Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

برلمانيون بريطانيون: الحكومة متواطئة في "اعتداء" بولسونارو على الأمازون

حصري: رسالة تدعو الرئيس البرازيلي إلى وقف "الهجوم" الذي يشنه على الغابات المطرية في بلاده، نظراً لـ"التهديد الذي يشكله ذلك على كوكب الأرض وسكانه"

متظاهرون في البرازيل كانوا قد خرجوا للإحتجاج في ريو دي جانيرو بعد الحرائق التي اجتاحت غابات الأمازون التي تعتبر "رئة العالم" (أف ب/غيتي)

حذرت مجموعة من النواب المنتمين إلى عدة أحزاب من أن حكومة المملكة المتحدة "متواطئة" في اعتداء الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو على غابات الأمازون المطيرة (التي تعتبر الرئة التي تتنفس الكرة الأرضية من خلالها).

ففي رسالة وصلت إلى "اندبندنت" نسخة منها، دعا سياسيون بريطانيون السيد بولسونارو بشكل طارئ إلى "التخلي عن الاعتداء [الذي يشنه] على الأمازون وسكانها ومستقبل كوكبنا"، حيث يتم على مستويات متصاعدة إزالة الغابات، ويتعرض السكان الأصليون في تلك المناطق إلى المضايقات.

وورد في الرسالة: " خلال عام 2019، ارتفعت الغزوات لأراضي الشعوب الأصلية بنسبة 135 في المئة وقفزت إزالة الغابات بواقع 85 في المئة. ويعني هذا الاعتداء على الأمازون أن كمية الكربون الصادرة من تلك الغابات أكثر مما يمكنها أن تمتصه". في حين حذر علماء من أن الأمازون قد تصل إلى "نقطة تحول" لا رجعة فيها، حيث لن تتمكن بعدها من توليد ما يكفي من المطر لدعم نفسها.

"وسيكون ذلك كارثة بأبعاد غير مسبوقة، تضع كل أحوالنا المستقبلية في خطر".

وأضافت المجموعة، وهي بقيادة النائبة عن حزب العمال زارا سلطانة، وتضم ممثلين لحزب الخضر وحزب الديمقراطيين الليبراليين والحزب القومي الاسكتلندي، أن الحكومة البريطانية لا تتخذ حالياً الإجراءات الكافية لمكافحة تدمير الأمازون.

وأوردت الرسالة: "إن الحكومة البريطانية متواطئة في هذا الاعتداء على الأمازون. فثمة مصارف بريطانية تمول شركات زراعية ومنجمية مسؤولة عن تدمير الأمازون، بالإضافة إلى ذلك، هناك شركات بريطانية تجني أرباحاً من بضائع مصنعة في أراضٍ أزيلت منها الغابات".

وقالت السيدة سلطانة لـ"اندبندنت"، "يشن الرئيس بولسونارو حرباً على غابة الأمازون المطيرة والشعوب الأصلية التي تتخذها موطناً لها. وهذه كارثة للبرازيل – وقد تتسبب بكارثة مناخية لا رجعة فيها لنا جميعاً.

"إن أزمة المناخ أزمة رأسمالية، ترتكز على اندفاع لا ينتهي من أجل مراكمة رأس المال والربح على حساب الازدهار والبقاء البشري. ونحن نحتاج بشكل طارئ إلى نظام تكون فيه مصالح الناس والكوكب هي الأساس".

ويأتي التحذير بعد أن بين تحليل نشرته "اندبندنت" في وقت سابق هذا الأسبوع، أن القانون المفصلي البريطاني حول إزالة الغابات في الخارج يواجه خطر فقدان فاعليته بسبب ثغرات وإعفاءات.

وأعلنت الحكومة في نوفمبر (تشرين الثاني) قواعد جديدة لمنع الشركات البريطانية من استخدام سلع ذات صلة بإزالة الغابات بشكل غير مشروع في الخارج.

لكن تحليلاً أجرته المؤسسة الخيرية "الصندوق العالمي للطبيعة" بين أن تلك الإجراءات قد يكون لها "أثر محدود".

ومن الأسباب الرئيسة لذلك أن القواعد الحالية لا تنطبق إلا على إزالة الغابات بشكل غير مشروع ولا تشمل أنواع الغابات كلها. وهذا يعني أن الشركات البريطانية لا يزال بإمكانها استخدام سلع مرتبطة بإزالة الغابات، إذا اعتبرت البلاد المنتجة لهذه السلع أن فقدان تلك الغابات أمر مشروع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار التحليل إلى أن ما يصل إلى 2.1 مليون هكتار من الثروة النباتية الطبيعية – وهي مساحة تفوق ويلز – في المناطق البرازيلية التي تزود المملكة المتحدة بالصويا، قد تنقرض غاباتها وفق القواعد الحالية.

ويواجه السيد بولسونارو ضغطاً دولياً متزايداً في شأن سياساته البيئية.

ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، تجمع ناشطون مناخيون من جماعة "التمرد على الانقراض" أمام سفارة البرازيل في لندن للاحتجاج على تدمير الأمازون.

ويقول ناشطون إن الرئيس البرازيلي يحاول حالياً تمرير مجموعة من مشاريع القوانين المتعلقة بتنظيم الأراضي قد تعرض 19.6 مليون هكتار إضافية من الأراضي العامة في الأمازون إلى خطر وتهدد حقوق السكان الأصليين.

وجاء في الرسالة (البرلمانية): "في مواجهة هذا التهديد، تقود منظمة التعبير عن الشعوب الأصلية البرازيلية "نضالاً من أجل الحياة" وتدعو المجتمع الدولي إلى التحدث علناً ضد اعتدائكم على الأمازون في مجال الصناعة الاستخراجية.

"وإذ ننضم إلى هذا النداء، نطالبكم بالتخلي عن اعتدائكم على الأمازون وسكانها ومستقبل كوكبنا – ونتعهد بالعمل في برلماننا لكشف الشركات المتعددة الجنسيات التي تحقق أرباحاً من هذه الجرائم ومعاقبتها".

والرسالة موقعة من نواب بمن فيهم كارولين لوكاس، وكلايف لويس، وجيريمي كوربين، وجون ماكدونيل، ودايان أبوت، وطاهر علي، وأبسانا بيغوم، وريتشارد بورغون، ودون باتلر، وإيان بيرني، ودان كاردن، وجيرينت ديفيس، وروزي دافيلد، وماري كيلي فوي، وتوني لويد، وبيث وينتر، وإيان لافيري، وغراهام موريس، وكايت أوزبورن، وبل ريبييرو – أدي، وفيرندرا شارما، وكلوديا ويبي، وميك ويتلي، وماريسون فيلوز، وكيني ماك أسكيل، وجون نيكلسون، وفيليبا ويتفورد، وويرا هوبهاوس.

ووقّعها أيضاً أعضاء في مجلس اللوردات، بمن فيهم البارونة بلوير، والبارونة بريان أوف باتريك، والبارونة شاكربارتي، والبارون هيندي، والبارون سيكا، والبارون وودلي.

وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية، "إن معالجة إزالة الغابات وسلاسل الإمداد الأكثر اخضراراً" من بين أولوياتها البارزة أمام مؤتمر الأطراف الـ26، أي القمة المناخية العالمية المقررة في غلاسكو خلال نوفمبر.

وقال الناطق: "نواصل حواراً منتظماً مع الحكومة البرازيلية ومشرعين برازيليين حول تقدم التشريع في البرازيل الذي يؤثر في معدلات إزالة الغابات بشكل غير مشروع.

"وبالتوافق مع دعوات أخيرة إلى وقف إزالة الغابات بشكل غير مشروع، بما في ذلك الأمازون، نعتمد تشريعاً رائداً عالمياً في مجال العناية الواجبة في مشروع القانون الخاص بالبيئة، للمساعدة في معالجة أثر إزالة الغابات بشكل غير مشروع في سلاسل الإمداد البريطانية. وهذا سيجعل من غير القانوني لكبريات الشركات العاملة في المملكة المتحدة استخدام سلع يهدد إنتاجها الغابات، وتم إنتاجها على أراضٍ محتلة أو مستخدمة بشكل غير قانوني".

اتصلت "اندبندنت" أيضاً بالحكومة البرازيلية طلباً لتعليق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة