Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصة صعود ليفاندوفسكي من الدرجة الثالثة في بولندا إلى أفضل لاعب بالعالم

قبل 15 عاماً انضم إلى زنيتش بروشكوف مقابل 1000 جنيه استرليني ويقود الآن منتخب بلاده ضد إنجلترا

روبرت ليفاندوفسكي قائد وهداف المنتخب البولندي (رويترز)

"تعتمد بولندا على روبرت ليفاندوفسكي"، هذه ليست مفاجأة، حيث يُعتبر المهاجم البالغ من العمر 33 عاماً أفضل لاعب في العالم من قبل كثيرين، بعد أن فاز بجائزة "فيفا" لأفضل لاعب في ديسمبر (كانون الأول) 2020.

وبينما يستعد فريق المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت لمباراة التصفيات المؤهلة لكأس العالم في وارسو، اليوم الأربعاء 8 سبتمبر (أيلول)، يجب أن يكون ليفاندوفسكي في مركز اهتمامهم، حيث سجل 72 هدفاً في 124 مباراة، وهو الهداف التاريخي لمنتخب بولندا.

وقال مدرب بولندا باولو سوزا، "نريد التنافس ضد الأفضل ولكن الآن ليس لدينا مستوى إنجلترا نفسه، الذين إذا فقدوا لاعباً يكون لديهم اثنان أو ثلاثة من المستوى نفسه، أما هنا لدينا روبرت فقط".

واتضح اعتماد بولندا على جودة ليفاندوفسكي في مباراة تصفيات كأس العالم ضد ألبانيا الأسبوع الماضي، إذ أحرز الهدف الأول بضربة رأس بعد ركلة ثابتة، وصنع الهدف الثالث لزميله غجيغوش كريتشوفياك حين تحرك في نصف ملعبه، وركض بالكرة في منطقة الخصم ومررها إلى كريتشوفياك أمام مرمى شبه فارغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال رادوسلاف مايوفسكي، وهو لاعب بولندي دولي سابق خاض تسع مباريات دولية، لـ "اندبندنت"، "بالنسبة إلى بولندا من الصعب استبداله، ولا يوجد لاعب آخر في الفريق بمستواه، يمكنه منح الفريق كل ما يحتاجه".

ليفاندوفسكي ليس فقط مصدر الأهداف لبولندا، لكنه في الوقت نفسه قائد الفريق وفي بلاده يتوقع منه الكثير بالنظر إلى مستواه في فريقه بايرن ميونيخ الألماني.

وقد يكون ليفاندوفسكي أفضل مهاجم في جيله بعدما كسر أخيراً الرقم القياسي الذي سجله الأسطورة غيرد مولر، للأكثر تهديفاً في موسم واحد بالدوري الألماني "البوندسليغا"، برصيد 41 هدفاً. وفي موسم 2020-2021 أصبح ليفاندوفسكي هدافاً في ثلاث مسابقات، هي دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني وكأس ألمانيا، وكان المرشح الرئيس للفوز بجائزة الكرة الذهبية قبل أن تُلغى بسبب تفشي كورونا.

وقبل 15 عاماً لم يكن أحد يعتقد أن ليفاندوفسكي سيكون أفضل لاعب في العالم، فبعد إصابة في الركبة سمح له ناديه "ليغا وارسو" بالرحيل من دون لعب أي مباراة في الدوري، وانضم ليفاندوفسكي حزيناً على وفاة والده كرزيستوف إلى فريق الدرجة الثالثة زنيتش بروشكوف، مقابل 1000 جنيه استرليني فقط، كانت أعلى صفقة انتقال في تاريخ النادي.

