Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فاتورة مأرب البشرية تثقل كاهل الحوثي

مقتل نحو 80 مسلحاً من الميليشيات في التصعيد نحو المحافظة اليمنية النفطية

على الرغم من الكلفة البشرية الباهظة التي تدونها فاتورة حربها المستمرة، فإن ميليشيات الحوثي تواصل هجومها الضاغط على محافظة مأرب النفطية (شرقي اليمن)، في مسعى حثيث مستمر لإحداث اختراق ميداني جوهري في الجدار الغربي والشمالي الغربي لقوات الجيش اليمني المدافع عن آخر معاقل الشرعية اليمنية شمالاً.

وفي حين تتحدث قناة "المسيرة" الناطقة باسم الميليشيات، عن تقدم لمسلحي الجماعة على تخوم مأرب، إلا أن قوات الجيش اليمني أعلنت عن صدها هجمات تصعيدية نتج عنها مقتل نحو 80 عنصراً من مسلحي الجماعة المتحالفة مع إيران على يد قوات الجيش من الأرض والغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية اليمنية.

الكلمة الفصل للمدفعية

وتوضيحاً لما آلت إليه المعارك حتى اللحظة في المحافظة المهمة، قال ناصر علي النهاري، ركن التوجيه المعنوي بكتيبة المكاربة، إن "قوات الجيش والمقاومة الشعبية أفشلتا خلال اليومين الماضيين هجمات حوثية في مناطق "رحبة" (غرب المحافظة)، و"الكسارة" و"المشجح" (شمال)، وكبدت الحوثيين خسائر بلغ عددها في إحصائية أولية نحو 80 عنصراً وعشرات الجرحى وأسر 11 عنصراً، بينما قتل من الجيش نحو ستة وبلغ عدد الجرحى 20 جريحاً".

وأمام الاستماتة الحوثية المستمرة على مأرب، أوضح النهاري أن الميليشيات تدفع بأعداد كبيرة من المقاتلين أمام الجدار الخاص بالشرعية، وغارات جوية دقيقة لطيران التحالف العربي.

النازحون معرضون للنزوح

ومنذ فبراير (شباط) الماضي، كثف الحوثيون من وطأة حملتهم العسكرية الرامية إلى إحكام سيطرتهم على مأرب الغنية بالنفط والغاز في ظل إدانات دولية متنامية كونها تعمل على تعقيد الجهود للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل يؤدي لإنهاء الحرب.

ولهذا اعتبر مجلس الأمن الدولي، في مارس (آذار) الماضي، أن معركة مأرب "تعرض مليون نازح داخلياً لخطر كبير واحتمال الترحيل مجدداً، وتهدد جهود التوصل إلى حل سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع".

كما تولي الدبلوماسية الأميركية التي تركز على إنهاء الحرب، مبادرة الرياض التي أعلنتها في 22 مارس الماضي اهتماماً خاصاً يمكن أن يمثل أرضية مناسبة للبناء على خطوات السلام اليمني المنشود.

وتضمنت المبادرة السعودية التي أعلن عنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت رقابة أممية للوصول إلى اتفاق سياسي، إضافة إلى فتح مطار صنعاء لعدد من الرحلات الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك في البنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق "اتفاق ستوكهولم".

وقُتل مئات من الطرفين في المعارك الدامية وسط سعي الحوثيين الحثيث للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة غنية بالنفط، ما قد يعزز موقعهم في أي مفاوضات مستقبلية محتملة.

ويشهد النزاع في اليمن، والذي اندلع عام 2014، مواجهات شرسة بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وترك بلداً بأسره على شفا المجاعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لمتابعين، فإن التصعيد الحوثي يؤكد عدم رغبته في الاستجابة للضغوطات الدولية المتنامية التي تقودها الولايات المتحدة، إضافة إلى بريطانيا وعدد من دول الإقليم والعالم، الساعية لفرض وقف إطلاق النار تمهيداً للدخول في محادثات سلام تضع حداً للحرب الدائرة منذ 6 سنوات.

وتصف واشنطن الهجمات المتتالية على مأرب بأنها "الأخطر، والتي تهدد الجهود الرامية لإرساء هدنة".

مأرب تستقبل المبعوث الجديد بالتصعيد

التصعيد الأخير على مأرب يأتي بعيد أيام من مباشرة السويدي هانس غروندبرغ، الأحد، مهامه الرسمية بصفته المبعوث الخاص إلى اليمن خلفاً للبريطاني مارتن غريفيث.

ومقارنة بالأشهر السابقة، تزايدت خلال أغسطس (آب) الماضي، وتيرة هجمات الطائرات المسيرة التي يشنها الحوثيون باتجاه المناطق السكنية بمحافظة مأرب وغيرها من المواقع الأخرى، إضافة للمدن السعودية.

والأحد، أصيب طفلان سعوديان وتضرر 14 منزلاً في مدينة الدمام (شرق البلاد) على إثر اعتراض السعودية ثلاثة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة أطلقت صوب المنطقة النفطية، إضافة لمدينتي نجران وجازان جنوباً.

وأعلن المتمردون الحوثيون أنهم استهدفوا "منشآت حيوية" في السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، بينها منشآت تابعة لشركة "أرامكو" النفطية العملاقة في جنوب وشرق البلاد.

وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات.

"معركة مقدسة"

وفيما يرفع العالم صوته للضغط نحو إسكات آلة الحرب في مأرب وبقية اليمن، يدافع الحوثيون عن "شرعية معركتهم" هناك، ويعتبرونها "معركة مقدسة".

ففي تغريدة له على "تويتر"، قال القيادي المعين محافظاً لذمار في الكيان السياسي التابع للجماعة المدعومة من إيران، محمد البخيتي، إنهم يخوضون معركة مقدسة ضد من تكالبوا عليهم، وسيترتب على هذه المعركة "مصير الأمة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي