفوزوا في معاركهم الانتخابية من خلال مواصلة التركيز على الرئيس السابق في خطابهم السياسي.

عام مقبل مقلق

النتائج، في نهاية المطاف، تنبأ بعام مقبل مقلق بالنسبة إلى الديمقراطيين الذين سيواجهون تحدي الحفاظ على غالبية ضئيلة في الكونغرس. ففي ولاية نيوجيرسي، التي فاز فيها بايدن بهامش واسع في انتخابات العام الماضي، بالكاد استطاع حاكمها الديمقراطي فيل مورفي الإفلات من الخسارة. ما يعزز الشعور بأن الناخبين باتوا يفقدون الثقة في حزب الرئيس، في الوقت الذي يكافح للوفاء بوعده بإعادة حياة الأميركيين إلى طبيعتها بعد جائحة كورونا (كوفيد-19)، واستعادة كفاءة البيت الأبيض على صعيد القضايا المختلفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليس ذلك فحسب، فإن السباق حول منصب حاكم فرجينيا كان يُنظر إليه باعتباره استفتاء على رئاسة بايدن نفسه. وعانى الرئيس الأميركي صيفاً شديد الحرارة بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان الذي زعزع الثقة في قيادته وقلل من شعبيته، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأميركية.

وربما لعب الانقسام الداخلي دوراً، إذ أمضى نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس، أسابيع في الخلاف في ما بينهم بشأن خطة الإنفاق الاجتماعي والبيئي التاريخية، وهي حجر الزاوية في أجندة بايدن. وقد اضطر الرئيس الأميركي إلى خفض قيمتها إلى 1.75 تريليون دولار، أي نصف ما كانت عليه في المشروع الأساسي، بعد خلاف واسع بشأنها.

هوس ترمب

وينشغل كثيرون داخل الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام الأميركية بتداعيات أحداث الشغب التي وقعت في الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، ويركزون بشكل مفرط على دور ترمب فيها. ويرى المراقبون في الولايات المتحدة أن نتائج انتخابات حكام الولايات، الثلاثاء 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، تشير إلى أن الناخبين يركزون على تهديدات ملموسة لمجتمعهم وحياتهم أكثر من تآكل الديمقراطية الأميركية التي يعكسها شغب يناير.

إضافة إلى ذلك، فإنه بينما حافظ يونغكين على إبقاء ترمب خارج الصورة خلال حملته الانتخابية، أصر منافسه مكوليف على وصف التصويت للمرشح الجمهوري باعتباره تصويتاً على ولاية جديدة لترمب في البيت الأبيض. وتقول شبكة "سي أن أن" إن كل من مكوليف وبايدن ونائبته كامالا هاريس والرئيس الأسبق باراك أوباما قد أخطأوا في الحسابات من خلال الاعتقاد بأن أفضل طريقة لهزيمة يونغكين هي تصويره على أنه استنساخ لترمب، على الرغم من أن سلوكه لا يشبه كثيراً الرئيس السابق.

نموذج للجمهوريين

وتسند وكالة "أسوشيتد برس" فوز يونغكين إلى عوامل عدة، إذ إنه كان قادراً على الاستفادة من اللامبالاة الواضحة بين القاعدة الانتخابية الرئيسية للديمقراطيين الذين ربما شعروا بالملل بعد سنوات من الانتخابات التي كان يُنظر إليها على أنها فوز محتوم. واستطاع يونغكين استغلال تعثر منافسه الديمقراطي بعد أن اقترح خلال إحدى المناظرات أن يكون للآباء دور ضئيل في المناهج المدرسية.

ولعل الأهم من ذلك، هو أن يونغكين انتصر في مهمة شكلت تحدياً لغيره من الجمهوريين، إذ استطاع اجتذاب قاعدة ترمب التصويتية، مع جذب ناخبي الضواحي الذين كانوا يرفضون سلوك الرئيس السابق المثير للانقسام. فخلال حملته الانتخابية، أعلن يونغكين دعمه لـ "نزاهة الانتخابات"، في إشارة إلى مزاعم ترمب بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد سُرقت. وركز المرشح الجمهوري على التعليم والسياسات الملائمة للأعمال وتجنب القضايا الجدلية مثل الإجهاض.

واستطاع يونغكين تقديم نموذج مهم للجمهوريين في السباقات المستقبلية التي تنطوي على قاعدة كبيرة من الناخبين الديمقراطيين أو المستقلين. فوفقاً لـ "سي أن أن"، فإن يونغكين لم ينتصر فحسب، لكنه أظهر للجمهوريين في كل مكان كيفية الفوز، في الدوائر التي خسرها الحزب الجمهوري في انتخابات عامي 2018 و2020 أيضاً.

المزيد من تقارير