في زنيتش بروشكوف التقى ليفاندوفسكي مع مايوفسكي للمرة الأولى. ويتذكر، "عندما انضم إلينا لم يكن حتى مهاجمنا الأول، إذ كان ذلك بعد الإصابة، لذلك كان الأمر طبيعياً. لقد كان جسده ضعيفاً ولم يتدرب في صالة الألعاب الرياضية بقدر ما هو اليوم، ومع ذلك كانت عقليته جيدة وأراد أن يثبت لناديه السابق ليغا أنهم كانوا مخطئين في السماح له بالرحيل، ثم بدأ بالمشاركة من مقاعد البدلاء وسجل أهدافاً وكان لديه هذا الشعور، فكان قادراً على العثور على الوضع المناسب للتسديد، وفي بعض الأحيان كان يحتاج إلى بعض الفرص لكنه في النهاية كان يسجل هدفاً أو هدفين في كل مباراة".

وساعد ليفاندوفسكي ناديه الجديد بروشكوف على الصعود إلى الدرجة الثانية، ثم فشل الفريق في الترقية إلى الدرجة الأعلى بفارق ضئيل، بينما كان ليفاندوفسكي يكسب حوالى 230 جنيهاً استرلينياً فقط شهرياً في البداية، لكنه سرعان ما أصبح نجم النادي.

ويقول مايوفسكي، "لقد استمع إلى اللاعبين الأكبر سناً واستمتع بكل جلسة تدريبية، وكان من السهل التحدث إليه وكان ودوداً للغاية، لكنه لم يكن لديه كثير من الأصدقاء لأنه كان يعيش في وارسو التي تبعد ربما 15 أو 20 كيلومتراً عن بروشكوف، بينما كان باقي اللاعبون يعيشون قرب النادي، ويذهبون لتناول الغداء أو القهوة معاً، لكن ليفاندوفسكي كان من بين ثلاثة أو أربعة سافروا معاً من وارسو وتقاسموا كلفة البنزين، وعلى سبيل المثال كان روبرت يأتي بسيارته وفي اليوم التالي يأتي دور لاعب آخر".
وسرعان ما أصبحت أندية الدوري البولندي الممتاز مهتمة بضم ليفاندوفسكي، وفي النهاية فاز ليخ بوزنان، منافس ليغا وارسو، بالسباق للتوقيع معه، إذ أهدر ليغا فرصة اقتناصه للمرة الثانية، وفضّل شراء مايكل أروابارينا من تينريفي الإسباني، لكنه لم يُسجل أي هدف بقميص ليغا.

ومع ذلك كان على ليفاندوفسكي أن يقاتل بجد للحصول على فرصته في ليخ بوزنان أيضاً، ويتذكر بارتوش بوساكي قائد ليخ آنذاك واللاعب الدولي البولندي، فقال لـ "اندبندنت"، "كان الأمر صعباً عليه فقد جاء من الدرجة الثانية، وكان أفضل مهاجم ومع ذلك في ليخ كان لدينا هرنان رينغيفو، مهاجم جيد وفعّال من بيرو، فقرر مدرب ليخ فرانسيسك سمودا أن يلعب ليفاندوفسكي كلاعب خط وسط يمين أو يسار".

وفي موسم 2009-2010 تم استخدام ليفاندوفسكي أخيراً في مركز قلب الهجوم مركز "9"، وساعدت أهدافه الـ 18 ليخ في الفوز بلقب الدوري. "ربما لن أقول إنه كان موهبة خاصة لكنه بالتأكيد موهبة، وعندما انتقل بعد عامين في ليخ كنت متأكداً من أنه سيذهب بعيداً، لكني أعتقد أنه لم يكن أحد في ليخ وبولندا يعتقد في ذلك الوقت أن روبرت سيكون جيداً بهذا القدر، وأن يصبح في مثل هذا الموقف الذي هو فيه اليوم". ويضيف بوساكي، "أعتقد أن كل شيء تغير في بوروسيا دورتموند اليوم، يمكننا أن نرى أنه كان انتقالاً جيداً من بوزنان إلى دورتموند بالنسبة إليه".

وتحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، لعب ليفاندوفسكي أيضاً في غير مركزه الأساس لفترة من الوقت، إذ كان لوكاس باريوس مفضلاً في المقدمة، وعندما انتقل أخيراً إلى دور قلب الهجوم أصبح نجم الفريق، وسجل أربعة أهداف ضد ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في 2012-13، وانتقل إلى بايرن ميونيخ في عام 2014.

ومن رفض ليغا وارسو بات ليفاندوفسكي اللاعب المحبوب والأساسي في المنتخب الوطني، وظهر للمرة الأولى دولياً عام 2008 تحت قيادة المدرب الهولندي ليو فان بينهاكر، ولم ينظر إلى الوراء أبداً.

ويقول بوساكي، "عندما جاء إلى المنتخب الوطني عرف المدرب بينهاكر ومساعده أنه مستعد، ومن الطبيعي أن يدخل أي لاعب إلى المنتخب الوطني وأن يكون خجولاً بعض الشيء، وكان ليفا هكذا أثناء الإفطار والعشاء واجتماع الفريق، ومع ذلك عندما بدأ اللعب كان لاعباً متمرساً ولن تقول إنه كان ذلك الشاب الخجول".

مايوفسكي الذي ذهب للعب مع نوتنغهام فورست وهيدرسفيلد تاون، التقى ليفاندوفسكي مرة أخرى أثناء اللعب معاً للمنتخب الوطني، وقال "آخر مرة كنا هناك في 2013 لعبنا البلياردو، وقلنا إن مَن يخسر يقوم بتمارين الضغط، ولم يكن يتصرف كنجم، فربما تعامله وسائل الإعلام وكأنه شيء فوق الآخرين، ولكن بينما هو مع لاعبين آخرين فهو في الحقيقة مجرد رجل عادي".
وبدا ليفاندوفسكي خياراً طبيعياً عندما أصبح قائد منتخب بولندا خلال تصفيات كأس العالم 2014، وفسر بوساكي ذلك بأنه، "نجم يلعب في دوري الأبطال وله سلطة كبيرة على العديد من اللاعبين الشباب في المنتخب الوطني، ويحترمه أيضاً العديد من اللاعبين الأكبر سناً مثل غجيغوش كريتشوفياك وفويتشيك شتشيسني، أو في الماضي ياكوب بواشتشيكوفسكي ولوكاس بيتشيك الذين لعبوا معه في دورتموند، وقد قبلوا أن يكون روبرت هو قائدهم وهذا أمر جيد للمنتخب الوطني".
لكن الدور القيادي الذي لعبه ليفاندوفسكي كان له ثمن، وكان من المتوقع أن يقدم ذات مستواه مع ناديه عندما يلعب مع منتخب بلاده، لكن لطالما تركزت تكتيكات بولندا على تعظيم إمكانات ليفاندوفسكي في تسجيل الأهداف، لكنه لم يكن بإمكانه دائماً الاعتماد على دعم الآخرين من حوله، وكان هذا من بين الأسباب الرئيسة وراء خروج بولندا من دور المجموعات في "يورو 2012 و2020" وكذلك كأس العالم 2018.
ونظراً لتعيين باولو سوزا مديراً فنياً لبولندا في يناير (كانون الثاني) الماضي، أي قبل أقل من نصف عام من بطولة "أوروبا 2020"، قرر أن يلعب بأسلوب أكثر ميلاً إلى المغامرة من سلفه جيرزي برزيتشيك، فحصلت بولندا على نقطة واحدة فقط واحتلت المركز الأخير في مجموعتها، وكان على ليفاندوفسكي أن يلعب بدون شريكين مهاجمين موثوقين هما أركاديوش ميليك وكشيشتوف بيونتيك، ولم يكن هدفه ضد إسبانيا وثنائيته ضد السويد كافيين لمرور بولندا إلى الأدوار الإقصائية في مشوار البطولة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة