Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي "مستعد" للقاء الايرانيين

طهران تنتقد "الازدواجية" في تعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية معها ومع إسرائيل

نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري مستقبلاً منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران، إنريكي مورا في طهران في 14 أكتوبر الحالي (أ ف ب)

أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة "استعداده" لاستقبال مسؤولين ايرانيين في بروكسل، لكنه دعا إيران في الوقت نفسه إلى عدم إضاعة مزيد من الوقت والعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.
وصرح بوريل لصحافيين في واشنطن "أعلم أن الإيرانيين يريدون في شكل ما محادثات مسبقة معي بوصفي منسقا، ومع بعض الأعضاء الآخرين في مجلس" اتفاق 2015 حول النووي الإيراني، مضيفا "أنا مستعد لذلك، لكن الوقت ينفد" لانقاذ الاتفاق.
وزار مفاوض الاتحاد الاوروبي المكلف الملف انريكي مورا طهران الخميس حيث حض الحكومة الايرانية على استئناف المفاوضات المعلقة منذ حزيران (يونيو).
وقالت وزارة الخارجية الايرانية إن "الجانبين توافقا على مواصلة المحادثات" في بروكسل "خلال الايام المقبلة".
وأضاف بوريل "لا يمكنني أن أعطي تاريخا محددا. أنا مستعد لاستقبالهم إذا كان ذلك ضروريا"، علما أنه أجرى محادثات الخميس في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وتابع "لا أقول إن الأمر ضروري جدا، ولكن عليّ أن أثبت نوعا من الصبر الاستراتيجي في هذا الصدد، لأنه لا يمكن أن نسمح لانفسنا بالفشل".

توقيت حساس
وكان إنريكي مورا، المسؤول الكبير في الاتحاد الأوروبي، الذي يتولى مهمة تنسيق المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، أعلن الجمعة 15 أكتوبر (تشرين الأول)، أن إيران ليست جاهزة بعد للعودة إلى المحادثات مع القوى العالمية، وأن فريقها الجديد المفاوض يريد أن يناقش في بروكسل النصوص التي ستطرح في الأسابيع المقبلة. إلا أن متحدثاً باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية صرح في وقت سابق، الجمعة، بأن إيران يجب أن تظهر بالأفعال استعدادها لاستئناف محادثات فيينا مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي.
وزار إنريكي مورا طهران، الخميس، للاجتماع مع أعضاء من فريق التفاوض الإيراني بعد أربعة أشهر من توقف المحادثات بين إيران والقوى العالمية.
ويرفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا بشأن عودة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق الذي فرضت إيران بموجبه قيوداً على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وقبيل زيارة مورا قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهي أطراف في الاتفاق إلى جانب روسيا والصين، إن الزيارة جاءت في "وقت حساس"، مضيفين أنه لا يمكن اعتبار أن الأمور "تمضي كالمعتاد" نظراً إلى تصاعد أنشطة إيران النووية وتعثر المفاوضات.

محادثات في بروكسل

من جهتها، كررت طهران القول إنها ستعود إلى المفاوضات "قريباً"، لكنها لم تحدد موعداً. ويأمل الدبلوماسيون الغربيون أن يكون من الممكن استئناف المحادثات قبل نهاية أكتوبر الحالي.
ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية بعد زيارة مورا، إنها ستجري محادثات خلال الأيام المقبلة مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقال مسؤول أوروبي طلب عدم كشف اسمه، "أصروا على أنهم لا يريدون المحادثات لمجرد المحادثات، هم يريدون التحدث لتحقيق نتائج عملية والتوصل إلى اتفاق نهائي حول إعادة الاتفاق النووي إلى الحياة".
وقال المسؤول، الذي وصف عقد اجتماع في بروكسل بأنه "فكرة جيدة"، إن هذا الاجتماع سيتيح لكلا الجانبين الفرصة للاطلاع على النصوص المطروحة على الطاولة منذ يونيو (حزيران) الماضي، والإجابة عن الأسئلة التي يمكن أن تكون لدى فريق التفاوض الإيراني الجديد.
وقال، "أعتقد أن ما نقوم به هو مجرد المزيد من توضيح الموقف من أجل اتجاه نهائي سيكون استئناف المحادثات في فيينا قريباً على ما أتوقع".

خشية غربية

وقال مسؤولون غربيون، إنهم يخشون أن يقدم فريق التفاوض الإيراني الجديد الذي يعمل مع رئيس معروف بتشدده تجاه الغرب على عكس سلفه المرن، مطالب جديدة تتجاوز نطاق ما اتفق عليه بالفعل.
ومنذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 تعيد إيران إنتاج مخزونات من اليورانيوم المخصب وتنقيه إلى مستويات جودة أعلى وتضيف أجهزة طرد مركزي متقدمة من أجل الإسراع بعملية التخصيب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويأمل الرئيس الأميركي جو بايدن في إعادة العمل بالاتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني، لكن الطرفين لم يتفقا على الخطوات اللازمة ومتى تتخذ.
انتقاد الوكالة

في سياق متصل، انتقدت إيران بشدة، الجمعة، موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمتها بـ"الازدواجية" في تعاملها معها من جهة، ومع إسرائيل من جهة ثانية.
وكتب سفير إيران لدى وكالة الطاقة الذرية كاظم غريب آبادي تغريدة مساء الخميس (14 أكتوبر) جاء فيها أن "الصمت والتغافل تجاه برنامج إسرائيل النووي يبعث رسالة سلبية لأعضاء معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".
وتابع أن هذا يعني بنظره أن "العضوية في هذه المعاهدة تساوي القبول بأقوى إجراءات التحقق والرقابة في حين أن البقاء خارجها يعني التحرر من أي التزام والانتقاد وحتى الحصول على مكافأة".
وأدلى السفير الإيراني بتصريحاته رداً على مقابلة مع المدير العام للوكالة رافايل غروسي نشرتها مجلة "إينيرجي إنتيليجنس" في الثامن من أكتوبر الحالي.
وقال غروسي خلال المقابلة معلقاً على سؤال حول سبب تخصيص الكثير من الوقت للبرنامج النووي الإيراني وليس لبرنامج إسرائيل، "علاقاتنا مع إسرائيل هي علاقة نقيمها مع دولة غير موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إسرائيل لم توقعها حتى. ولست بصدد تقييم الأمر ما إذا كان جيداً أم لا".
ووقعت إيران معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في عام 1970، أي في سنة دخولها حيز التنفيذ، ولطالما نفت السعي لصنع أو حيازة قنبلة ذرية مؤكدةً سلمية برنامجها النووي.
في المقابل، حذرت إسرائيل غير الموقعة على المعاهدة، مراراً، بأنها ستبذل كل ما بوسعها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وتدعو معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الدول الموقعة إلى "وقف السباق لامتلاك السلاح النووي واتخاذ تدابير في اتجاه نزع الأسلحة النووية".
وتعد إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتشير التقديرات إلى امتلاكها ما يصل إلى 300 رأس نووي، غير أنها لطالما نفت ذلك.
وتعارض إسرائيل بشدة الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم في عام 2015 بين طهران والدول الكبرى الست، معتبرةً أنه سيمكن طهران من حيازة السلاح النووي وتهديد وجودها.

المزيد من دوليات