Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفى بريطاني يبقي مرضى خارج الطوارئ تحت بطانيات ومصابيح حرارية

تدهورت أوضاعهم وارتجفوا وتقيأوا إثر انهيار نظام العمل فيه

لم يستطع مستشفى بريطاني تقديم الرعاية لمرضاه، فصاروا مكشوفين خارجه (يوتيوب)

أظهرت صور ومقاطع فيديو مروعة عدداً من المرضى خارج قسم "الحوادث والطوارئ" A&E في أحد مستشفيات بريطانيا، يقبعون منتظرين على الكراسي وتحت بطانيات، أثناء تلقيهم العلاج على يد ممرضات. وقد التقطت إحدى قريبات هؤلاء المرضى تلك المشاهد كي تعبر عن قلقها مما حدث.

ووصف عاملون في "مستشفى أدنبروك" Addenbrooke's Hospital في بلدة كامبريدج، تلك الحادثة لصحيفة "اندبندنت"، مشيرين إلى أنه بات حدثاً معتاداً.

وتظهر اللقطات التي بعثت بها إلى "اندبندنت" امرأة معنية بما حدث، مريضاً يجرى إدخال إبرة في وريده مرتبطة بأنبوب مطاطي صغير، فيما وضع مريض آخر تحت جهاز مراقبة يتعقب علاماته الحيوية.

وكذلك تردد أن المرضى الذين ينتظرون خارج مبنى "الحوادث والطوارئ" كانوا يعانون آلاماً شديدة، رافقتها بعض حالات القيء، واشتكوا تفاقم الأعراض أيضاً.

واستطراداً، وصفت ماريا التي طلبت عدم استخدام اسم عائلتها ما جرى بأنه "أشبه بفيلم رعب". وأضافت، "أنظمة المستشفى تعطلت تماماً، بدءاً من اللحظة التي حاولنا فيها الاتصال بالطبيب العام، وصولاً إلى الجهود المبذولة في الدخول إلى المستشفى".

وفي التفاصيل، يرد أن ابنة ماريا احتاجت إلى تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية يوم الخميس الماضي، إلا أنها اضطرت إلى الانتظار قرابة أربع ساعات خارج قسم "الحوادث والطوارئ" التابع للمستشفى، لأنه لم يوفر لها مكاناً في الداخل.

ويتعرض "مستشفى أدنبروك" لضغوط شديدة منذ شهور عدة، مع اضطرار المرضى إلى الاصطفاف خارج مدخله والانتظار أكثر من 24 ساعة كي يحصلوا على سرير. وفي المقابل، احتجز أحد مرضى الصحة العقلية في الجزء الخلفي من سيارة إسعاف أكثر من 12 ساعة.

بصورة عامة، لا يشكل المشهد السابق سوى نموذج من أعراض أزمة الصيف التي تواجهها مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" NHS على مستوى البلاد. وقد اقتضى الأمر استدعاء القوى العسكرية كي تساند خدمات الإسعاف التي أبلغت عن مواجهتها أكثر شهور السنة ازدحاماً على الإطلاق. وتسجل وحدات "الحوادث والطوارئ" على امتداد البلاد مستويات قياسية من حيث الحضور. وفي المقابل، يجبر المرضى على الانتظار بشكل دائم خارج قسم "الحوادث والطوارئ" في "مستشفى أدنبروك"، حيث ثُبّتت مصابيح حرارية على الجدران خارج أحد المداخل الذي يستخدمه مرضى غير مصابين بعدوى "كوفيد". وكذلك عمد المستشفى إلى نصب خيمة كبيرة خصصت للمرضى الذين ينتظرون دورهم.

وفي عودة إلى ابنة ماريا البالغة من العمر 20 عاماً، فقد تعافت أخيراً من إصابتها بعدوى "كوفيد" في أغسطس (آب) الماضي، لكنها ظلت تعاني تفاعلات متكررة في الصدر، وتدهورت حالتها الأسبوع الماضي. ولدى انتقالها إلى المستشفى، أجبرت على الانتظار خارج منطقة ثانية مخصصة للمرضى المصابين بفيروس كورونا.

وأوضحت الأم أنها التقطت الصور ومقطع الفيديو لأنها أرادت أن يشاهد الناس حقيقة ما يحدث. وأضافت، "لم أصدق الأمر. اضطررنا إلى الاتصال بالطبيبة العامة مئات المرات قبل أن نتمكن من التحدث إليها. ثم حاولت الطبيبة الاتصال على مدى ساعتين بالمستشفى كي ترتب موعداً لنا لأخذ الصورة بالأشعة السينية. ولقد واصلت الاعتذار منا، وحاولت أن تتصل بأرقام مختلفة للمستشفى. وبعد أن أجابها أحدهم في نهاية المطاف، أخبرت أن الطاقم منشغل للغاية. فاضطرت إلى إخبارنا أنه يتوجب علينا التوجه إلى قسم "الحوادث والطوارئ".

بعدها، حين وصلت ماريا وابنتها المشتبه في إصابتها بالتهاب رئوي، إلى المستشفى قرابة السابعة مساءً، أخبرا أنه لا يوجد مكان شاغر، ويتوجب عليهما الانتظار في الخارج. وتصف ماريا ذلك مشيرة إلى أنه "في البداية لم يكن لدينا حتى كرسي، لكنهم أتوا بعد ذلك بكرسي متحرك. تجمع قرابة ستة مرضى، جميعهم في وضع صحي سيئ للغاية. حتى إنني رأيت أحدهم يتقيأ وآخر يرتجف". وأشارت ماريا أيضاً إلى أنه مع مرور الوقت، استسلم بعض المرضى وغادروا إلى منازلهم، في حين أن آخرين طلبوا إعطاءهم بطانيات كي يدفئوا أجسادهم بها. وبحسب كلماتها، "عدت إلى المنزل كي أحضر معطفاً لابنتي وبعض البطانيات وطعاماً كي تأكله. إن شقيقي طبيب، ولم يصدق ما يحدث. قلت له إن الأمر بدا أشبه بفيلم رعب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً، جرت معاينة ابنة ماريا، ثم أبلغ موظفون تلك الوالدة أنها ستضطر إلى الانتظار ساعات قبل أن يتمكنوا من إجراء تصوير بالأشعة السينية لها. وقد أخرجت من المستشفى في اليوم التالي، بعد أن وصفت لها مضادات حيوية بسبب وجود التهاب في رئتيها.

واستكمالاً، أكد أحد الموظفين في المستشفى أن انتظار المرضى خارج المبنى بات أمراً مألوفاً يتكرر كل يوم. وألقى باللوم على سوء الإدارة في إخراج المرضى من المستشفى، ونقلهم عبر أقسامه المختلفة.

وكذلك أوضح ذلك الموظف أن "المسألة تتعلق بالعمل على إخراج المرضى من المستشفى وتقليل مدة الإقامة داخل الأجنحة، إضافة إلى ذلك، يخرج المرضى في وقت متأخر جداً من اليوم. وكذلك تُجرى جولات الطاقم الطبي على الأجنحة في وقت متأخر للغاية. وفي أحيان كثيرة، لا يخرج المرضى خلال عطلات نهاية الأسبوع. ويضاف إلى ذلك كله أن عدد الأسرة خفض حفاظاً على التباعد الاجتماعي، فيما ازدادت الحاجة إلى المناطق الحمراء [المجهزة بجميع التقنيات في معالجة الحالات الحرجة] والمناطق خضراء [أقسام الطوارئ العادية]. وكذلك تريد الفرق التنفيذية أن تعود العمليات الجراحية الاختيارية إلى مستوياتها الطبيعية".

في سياق مُوازٍ، عزت مؤسسة "مستشفيات جامعة كامبريدج" التي تدير قسم "الحوادث والطوارئ" [في مستشفى "أدنبروك"] السبب في ما يحدث، إلى أن القسم قلص المساحة الداخلية المخصصة لاستيعاب المرضى بسبب قواعد التباعد الاجتماعي. وأكدت المؤسسة أيضاً أن جميع المرضى الذين يتعين عليهم الانتظار، يجري فحصهم على يد إحدى الممرضات، ثم تفرز الحالات وتمنح أولوية العلاج لمن هم أكثر عرضة للخطر.

وعلى نحو مماثل، صرح متحدث باسم المستشفى، قائلاً "إننا نقدم اعتذارنا إلى المرضى الذين اضطروا إلى الانتظار فترات أطول مما نرغب به، كي نمنحهم العلاج اللازم، إذ يتعرض قسم الطوارئ لدينا لضغوط كبيرة للغاية. ويضاف إلى ذلك، أنه نظراً إلى إجراءات السلامة المتبعة في مواجهة "كوفيد" وقواعد التباعد الاجتماعي، فقد أصبح لدى قسم الطوارئ عدد محدود من الأماكن والمقاعد في مناطق الانتظار".

واستطراداً، ناشد المتحدث الناس "دعم مرافق (الخدمات الصحية الوطنية) من خلال استخدام الخدمة المناسبة في الوقت المناسب، كي تتمكن أقسام الطوارئ لدينا من مواصلة تقديم العناية اللازمة للأشخاص الذين يحتاجون بشكل فعلي إلى رعاية صحية عاجلة أو طارئة".

وختم بالتشديد على أنه "إذا لم تكونوا متأكدين من المكان الذي تتوجهون إليه كي تحصلوا على المساعدة، فيمكنكم زيارة موقع 111 الإلكتروني عبر الإنترنت، أو الاتصال بالخط الساخن NHS 111".

© The Independent

المزيد من صحة