Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال موريتانيا يواجهون الجريمة بكرة السلة

تغير النظرة المحلية للرياضة يهيئ الظروف لتطور هذه النشاطات في البلاد

يوم مختلف في حياة الفتاة الموريتانية مريم موسى (12 سنة)، حيث تنتظر منذ خمسة أشهر تحقيق أمنية قديمة طالما راودتها، تعلم كرة السلة.

مريم تستعد هي وعشرات الفتيات الموريتانيات للدخول في معسكر تدريبي في العاصمة نواكشوط يستمر عشرة أيام، سيتعلمن خلاله أساسيات وفنيات كرة السلة، وقواعد ومبادئ وقيم التسامح ومحاربة الجريمة.

ويمثل هذا النشاط باكورة جهود اتحادية كرة السلة الموريتانية بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

الرياضة كوقاية مجتمعية

يعمل القائمون على هذه التظاهرة الرياضية لجذب اهتمام الأطفال وخلق بيئة مناسبة تُبعدهم عن مخاطر تهدد آلاف الأطفال الموريتانيين.

ويوضح الناطق باسم الاتحادية الموريتانية لكرة السلة المختار كوريني، لـ"اندبندنت عربية"، أن "هذه الدورة التدريبية تُنظم لصالح 100 فتاة موريتانية دون عمر 18 سنة، قدمن من تسع محافظات، إضافة إلى عشر فتيات يمثلن العاصمة نواكشوط، ويستضيفها المعهد الموريتاني للشباب".

يأمل المنظمون أن تُسهم الدروس النظرية والتطبيقية التي يُقدمونها في زيادة إسهاماتهم في مجال التوعية المجتمعية ومخاطر الانحراف والجريمة، ويقدمون نماذج من قصص نجاح أسهمت الرياضة في تحقيقها في السياق الإقليمي لموريتانيا.

الرياضة تكسب

واجهت الرياضة تحديات كبيرة في تفهم الموريتانيين لها كمعطى حضاري جديد، ولعبت العقلية البدوية دوراً في رفض قيمها، إلا أن رياح التغيير التي حملتها العولمة أسهمت في تطبيع هذه العلاقة. فأصبح نجوم الرياضة وأصحاب النوادي الرياضية من المؤثرين في المجتمع، وتحولت قصص اللاعبين الموريتانيين في الدوريات الأوروبية والعربية إلى مثار تقدير.

ويرى الصحافي الرياضي الموريتاني بوبكر توري أن "الرياضة بصفة عامة أثبتت قدرتها الفائقة في تربية وتكوين الأجيال وضبط السلوك وتعزيز القدرات البدنية والذهنية، وهي تحث على الانضباط واحترام الآخر".

الجريمة تتراجع 

تتنوع المخاطر التي تهدد الأطفال الموريتانيين تبعاً لأوضاعهم الاجتماعية، لكن الجريمة وسوء المعاملة والتعنيف والتسرب المدرسي تعد من أهم التحديات في المدن الكبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الباحث الاجتماعي عبدالله محمد أن "الرياضة والتأطير المستمر للأطفال يُسهم في الحد من الجرائم التي يتهم بارتكابها أطفال. فغياب النموذج وانعدام الفضاءات الرياضية يفاقمان من احتمالية جنوح الأطفال للجريمة".

وتعتمد أهداف المؤطرين الذين يشرفون على تكوين هؤلاء الأطفال على تنمية مواهبهم الرياضية، وزرع قيم التسامح وتثمين المكاسب المدرسية. ويرى المدرب سليمان الفتح، المشرف الفني على التكوين، أن "الرياضة عموماً وكرة السلة تحديداً تساعد الأطفال على رسم ملامح شخصياتهم بشكل مستقل وآمن".

حلم يتشكل 

يحلم عديد من الفتيات المشاركات في هذه الدورة أن يحققن أحلامهن بالوصول للعالمية في مجال كرة السلة. وتقول مريم موسى "أملي كبير في أن أواصل تدريباتي حتى أمثل بلادي في منتخب كرة السلة للنساء، وأرجو أن تكون هذه الدورة هي البداية الحقيقية لمسار مهني رياضي يتوج بانتصارات إقليمية وعالمية".

أحلام مريم لا يراها توري بعيدة المنال، إذ يعتقد أن "الأنشطة الرياضية في موريتانيا أخذت منحنى جديداً بعد تغير النظرة الدونية لها من قبل المجتمع، فالتطور الذي طرأ على مستوى الإعلام المحلي أسهم بشكل كبير في الرفع من قيمة الأنشطة الرياضية، وهو ما جعلها تتسلل شيئاً فشيئاً إلى نفوس الأطفال، بحيث أصبحت سلوكاً وثقافة وعقلية بالنسبة إلى بعضهم. وباتت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وهذا ما يمكن أن يسهم في المستقبل القريب بتطوير الرياضة على المستوى المحلي ومكافحة الانحراف والتطرف والجريمة".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة