Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستتأثر أوروبا بحال اندلاع مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر؟

تفجر الأوضاع في شمال أفريقيا قد يفيد بعض الأطراف في الحصول على مزايا اقتصادية

يفسر مراقبون عدم تفاعل دول الإتحاد الأوروبي مع توتر العلاقات بين الرباط والجزائر بالاطمئنان إلى أن الحرب بعيدة من الاندلاع (أ ف ب)

أثار التزام دول الاتحاد الأوروبي الصمت حيال التصعيد الحاصل بين الجزائر والمغرب الاستغراب وطرح علامات استفهام عدة، وما بين القبول والتخوف يتساءل المراقبون عن انعكاسات تفاقم الأوضاع على القارة الأوروبية.

تفسيرات ومشكلات

وفي حين يفسر مراقبون عدم تفاعل دول الإتحاد الأوروبي مع توتر العلاقات بين الرباط والجزائر بالاطمئنان إلى أن الحرب بعيدة من الاندلاع بين الجارين اللدودين، يرى آخرون أن كل الاحتمالات واردة مما يستدعي الاستعداد لما قد يترتب على مواجهات مسلحة من مشكلات، تكون دول جنوب أوروبا أول المتضررين منها.
ويُعد نزوح مهاجرين ولاجئين وتنامي النشاط الإرهابي وتهديد المصالح الغربية وضياع إحدى أهم الأسواق الاستهلاكية للسلع الأوروبية، أبرز التحديات التي تواجه أوروبا في حال اندلاع حرب بين الجزائر والمغرب.

السياسية الأوروبية

وقالت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية عابر نجوى إن "السياسات والردود الأوروبية لا يمكن أخذها ككتلة موحدة، وإن أظهرت النخب السياسية الأوروبية شيئاً من النفاق السياسي في الخطابات والتصريحات التي تصدرها تحت قبة هيئاتها الرسمية"، مضيفة أن "مصالح الدول الأوروبية متضاربة إلى حد العداء والابتزاز والمواجهة العسكرية، وهذا ما عكسته التجاذبات في ليبيا التي تحولت إلى ساحة للعراك بين أطراف أوروبية عدة، على غرار المواجهة بين فرنسا وإيطاليا، وأيضاً التوتر وتبادل التهم بين فرنسا وإسبانيا على خلفية ملف الهجرة وتهرب باريس من التزاماتها الدولية، من دون الخوض في تفاصيل التوتر بين دول الشمال والجنوب".

وزادت نجوى أن "تبعات كورونا أفرزت وضعية تشي بقرب تفكك الاتحاد الأوروبي الذي كان هدفه أساساً احتواء ألمانيا والعمل على عدم تحولها إلى وضعية العداء والتوسع مجدداً، وعليه فإن تفجر الأوضاع في شمال أفريقيا، وإن أخفت فرنسا رغبتها في حدوثه، يبقى أملاً وهدفاً تعمل أطراف أوروبية عدة على تحقيقه، لأن الحرب بغض النظر عن تبعاتها التي تحمل ملايين المهاجرين وزيادة أعباء أوروبا ومخاوفها في ما تعلق بتنامي الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية، تمنح هامشاً لخلط الأوراق والحصول على بعض المزايا في الدول المنهارة، بحسب الحال الليبية".

الهجرة غير النظامية والنزوح

وبالعودة للأرقام المقدمة بخصوص ملفات وظواهر عدة خلال فترة السلم، والتي تهدد أوروبا في حال وقوع الحرب، يمكن الجزم بأن التزام الصمت إنما هو تعبير عن أن الأمر لا يعدو كونه توتراً في نطاق محدود، إذ كشفت الجزائر عن إنقاذ 701 مهاجر غير نظامي عبر البحر خلال أسبوع، كانوا على متن قوارب متجهة نحو إسبانيا وإيطاليا، بينما أشارت وثيقة لوزارة الداخلية الإسبانية إلى وصول نحو 11200 مهاجر غير نظامي منذ بداية العام الحالي وحتى 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، انطلقوا على متن قوارب من السواحل الجزائرية.
كما وصل أكثر من 27 ألف مهاجر مغربي بحراً إلى البر الإسباني وجزر البليار والكناري بين يناير (كانون الثاني) وأواخر سبتمبر من العام الحالي، بزيادة قدرها 54 في المئة عن الفترة ذاتها من عام 2020، وفق أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، في وقت ذكرت منظمة "كاميناندو فرونتيراس" الإسبانية غير الحكومية التي ترصد اتصالات طلب المساعدة من المهاجرين في البحر أن أكثر من 2000 شخص لقوا حتفهم أو فقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري خلال العام الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أسواق استهلاكية بامتياز وثاني مورد للغاز

ومن الناحية الاقتصادية، استفادت المنتجات الأوروبية من إعفاءات جمركية تقارب 30 مليار دولار، ومن ضخ منتجات فاقت قيمتها 200 مليار دولار في السوق الجزائرية منذ دخول اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حيز التطبيق، في حين يصل التصدير الأوروبي إلى المغرب لما يقرب من 17 مليار يورو في السنة.
وتعد الجزائر ثاني أكبر ممون لأوروبا بالغاز بعد "غازبروم" الروسية عبر ثلاثة أنابيب عابرة للقارات بعقود طويلة الأمد، تضمن لأوروبا نحو 36 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، أي 30 في المئة من حاجات الأوروبيين الغازية، وفي مقدمهم إيطاليا بنسبة 60 في المئة ثم إسبانيا بـ 20 في المئة وفرنسا بـ 12 في المئة والبرتغال رابعة بستة في المئة، وتأتي سلوفينيا في المركز الخامس بواحد في المئة.

الإرهاب

ويعتبر تنامي الإرهاب وتهديد المصالح الغربية من المخاوف التي تأخذها أوروبا على محمل الجد، بخاصة في ظل النشاط المتصاعد للجماعات المتطرفة في منطقة الساحل وليبيا، والذي بات يحصد مئات الضحايا من المدنيين والعسكريين المحليين، ومن القوات الأوروبية العاملة في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن ينتقل إلى أوروبا في حال توفر الظروف المناسبة التي من بينها الفوضى والحرب.

فرض الاحترام المتبادل

في السياق، اعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بريك الله حبيب أنه "في حال اندلاع حرب فإن انعكاساتها على الضفة الأخرى ستكون غير مريحة، وستعصف بالمصالح المشتركة والعلاقات المتنوعة بينها وبين الجزائر والمغرب، كونهما الدولتين المحوريتين في أفريقيا، لذلك أعتقد أن دول الاتحاد الأوروبي لن تقف مكتوفة الأيدي وستحاول أن تحافظ على مصالحها داخل هاتين الدولتين، وتفرض نوعاً من الاحترام المتبادل".

وختم بالقول إن "الجزائر لن ترضخ لمثل هذه الاستفزازات التي تمارسها بعض الجهات المغرضة، عبر استخدام المغرب كدرع ودفعه إلى حرب بالوكالة مع الجزائر".

المزيد من العالم العربي