Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوريس جونسون يخفق في إقناع بايدن بإرجاء الخروج من أفغانستان

لم يبق سوى أيام على إنهاء عملية النقل الجوي فيما حظرت "طالبان" على المواطنين الأفغان التوجه إلى المطار

بوريس جونسون مخاطباً زملاءه قادة "مجموعة السبع" من 9 داونينغ ستريت عن طريق رابط فيديو آمن (10 داونينغ ستريت)

يواجه الأفغان مستقبلاً مظلماً وخطيراً بعدما فشل بوريس جونسون وقادة آخرون في إقناع الولايات المتحدة بإرجاء الموعد النهائي لرحلات الإجلاء، في الوقت الذي قالت فيه حركة "طالبان" إنه لم يعد مسموحاً للمواطنين الأفغان أن يذهبوا إلى المطار.

وإذ أخذت فرصة الهروب السانحة تتضاءل بشكل متسارع، فإن هناك إحساساً عميقاً بالخوف في أوساط أولئك الذين يخافون من التعرض للاضطهاد على أيدي "طالبان" بأنهم قد خُذلوا وتُركوا لمصيرهم، عالقين في بلد معزول عن العالم الخارجي.

وذكرت تقارير الليلة الماضية أن كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة يمكن أن تنسحب في موعد أقرب حتى من 31 أغسطس (آب)، وربما في غضون فترة لا تتعدى 36 ساعة، وذلك نظراً لوجود حاجة إلى خفض عدد القوات.

وقد أعرب عدد من قادة "مجموعة السبع" عن قلقهم من أن الآلاف سيتخلفون عن ركب الخارجين من أفغانستان بسبب الموعد النهائي للانسحاب المقرر في 31 أغسطس، وهو موعد فرضه جو بايدن على نفسه. ويُعتقد أن بين هؤلاء القادة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بالإضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني.

بيد أن الرئيس الأميركي لم يتزحزح عن موقفه، مشيراً إلى التهديد المتزايد بشن هجوم إرهابي على مطار كابول. وقال في وقت لاحق "كلما استطعنا الانتهاء من الأمر بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل". ومع ذلك، فقد ترك بايدن الباب مفتوحاً لوزارة الدفاع (البنتاغون) لكي "تجري تعديلات على البرنامج الزمني في حال أصبح ذلك ضرورياً".

وبسبب قرار الرئيس بايدن هذا، يجد جونسون نفسه في حاجة إلى طلب ضمانات من "طالبان" بتوفير ممر آمن لهؤلاء الذين يحاولون الفرار بعد الموعد النهائي للانسحاب، مهدداً باتخاذ إجراءات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية غير محددة ضد حكام أفغانستان الجدد إذا عاودوا إيواء الإرهابيين والاستخفاف بحقوق الإنسان الخاصة بالمرأة وبالأقليات.

في هذه الأثناء، وصف حزب العمال إخفاق جونسون في إقناع الرئيس الأميركي بتمديد مهلة الجسر الجوي بضعة أيام إضافية بأنه عبارة عن "لحظة مظلمة بالنسبة للحكومة البريطانية وللمواطنين الأفغان". ومن ناحيته، اعتبر توبياس إيلوود، وهو وزير دولة سابق لشؤون الدفاع ونائب عن حزب المحافظين، لصحيفة "اندبندنت" إن ذلك الفشل يؤدي إلى "محاسبة ذاتية بشأن تضاؤل النفوذ البريطاني في واشنطن.

وذكر ذبيح الله مجاهد، وهو متحدث باسم "طالبان"، أن أولئك الذين يحملون جوازات سفر أجنبية سيسمح لهم بالذهاب ]إلى المطار[ بغرض السفر جواً. إلا أن ذلك يعني أن حاملي جوازات السفر الأفغانية ممن مُنحوا تأشيرة دخول أميركية خاصة بالجسر الجوي، سيجري إيقافهم من قبل نقاط التفتيش.

وقد فُرضت قيود السفر على الرعايا الأفغان بزعم أن الغاية من ذلك هي تخفيف الاكتظاظ. وطالب ذبيح الله الحشد الذي يضم ما يزيد على 20 ألف شخص تجمعوا في المطار وحوله، بالعودة إلى بيوتهم مؤكداً لهم "إن سلامتكم مضمونة". واتهم هذا المتحدث باسم "طالبان" الأميركيين بمحاولة تنظيم عملية "هجرة أدمغة" وتجريد البلاد مما فيها من مهنيين متعلمين، قائلاً لهم "لا تشجعوا الأفغان على الرحيل. نحن في حاجة إلى مواهبهم".

وأوضح ذبيح الله أن طالبان، التي كانت حتى الآن متعاونة إلى حد ما بما خص جهود الإجلاء، ستتخذ "موقفاً مختلفاً" إذا حاولت القوى الأجنبية مواصلة عمليات الإخلاء بعد نهاية الشهر الحالي. وجاء ذلك كتحذير واضح لدول "مجموعة السبع" قبل ساعات من عقدهم اجتماع القمة عن طريق الفيديو.

في غضون ذلك، قال جون كيربي، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، في إحاطة صحافية أجراها في وقت كان قادة "مجموعة السبع" لا يزالون منهمكين في مباحثاتهم، إنه "لم يطرأ أي تعديل على البرنامج الزمني للمهمة، والذي ينص على إنهائها بحلول نهاية الشهر الحالي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت تقارير بأن بايدن قد وافق على إعداد "خطط طوارئ" لإخراج الناس من أفغانستان بعد انقضاء الموعد النهائي إذا كان ذلك ضرورياً. ولكن لم تتوافر أي تفاصيل أخرى حول ذلك، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا يعني استخدام القوة العسكرية.

ورفض جونسون مناقشة ما إذا كان قد حاول إقناع بايدن بتمديد البرنامج الزمني للانسحاب، وفشل في ذلك. وقال، بدلاً من ذلك، إن "مجموعة السبع" قد اتفقت على " خريطة طريق للتعامل مع طالبان في المستقبل" شريطة أن تفي المجموعة الأصولية بالتزاماتها بشأن منع الإرهاب، واحترام حقوق الإنسان، وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في أفغانستان.

وذكر جونسون "أن الشرط الأول الذي نضعه كمجموعة السبع لطالبان هو أنه يتعين عليهم أن يضمنوا توفير ممر آمن ]من الآن[ وحتى 31 أغسطس وبعده، لأولئك الذي يرغبون بالخروج". وأضاف "سيقول بعضهم إنهم لا يقبلون ذلك وسيتفهم بعضهم الآخر، كما آمل، سبب ذلك لأن مجموعة السبع تتمتع بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وسياسي كبير للغاية".

وتعهدت دول "مجموعة السبع"، وهي المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا، واليابان، في بيان مشترك، بالقيام "بجهود إنسانية متجددة" تجاه الشعب الأفغاني، محذّرة جماعة "طالبان" بأنها "ستُحاسب" على أفعالها. بيد أن البيان لم يشتمل على تعهدات محددة بشأن تقديم المساعدات أو إعادة توطين اللاجئين، كما أنه يخلو من أي اقتراح لفرض عقوبات على الجماعة المتطرفة، التي استولت على السلطة في هجوم عسكري خاطف، وذلك بعد عشرين عاماً من إطاحتها في 2001.

وجاء الإعلان الفوري الوحيد عن تقديم مساعدة جديدة من الاتحاد الأوروبي، الذي عرض مضاعفة المساعدات الإنسانية المخصصة لأفغانستان من 50 مليون يورو (58 مليون دولار) إلى 200 مليون يورو (234 مليون دولار).

 ووعد دومينيك راب، وزير الخارجية، وبين والاس وزير الدفاع وبريتي باتيل وزيرة الداخلية، في رسالة مشتركة موجهة إلى أعضاء مجلسي العموم واللوردات، بأنه "يجري التعويل على القوة الكاملة للحكومة للتأثير "بهدف رفع عدد أولئك الذين يجري إجلاؤهم. غير أن الوزراء الثلاثة أقروا بأن "هذه الفرصة السانحة في مطار كابول للإجلاء العسكري ستصل قريباً إلى نهايتها... إنها لحقيقة محزنة أن العديد من أولئك الذين تمّ فحصهم والإعلان أنهم مؤهلون للإجلاء قد لا يستطيعون الوصول إلى المطار قبل أن تنتهي رحلاتنا".

ومن جهته، ذكر وزير الدولة السابق إيلوود أنه "محبط" بسبب نتائج القمة الطارئة. وقال الرجل العسكري المخضرم الذي يرأس حالياً لجنة الدفاع التابعة لمجلس العموم، لصحيفة "اندبندنت" موضحاً "نحن نرى أن أقوى الدول في العالم لا يمكنها حتى أن تبقي مطاراً واحداً مفتوحاً".

وأضاف إيلوود "سيقرر التاريخ ما إذا كانت هذه نقطة تحول بالنسبة لقدرة الغرب على التأثير في الشؤون الدولية، لكن ]يكفي أن نقول[ حالياً إن هذا يوم مظلم للغاية بالفعل".

وتابع النائب المحافظ "لن أود أن أقول إنه كان فشلاً شخصياً بالنسبة لرئيس الوزراء، ولكن هناك بالتأكيد ضرورة لإجراء محاسبة ذاتية من قبل بريطانيا بشأن علاقاتنا مع الولايات المتحدة وعدم قدرتنا على منع صناعة هذا القرار في البيت الأبيض، وهو قرار هدف إلى استرضاء الناخبين الاميركيين".

أما ليزا ناندي، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، فرأت أن "رئيس الوزراء قد فشل في إقناع الرئيس بايدن بالموافقة على تمديد جهود الإجلاء والحقيقة المؤلمة هي أن أشخاصاً سيُتركون هناك، وهو أمر مروع وغير معقول. كان هناك 18 شهراً للتحضير لهذا، ومع ذلك فكل ما حققناه هو هذا الصراع اليائس، مع وجود جنود ودبلوماسيين أبطال يحاولون اجتراح المعجزات فيما تمضي عقارب الساعة أبداً إلى الأمام".

واعتبر السير إد دايفي زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين أن "بوريس جونسون عاد من اجتماع القمة صفر اليدين. ينبغي أن تقف بريطانيا شامخة القامة في العالم، بيد أن رئيس الوزراء هذا يقصّر في كل ما يفعله".

وأضاف دايفي "لقد أخفق على المسرح الدولي مرة أخرى، وعواقب ذلك لا يمكن أن تكون وخيمة أكثر مما هي عليه".

وتعهدت طالبان، في أول مؤتمر صحافي تجريه منذ استيلائها على البلاد وعاصمتها كابول، بالتزامات منها أنها لن تسعى إلى الانتقام، وسيُسمح لمن يرغبون بمغادرة البلاد أن يرحلوا، كما ستُمنح النساء حقوقاً متساوية بموجب الشريعة الإسلامية.

لكن، أُفيد بعد ذلك أن أشخاصاً قد اعتُقلوا في بيوتهم أو عند نقاط التفتيش وهم في الطريق إلى المطار. وهذا يُظهر، إلى جانب عدد من عمليات القتل ومنع المواطنين الأفغان من التوجه إلى المطار والأوامر الصادرة للنساء بالبقاء في بيوتهن، مدى سرعة المتشددين الإسلاميين بفرض نُظم في منتهى القسوة.

كانت الأحداث التي تكشفت فصولها أخيراً مدمرة بالنسبة للأفغان الذين اعتقدوا أن الولايات المتحدة وحلفاءها سينقذونهم من قمع المتطرفين الإسلاميين. هكذا قالت بينيش ألايوال، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان لها من العمر 28 سنة وتعيش حالياً متخفية في مكان سري، "لم أعد أستغرب أن طالبان والرئيس الأميركي سيلحقان بنا الأذى في يوم واحد. أفترض أن شيئاً كهذا كان دائماً مرشحاً للحدوث منذ أعلن بايدن أنه سيسحب الجنود، وهو ما كان إشارة لطالبان كي تبدأ بالهجوم".

وأضافت الناشطة "لقد شجع الأميركيون والأوروبيون نساء مثلي للتعلم، والحصول على وظيفة والتعبير عن آرائنا. وهذه هي الأشياء التي تجعلني الآن هدفاً لطالبان".

© The Independent

المزيد من دوليات