Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تعيد "الكنداكة" حيوية الثورة السودانية من جديد؟

مشاركة النساء في احتجاجات ديسمبر أسهمت في تغيير قوانين مجحفة بحقهن

دور المرأة السودانية كان حاضراً بقوة خلال الثورات الشعبية (أ ف ب)

لطالما كانت المرأة السودانية في الصفوف الأولى خلال الثورات الشعبية، حتى أنها كانت من أوائل مناهضي الاستعمار وشاركت في المعارك لإسقاطه.

وفي جميع الثورات السودانية كان وجود السيدات بمثابة تشجيع للرجال، حيث كانت المرأة تعالج الجرحى، وتعتصم طوال الليل وتطالب بالحقوق وتشارك في صنع القرار، وتغير القوانين التي تنتقص من حقها ومن ثم تعتلي أرفع المناصب كرئاسة القضاء والوزارات بمختلفها. 

يلهمن العالم

مشاركة المرأة السودانية في الاحتجاجات الشعبية ألهمت العالم، ومنذ بداية ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، كانت محط الأنظار والإعجاب. ومن داخل ميدان اعتصام القيادة العامة قدمت أدواراً بطولية، على رغم حساسية الموقف آنذاك وتعرضها لأبشع أنواع الضرب والتنكيل، لكن موقفها بقي ثابتاً وهو إسقاط الحكومة العسكرية والمطالبة بحكومة مدنية. 

لم يكن غريباً أن تواصل المرأة السودانية نضالها بعد سيطرة القيادة العسكرية على السلطة، فشاهدناها في نفس الموقف، في الصفوف الأولى تقف للمطالبة بالحقوق وإسقاط الدكتاتورية. أما الصحافيات والطبيبات وعلى رغم أنهن كن وجهاً لوجه مع القمع إلا أنهن لم يتزحزحن عن مواقفهن. 

أبدى العالم من جديد إعجابه بنضال السودانيات، وغردت الخارجية الأميركية على "توتير" "قادت نساء السودان ثورة 2019، ولن يتم إسكاتهن في 2021، يلهمن العالم مجدداً بشجاعتهن". 

في هذا السياق قالت الطبيبة عبير ضرار "المواكب تبدأ بـ (زغرودة الكنداكة)، على رغم كل الانتهاكات التي تتعرض لها الكنداكة، لكنها لا تتراجع ولا تستسلم، والطبيبات كن في الصفوف الأمامية وفي المواكب وإسعاف الجرحى والمصابين في المستشفيات".

وأضافت ضرار "رسالتي للعالم ضرورة دعم السودان في هذه المحنة والتضامن معهم في هذه المحنة، ويجب أن يكون هناك ضغط دولي على البرهان، نحن نحلم بوطن يشبهنا، نحقق فيه أحلامنا بسلام، وتحقيق الأمن من الضروريات مع حرية الرأي والديمقراطية ووقف القمع والقهر". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تغيير القوانين 

نجحت المرأة السودانية في تغيير قوانين حساسة جداً كانت تطوق أعناق النساء وتمنعهن من القيام بأبسط حقوقهن، حيث تم تجريم العنف على النساء وتجريم الانتهاكات الجسدية، وأجريت تعديلات على المادة (152) والتي تتعلق بجلد النساء تحت تهمة ارتداء أزياء فاضحة، ومن ثم جرى سن قانون يجرّم الختان رسمياً، وهو الفعل الأكثر انتشاراً في السودان حيث تتعرض حوالى 80 في المئة من النساء للانتهاك بسببه. ووصلت عقوبته إلى 3 سنوات مع دفع غرامة في حال ارتكاب الجُرم. 

في هذا السياق تقول الناشطة ميسم الهادي إن "وجود النساء في الحراك الاحتجاجي ليس فقط ضرورة بل هو أساس الثورة، لأن النساء أكثر الفئات اللواتي يعانين من الانتهاكات الجسدية والنفسية من الحكومات العسكرية، والتي تجعل من المرأة شخصية لا ضرورة لوجودها في المناصب المهمة، بل حتى أن وجودها أحياناً يكون موضع سخرية، لأن العسكر دائماً ما يروج على أن النساء ضعيفات". 

وتواصل الهادي "ثورة ديسمبر ساعدت في القضاء على مظاهر كثيرة من العنف المفروض على النساء في السودان، وقضت على قوانين كثيرة مجحفة في حقهن، أبرزها قانون النظام العام والذي كان يسمح بضرب السيدات في الشارع العام في حال ارتداء البنطال، أعتقد أن العنف الذي مارسه نظام البشير العسكري لمدة 30 عاماً جعل النساء أكثر غبناً على الحكومات العسكرية. لذلك نجدهن دائماً في الصفوف الأولى لضمان حقهن أولاً، وحماية بلدهن ثانياً". 

وترى الهادي أن "مشاركة النساء أمر مهم لأنه بذلك يعزز من وجود المرأة ويبث الحماسة في نفوس إخوانهن وآبائهن. ولا أعتقد أن هناك فرق بين الاثنين، فكلاهما خرجا لهدف واحد، ومن المعلوم أن الكنداكة لها بصمة قوية في شحذ همم الشباب، وهذا الأمر منذ زمن طويل. تقوم النساء بتأليف الأغاني الحماسية للجنود والعساكر لتقوية هممهم في المعارك. والآن ما يحدث في الشارع هو معركة حقيقية".

خطط مستقبلية

ليس الوضع الراهن هو ما يشغل النساء السودانيات، بل المستقبل يهمهن أكثر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمناصبهن في الحكومة والقوانين المتعلقة بكرامتهن.

الناشطة الحقوقية براءة السيد قالت إن "مستقبل المرأة السودانية، خصوصاً في البلدان العربية، محط قلق، لأن القوانين تتغير بتغير الحكومات، لا سيما تلك المتعلقة بكرامتهن، لذلك وجودهن في الشارع أمر مهم، ومطالبهن جزء لا يتجزأ من مطالب الشارع الأخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير