Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نواب بريطانيون محافظون عرضة لاستنكار ناخبيهم لتجاهلم أزمة المناخ

ناخبو النواب البريطانيين الثلاثة إيان دانكن سميث وجون ريدوود وستيف بايكر يريدون أن تقوم المملكة المتحدة بجهد أكبر في اتجاه خفض الانبعاثات الحرارية وبوتيرة أسرع

" يريد الناخبون من الحكومة أن تقوم بالمزيد لمعالجة أزمة المناخ، ويريدون منها أن تقوم بذلك بشكل عادل" (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أجريت في المملكة المتحدة أن أعضاء بارزين في البرلمان من حزب "المحافظين"، من الذين يعارضون أن تقدم الحكومة البريطانية على اتخاذ إجراءات راديكالية لمواجهة حال الطوارئ المناخية، يلقون ردود فعل عنيفة من جانب ناخبيهم.

وكان كل من إيان دانكن سميث وجون ريدوود وستيف بايكر قد هاجموا مقترحات من شأنها أن تساعد المملكة المتحدة على الوفاء بالتزاماتها القانونية المتمثلة في التوصل إلى "صافي الصفر" لانبعاثات غازات الكربون، بحلول السنة 2050- معتبرين أنها ستكون باهظة الكلفة.

إلا أن استطلاعاً للرأي أجرته "منظمة السلام الأخضر" (غرينبيس) تحديداً في الدوائر الانتخابية للنواب المعترضين، بين أن الغالبية العظمى من ناخبيهم، تؤيد أن تمضي المملكة المتحدة قدماً (في إجراءات خفض الانبعاثات)، وبوتيرة أسرع، وذلك في الفترة التي تسبق القمة العالمية الـ26 للمناخ "Cop26 الحاسمة، التي تستضيفها مدينة غلاسكو الاسكتلندية الشهر المقبل.

ورأى قرابة ثلثي الناخبين في دوائر المقاعد الثلاثة، أنه يتعين على الحكومة البريطانية أن "تقوم بالمزيد" على مستوى معالجة أزمة المناخ- فيما اعتبر أقل من ربعهم أن "ما تقوم به هو كاف".

وأعرب أكثر من 70 في المئة من الأفراد البالغين في كل من الدوائر الانتخابية الثلاث عن رغبته في أن تكون المملكة المتحدة "إحدى أكثر الدول طموحاً في العالم"- بدلاً من انتظار دول أكبر، كالصين مثلاً، أن تتخذ تدابير مناخية أكثر صرامة.

وبحسب استطلاع "غرينبيس"، فإن ما بين 64 و71 في المئة من الناخبين يريدون أن يتم التخلص تدريجياً من سخانات الماء التي تعمل على الغاز في المنازل، وأن تساعد الحكومة الأسر على استبدالها بمضخات حرارية منخفضة الانبعاثات الكربونية- وهذا الموضوع هو مثار جدل رئيس في بريطانيا في الوقت الراهن.

في المقابل، توقعت غالبية كبيرة من الأشخاص الذين استُطلعت آراؤهم، أن المناخ سيكون كما قالوا "قضية رئيسة بالنسبة إلي في الانتخابات العامة المقبلة". وجاءت النسب في دائرة مقعد السير إيان (67 في المئة)، والسير جون (66 في المئة)، وبايكر (63 في المئة).

دوغ بار مدير السياسات في "منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة" Greenpeace UK، وصف النواب الثلاثة بأنه "أشبه بديناصورات سياسية يبحثون عن ناخبين انقرضوا إلى حد كبير داخل دوائرهم الانتخابية".

وحذر بار الحكومة البريطانية من قيام الناخبين بـ"تمرد بدأ يتكون" في صفوفهم، ما لم تتوقف عن "تملق نواب متقاعسين عن مواجهة أزمة تغير المناخ، من الواضح أنهم لم يعودوا يمثلون وجهات نظرهم".

وأكد مدير السياسات في منظمة "غرينبيس المملكة المتحدة" أن "أبحاثاً كثيرة واستطلاعات للرأي، تظهر أن الناخبين يريدون من الحكومة أن تقوم بالمزيد لمعالجة أزمة المناخ، ويريدون منها أن تقوم بذلك بشكل عادل".

وأضاف: "في الوقت الذي يتفهم فيه الناس أن الأشخاص من ذوي الدخل المنخفض يحتاجون إلى الحماية، فإنهم يرون في الوقت نفسه أنه لا يمكننا تحمل عدم تنفيذ هذه السياسات".

يُشار إلى أنه في الفترة التي تسبق انعقاد القمة العالمية للمناخ "كوب 26"، بدا أن الصراع الداخلي بين أعضاء حزب "المحافظين"، تسبب في وقف إجراءات الحكومة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الهادفة إلى وضع المملكة المتحدة على الطريق الصحيح للوصول إلى إصفار الانبعاثات الحرارية، في وقت لم يتبق فيه سوى ثلاثة أسابيع لانعقاد القمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، لم تظهر بعد الاستراتيجيات الموعودة التي طال انتظارها، لجهة استبدال سخانات الماء العاملة على الغاز وعزل المنازل حرارياً، في وقت تعرض فيه وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك لانتقادات شديدة، بسبب عدم التطرق إلى ذكر المناخ في خطابه في المؤتمر.

وكان النواب الثلاثة في حزب "المحافظين" قد حذروا من أن الناخبين الجدد للحزب في مناطق "الجدار الأحمر" Red Wall (مجموعة دوائر انتخابية في ميدلاندز وشمال إنجلترا وشمال شرقي ويلز، كانت تؤيد تاريخياً حزب "العمال" لكنها صوتت ضده في الانتخابات الأخيرة)، لن يقبلوا زيادة التكاليف المنزلية للأسر - أو وجهوا انتقادات إلى المملكة المتحدة على تحركها (من أجل المناخ)، فيما الدول سريعة النمو تخطو خطوات بطيئة ومترددة في هذا الاتجاه.

السير إيان دانكن سميث، الذي يخوض الانتخابات المقبلة بهدف الاحتفاظ بمقعده البرلماني الذي فاز به في دائرته "تشينغفورد وودفورد غرين" شمال شرقي لندن، بأغلبية ضئيلة (1,262 صوتاً)، اتهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه "يسعى بعزم مسعور إلى تحقيق الهدف التعسفي لصافي الصفر من الانبعاثات".

ورأى أن "وقف بريطانيا عن الاعتماد على البنزين ونقلها إلى خيار السيارات الكهربائية" من شأنه أن يؤدي إلى "اتكال (بريطاني) متزايد على نظام صيني وحشي" يصنع في بلاده معظم بطاريات العالم.

السير جون ريدوود الذي فاز بأغلبية 7,383 صوتاً في دائرته ووكينغهام، طرح السؤال الآتي في أغسطس (آب) الفائت: "لماذا يجب حض سكان المملكة المتحدة على تركيب مضخات حرارية باهظة الثمن لا يريدونها، ولا يمكنهم تحمل تكاليفها، في وقت تواصل فيه الصين وألمانيا حرق الفحم على المستوى الصناعي، بغية إحكام سيطرتهما على أسواق التصدير؟"

أما النائب الثالث، ستيف بايكر الذي تقدم على منافسه بـ4,214 صوتاً في دائرته ويكام، فأصبح أحد أمناء "مؤسسة سياسة الاحتباس الحراري" Global Warming Policy Foundation، التي تشكك في موضوع حماية المناخ، والتي كان قد أنشأها وزير الخزانة الأسبق نايجل لوسون، لمواجهة السياسات "الضارة" المتعلقة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وكان بايكر قد قال في أغسطس (آب): "سنكون أمام إخفاق سياسي مطلق آخر، إذا لم نقم الآن بالتصدي لكلفة هدف تصفير الانبعاثات"، محذراً من أن ناخبي حزب "المحافظين" قد يغادرونه للانضمام إلى حزب "ريفورم يو كي" Reform UK (حزب يميني شعبوي) كان يسمى سابقاً "حزب بريكست".

يبقى، أخيراً، أنه عندما سُئل النواب الثلاثة عما إذا كانوا يرغبون في التعليق على نتائج الاستطلاع، رد بايكر قائلاً إن "هذا النوع من الحيل كان يمكن أن ينجح قبل نحو عامين، لكن ليس في خضم أزمة طاقة متفاقمة. وسؤالي هو: هل أوضحت ’منظمة غرينبيس‘ لناخبي الذين يواجهون مصاعب الآن، أنها تريد أن تجعل منهم أشخاصاً أشد فقراً وأكثر عرضةً للصقيع؟ إني لا أعتقد ذلك".

* "منظمة السلام الأخضر" طلبت من وكالة أبحاث السوق "أوبينيوم" Opinium إجراء الاستطلاع على ما بين 525 ناخباً و607 في كل دائرة من الدوائر الانتخابية الثلاث، في الفترة الممتدة ما بين الحادي والثلاثين من أغسطس (آب) والحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول).

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير