لم تمر المشاركة الرياضية الفلسطينية في أولمبياد طوكيو وفق التمثيل الناقص "البطاقة الجامحة" من دون ضجة سياسية فاقت الحضور الرياضي الرمزي في دورات الأولمبياد المستمر منذ عام 1996.
فمقاطعة لاعبين عرب نظراءهم الإسرائيليين خلال ألعاب الأولمبياد هذا العام، شكلت ضجة سياسية، واتهامات فلسطينية - إسرائيلية متبادلة بخرق المبادئ الرئيسة للأولمبياد.
وتفجرت القضية مع إعلان لاعبي الجودو الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبدالرسول انسحابهما من اللعب مع الإسرائيلي بوتبول طاهار، وهو ما قوبل بترحيب رسمي فلسطيني.
وأشاد رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب بمقاطعة اللاعبين الإسرائيليين، وطالب "دول العالم أجمع بمقاطعة إسرائيل سياسياً ورياضياً بسبب العدوان الرسمي لدولة إسرائيل على الشعب الفلسطيني".
واتهم الرجوب إسرائيل "بعدم الالتزام بالميثاق الأولمبي العالمي، بسبب أنشطتها الرياضية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب القانون الدولي، وتقييدها الحركة الرياضية الفلسطينية، وشل قدرتها"، مضيفاً، "ذلك مبرر كافٍ لمواجهة العالم كله السلوك الإرهابي الإسرائيلي".
وخلال زيارته طوكيو زار الرجوب اللاعب الجزائري فتحي نورين إثر استبعاده من لجنة الأولمبياد من الدورة الحالية بسبب انسحابه من مواجهة اللاعب الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن منظمة (PMW) الإسرائيلية غير الحكومية التي تتولى "مراقبة الإعلام الفلسطيني وتوثيق التحريض" قدمت شكوى إلى اللجنة الأولمبية الدولية ضد الرجوب "بسبب إشادته بمقاطعة إسرائيل في أولمبياد طوكيو، وطالبت باتخاذ إجراءات تأديبية ضده".
واتهمت المنظمة الرجوب "بالدعم الصريح لمقاطعة الرياضيين الأولمبيين الإسرائيليين في انتهاك للمبادئ الأساسية للأولمبياد المتمثلة بعدم التمييز، والروح الأولمبية، بالإضافة إلى خرق مدونة الأخلاق الصادرة عن اللجنة الأولمبية الدولية".
ويتهم مسؤولون إسرائيليون الرجوب "بالخلط بين السياسة والرياضة، وبأنه لا يريد التنازل للرياضة على حساب السياسية، بل يوظف الأولى في خدمة الثانية"، بحسب وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية السابقة ميري ريغف.
وفي عام 2018 أوقف الاتحاد العالمي لكرة القدم الرجوب وغرّمه مالياً بعد شكوى قدمتها منظمة (PMW) لاتهامه بخرق القوانين الاتحاد الفرعية عبر "إشادته بالإرهاب والتحريض على الكراهية والعنف"، وهو ما دفع الرجوب إلى وصف رئيس المنظمة الإسرائيلية، إيتمار ماركوس، بـ"غوبلز القرن الحادي والعشرين" في إشارة إلى وزير الإعلام النازي.
وللمرة الأولى خلال دورات الأولمبياد، شهد الحفل الافتتاح للأولمبياد الإشارة إلى هجوم فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972، وأدى إلى مقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية وشرطي وقائد مروحية ألماني.
وتشارك فلسطين في الأولمبياد منذ دورة الألعاب الأولمبية في ولاية أتلانتا الأميركية عام 1996، لكنها لم تحصل على أي ميدالية.