اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مساء الأحد، 17 أكتوبر (تشرين الأول)، في خطاب متلفز، أن تسليم رجل الأعمال أليكس صعب، الذي يُعتبر وسيطاً مهماً لدى كراكاس، إلى الولايات المتحدة، "إحدى أشنع المظالم في العقود الأخيرة"، وقال مادورو، "فنزويلا تعمل في الأمم المتحدة بنيويورك، وفي جنيف لدى منظمات حقوق الإنسان. نحن نعمل على كل المستويات".
"خطف"
كما قدّم مادورو روايته لما سماه بعملية "خطف" صعب، قائلاً، "وصلت طائرة. نزل بلطجية وبحثوا عنه وأخرجوه من خلال ضربه، لأخذه بعيداً من دون إخطار محاميه أو عائلته أو أي شخص آخر".
وأكد رجل الأعمال أليكس صعب المقرّب من السلطة الفنزويلية، والذي سلمته دولة الرأس الأخضر، السبت، إلى الولايات المتحدة، في رسالة قرأتها زوجته، الأحد، خلال تجمع عام في كراكاس أنه "لن يتعاون مع السلطات الأميركية" بل "سيواجه محاكمته بكرامة".
تظاهرة
وخلال تظاهرة دعماً لزوجها، نظمتها السلطات الفنزويلية، وضمت نحو 300 شخص، قرأت كاميلا فابري وهي تبكي نص الرسالة التي جاء فيها، "سأواجه محاكمتي بكرامة تامة (...) أريد أن أكون واضحاً: لست مضطراً للتعاون مع الولايات المتحدة. لم أرتكب أي جريمة".
وأضاف صعب في رسالته، "أُعلن أنني في كامل قواي العقلية، ولن أقدم على الانتحار، في حال قاموا باغتيالي من أجل أن يقولوا لاحقاً إنني انتحرت".
وصعب الذي يعتبر وسيطاً مهماً للسلطة الفنزويلية، يُفترض أن يحضر "أول جلسة قضائية له يوم الاثنين" في محكمة بفلوريدا، على ما قالت وزارة العدل الأميركية في بيان.
"جبن"
وقال الصحافي روبرتو دينيز المتخصص في الملف "يمكن (لصعب) أن يكشف أشياء عن الترتيبات وتداول الأموال والتكاليف المضخمة، لقد كان الركيزة الأساسية لشؤون نظام مادورو مع الدول الحليفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدثت زوجة صعب عن عملية تسليمه إلى الولايات المتحدة، قائلة، "كل شيء تم من وراء ظهور المحامين وظهرنا"، وأضافت فابري، وهي أم لفتاتين، إن سلطات الرأس الأخضر والولايات المتحدة تعاملتا بـ "جبن"، وقالت، "أكثر ما يزعج الولايات المتحدة هو أن زوجي لن ينحني أبداً، لديه قوة الحقيقة والبراءة".
غسل الأموال
ويشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتهم أيضاً بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها، ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاماً.
واعتقل صعب الذي اتهم بغسل أموال في يوليو (تموز) 2019 في ميامي، عندما توقفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف يونيو (حزيران)، 2020 للتزود بالوقود، وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرر القضاء في الأرخبيل مصيره.
تعليق المفاوضات
وردت فنزويلا بغضب على تسليم صعب، وعلقت المحادثات مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في مكسيكو.
وفي بيان، قال رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيز الذي يرأس وفد الحكومة الفنزويلية إلى الحوار مع المعارضة، إن "وفدنا يعلن تعليق مشاركته في طاولة المفاوضات والحوار"، وأضاف، "لن نحضر الجولة (الرابعة) التي كان مقرراً أن تبدأ في 17 أكتوبر، احتجاجاً على الاعتداء الوحشي (...) على أليكس صعب".
وكانت كراكاس تأمل بأن يكون صعب عضواً في الوفد الحكومي إلى هذا الحوار المتعلق بإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.