Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يشعل انسحاب أميركا من المعاهدة النووية سباق التسلح في آسيا؟

بوتين يُحذّر من العودة لحقبة الحرب الباردة وصحيفة صينية رسمية تتحدث عن قدرة بكين على محو الوجود الأميركي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن قرار واشنطن الانسحاب من اتفاق أسلحة نووية يعود إلى حقبة الحرب الباردة، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، ومواجهة بين القوى العالمية في شرق آسيا، داعياً إلى حوار عاجل.

وفي حديثه خلال قمة شرق آسيا السادسة عشرة الأربعاء الماضي، قال بوتين "لقد حذرنا مراراً وتكراراً من أن إنهاء معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى [INF] يعني أن المنطقة تواجه احتمال ظهور هذه الأسلحة الضاربة عبر أراضيها الشاسعة، وسباق تسلح جديد نتيجة لذلك".

وقال الرئيس الروسي، في تصريحات نقلتها "روسيا اليوم"، إنه وعلى الرغم من قرار الرئيس السابق دونالد ترمب الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في أغسطس (آب) 2019، فإن موسكو "أعلنت وقفاً اختيارياً أحادي الجانب لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأجزاء أخرى من المنطقة". ووفقاً لبوتين، فإن "الاقتراح الروسي لا يزال مفتوحاً، وتزداد أهميته".

وأضاف بوتين إن التعاون مع الدول الأخرى "هو الطريقة الوحيدة، من وجهة نظرنا، لوقف التهديدات القائمة والناشئة وحل المشكلات التي تؤثر في منطقتنا والعالم ككل". وأضاف أن الحوار يحتاج إلى التركيز على "التنمية المستدامة وتحسين رفاهية السكان"، وأصر على أن موسكو "مستعدة للمشاركة في أي محادثات من هذا القبيل".

وكانت واشنطن قد ألقت باللوم على روسيا في انسحابها من المعاهدة على الانتهاكات المزعومة للاتفاق النووي. في حين نفت موسكو المزاعم، وقالت إن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية في وسط أوروبا تنتهك شروطها، مما دفع الكرملين إلى تعليق مشاركته في المعاهدة في اليوم التالي لإعلان واشنطن أنها لن تكون مُلزمة بها.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال السكرتير الصحافي لبوتين، دميتري بيسكوف، إن موسكو غير مهتمة بإشاعات بأن الصين اختبرت صاروخاً ذا قدرة نووية يمكنه أن يدور حول الأرض ويضرب أهدافاً أسرع من سرعة الصوت. وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن الإطلاق المزعوم لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت "فاجأ الاستخبارات الأميركية".

ومنذ ذلك الحين، حذّر روبرت وود، سفير الرئيس جو بايدن لدى الأمم المتحدة، من أن "التكنولوجيا فوق الصوتية هي أمر نشعر بالقلق حياله، والتطبيقات العسكرية المحتملة لها، وقد امتنعنا عن متابعته".

ووفقاً لبيسكوف، فإن التطور، الذي رفضت بكين تأكيده، لا يشكل تهديداً لموسكو، لأن "لدينا علاقات تحالف مع الصين" التي، كما قال، "تطور قواتها المسلحة وأنظمة أسلحتها، لكنها ليست كذلك فهي تتجاوز إطار أي اتفاقيات دولية".

وفي بداية أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت روسيا أنها أطلقت بنجاح صاروخ زيركون المضاد للسفن الذي تفوق سرعته سرعة الصوت من غواصة نووية للمرة الأولى في التاريخ. وقد حذر قادة عسكريون أميركيون سابقاً، من أن الزركون يشكل تحديات غير مسبوقة للاكتشاف والاعتراض بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.

تغريدة صينية تثير جدلاً

المثير هو توقيت تصريحات رئيس تحرير صحيفة "غلوبال تايمز" اليومية الصينية التي تديرها الدولة الصينية والتي قال فيها "إن مطابقة عدد الأسلحة النووية مع واشنطن مهمة حمقاء، عندما يكون كل ما يتطلبه الأمر لردع ناجح هو امتلاك ما يكفي لمحو الولايات المتحدة مرة واحدة".

وغرّد هو شيجين يوم الأربعاء قائلاً: "الصين لن تشارك في سباق تسلح نووي مع الولايات المتحدة. نعتقد أنه من الغباء. أعلم أن الولايات المتحدة يمكن أن تدمر الصين 10 مرات، لكننا سوف نتأكد من أن لدينا القدرة الكاملة على تدمير الولايات المتحدة مرة واحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء ذلك تعليقاً على مقال رأي كتبته لورا جريجو، الزميلة في مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للأمن والسياسة النووية، التي حذرت من أن تطوير الولايات المتحدة لأنظمة الدفاع الصاروخي دفع روسيا والصين وغيرهما إلى تطوير أسلحة أكثر خطورة قادرة على إلحاق الهزيمة بها.

حيث كتبت جريجو، مشيرة إلى التقارير الأخيرة عن اختبار صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت وإلى أن بكين نفت بشكل غير مباشر.

وهذه بالضبط النقطة التي أثارها هو في الأسبوع الماضي، حيث حثّ الولايات المتحدة على "التخلي عن الفكرة المجنونة القائلة بأن بإمكانها ضرب الصين وروسيا، لكنهما لا تستطيعان ضربها". وكيف ساعدت عقيدة التدمير المتبادل (MAD) في حقبة الحرب الباردة على نزع فتيل التوترات النووية.

كان هو مسؤولاً عن "غلوبال تايمز" منذ إطلاق الصحيفة اليومية باللغة الإنجليزية في عام 2009، تحت رعاية "بيبولز ديلي"، الصحيفة الرئيسة للحزب الشيوعي الصيني.

تغريدة الأربعاء هي نسخة أقصر وأكثر حدة من الحجة التي طرحها قبل عشرة أيام، قائلاً إن تطوير الصين للردع النووي يهدف إلى "ضمان تخلي الولايات المتحدة عن فكرة الابتزاز النووي ضد الصين، أو استخدام القوات النووية لسد الفجوة. لأن القوات الأميركية التقليدية لا تستطيع سحق الصين".

في حين تسببت التقارير التي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر عن قيام جيش التحرير الشعبي باختبار بنجاح لصاروخ فرط صوتي عابر للقارات بقدرة نووية، بإثارة القلق في واشنطن، حيث قال مسؤولون أميركيون إنهم فوجئوا.

في مقابلة يوم الأربعاء، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي إن "الحدث المهم للغاية" كان "مقلقاً للغاية" و"قريباً جداً" من لحظة سبوتنيك، في إشارة إلى صدمة 1957 للغرب عندما كان الاتحاد السوفياتي أطلق أول قمر اصطناعي مداري على الإطلاق.

روسيا كانت قد أذهلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بطريقة مماثلة في عام 2018، حيث طرحت العديد من أنظمة الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك صاروخان تفوق سرعتهما سرعة الصوت، "كينجال" و"أفانغارد". وجرى اختبار نظام صاروخي آخر تفوق سرعته سرعة الصوت، يطلق عليه اسم "زيركون"، بنجاح منذ ذلك الحين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير