Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاء إيراني - أوروبي وسط تشدد لهجة واشنطن حيال المباحثات النووية

تحذير أميركي لطهران من اعتماد مقاربة مختلفة في حال تعثر المسار الدبلوماسي

أنريكي مورا أكد أنه سيشدد في طهران على الضرورة الملحة لاستئناف المفاوضات (رويترز)

اتفقت إيران والاتحاد الأوروبي على استكمال البحث "في الأيام المقبلة" في بروكسل، بشأن المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وسط تشدد في اللهجة الأميركية وتلويح بـ"خيارات أخرى" في حال عدم عودة طهران سريعاً لطاولة المباحثات في فيينا.

وتحض دول غربية أبرزها الولايات المتحدة، إيران على استئناف المباحثات المعلقة منذ يونيو (حزيران)، والهادفة إلى إحياء الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام.

والتقى الدبلوماسي أنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا، في طهران، الخميس، مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري، المتوقع أن يشرف على فريق التفاوض لدى استئناف المباحثات في العاصمة النمساوية.

وأشارت الخارجية الإيرانية في بيان إلى أن مورا نقل "استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع إيران والأطراف الأخرى لمواصلة المباحثات للوصول إلى نتيجة يقبل بها جميع الأطراف".

مواصلة النقاشات

وأوضحت أنه "بنتيجة هذا اللقاء، اتفق الطرفان على مواصلة النقاشات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك خلال الأيام المقبلة في بروكسل". وكان مورا أكد، ليل الأربعاء، أنه سيشدد في طهران على "الضرورة الملحة لاستئناف المفاوضات"، معتبراً أن زيارته تأتي في توقيت "دقيق".

وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) إلى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع كثير من العقوبات المفروضة عليها، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحادياً منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات صارمة على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجاً عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحيائه بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه، بشرط عودة إيران لتنفيذ تعهداتها.

وأجريت ست جولات من المباحثات بين أبريل (نيسان) ويونيو، من دون أن يحدد بعد موعداً جديداً لاستئنافها. ومورا هو مساعد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يزور واشنطن حالياً للبحث في الملف الإيراني.

وأوضح المتحدث باسم الأخير بيتر ستانو أن بوريل سيلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن "للبحث في الاتفاق النووي الإيراني. وسنرى نتيجة هذه النقاشات"، مشيراً إلى أن الدبلوماسي الأوروبي سيدعو إلى اجتماع للمفاوضين بمجرد اتفاق كل الأطراف على ذلك، وينتظر رداً من طهران وواشنطن بهذا الشأن.

وحضت دول غربية إيران في الآونة الأخيرة، على استئناف المباحثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت طهران قرب حصول ذلك، لكن من دون تحديد موعد، مشددة على أنه سيكون رهن إنجاز حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي الذي تولى مهامه في أغسطس (آب)، مراجعة ملف الجولات التي أجريت في عهد سلفه المعتدل حسن روحاني.

وأبدى رئيسي دعمه المسار الدبلوماسي لإحياء الاتفاق ورفع العقوبات، لكنه رفض مبدأ التفاوض لمجرد التفاوض، وشدد على ضرورة أن تحقق المباحثات مصالح الإيرانيين.

وجددت الخارجية الإيرانية هذا الموقف، الخميس، مؤكدة أن طهران تريد "تحقيق نتائج ملموسة. يجب التوصل إلى اتفاق ملموس، لكن، ثمة شكوكاً جدية بشأن إرادة الأميركيين باحترام التزاماتهم".

تحذير أميركي

وتأتي زيارة مورا غداة تحذير أميركي لإيران من اعتماد مقاربة مختلفة في حال تعثر المسار الدبلوماسي للتعامل مع برنامجها النووي الذي سبق وأن أثار توترات لأعوام مع الدول الغربية.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، الأربعاء، إن واشنطن تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل".

لكنه أشار بحزم أكبر من السابق إلى أن واشنطن لن تنتظر فترة طويلة لاستئناف المباحثات المعلقة، معتبراً أن "الحوار يتطلب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران".

وأضاف "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى، إن لم تغير إيران مسارها". من جهته، لوح لبيد باستخدام القوة حيال طهران. وقال "تحتفظ إسرائيل بحق التحرك في أي وقت وبأي طريقة".

ويتهم مسؤولون إسرائيليون إيران بشكل متكرر، بالسعي لتطوير سلاح ذري، ويؤكدون أن تل أبيب لن تسمح بذلك.

من جهتها، تنفي طهران سعيها لتطوير سلاح كهذا، وتؤكد سلمية برنامجها النووي. وسبق لإيران أن اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف اعتداءات طالت منشآتها النووية واغتيال علماء في هذا المجال.

والأربعاء، تحدث مبعوث إدارة بايدن بشأن إيران روبرت مالي عن "احتمال كبير" بأن تختار طهران عدم العودة إلى الاتفاق بشكل كامل، متابعاً "علينا أن ننسق مع إسرائيل ومع حلفائنا في المنطقة" اذا حصل ذلك.

وحذرت إيران عبر مندوبها إلى الأمم المتحدة، من أي "مغامرة" عسكرية قد تطال برنامجها، خصوصاً من إسرائيل.

ونبه السفير مجيد تخت روانجي إسرائيل من "أي خطأ في الحسابات ومغامرة محتملة ضد إيران ومن ضمن ذلك برنامجها النووي السلمي"، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي نشرتها وكالة "إرنا" الرسمية.

وأضاف "خلال الأشهر الأخيرة، ازداد عدد وشدة تهديدات الكيان الإسرائيلي الاستفزازية والمغامرة باستمرار إذ بلغ مستوى تحذيرياً"، مشدداً على ضرورة "التصدي لهذا الكيان لوقف جميع تهديداته وسلوكياته المخزية".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار