Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدل في موريتانيا... حول منتخب السيدات لكرة القدم

تشجيع خجول من مناصري قضايا المرأة الذين يعتبرون الحدث مصدر فخر

من تدريبات المنتخب الموريتاني للسيدات (اندبندنت عربية)

يستعد المنتخب الوطني لكرة القدم للسيدات في موريتانيا، لخوض أول مباراة له مع نظيره الجيبوتي، في الثلاثين من الشهر الجاري، في العاصمة نواكشوط أمام جماهير لم تعهد مشاهدة السيدات على السجادة الخضراء.

ولم تكن خطوة تشكيل منتخب للسيدات في مجتمع محافظ، لتمر من دون كثير من الانتقادات والقليل من التشجيع الخجول من مناصري قضايا المرأة الذين يعتبرون الحدث مصدر فخر واعتزاز للمرأة الموريتانية.

حواء في الملعب

خاض مدرب المنتخب الموريتاني للسيدات لكرة القدم عبدالله ديالو، حرباً لا هوادة فيها مع رافضي ممارسة السيدات للعب كرة القدم، معترفاً بحالة إحباط عاشها بقوله "فكرت لمرات عدة بترك مشروعي الذي آمنت به، وهو تدريب اللاعبات وجعلهن يمارسن هوايتهن في بيئة لا تعترف لهم بهذا الحق".

وبدأ المدرب الخمسيني عبدالله ديالو مشواره مع تدريبات السيدات، قبل أربع سنوات حين أنشأ نادياً مختلطاً لتدريب هواة كرة القدم من الجنسين في مدينة سيليبابي جنوب موريتانيا.

لاقت تجربة ديالو استحسان سكان المدينة، مما جعله ينتقل إلى العاصمة لتدريب أعرق نوادي السيدات فيها، ومن ثم اختاره الاتحاد الموريتاني لكرة القدم لتدريب منتخب السيدات.

في المقابل، ترى الناشطة الحقوقية مكفولة منت إبراهيم، أنها مع "أي فكرة تنسف القيود التقليدية للمجتمع، خصوصاً إذا كانت تتعلق بالرياضة. وتقول "أشجع الفكرة وأتمنى تعميمها لأن الرياضة لها فوائد كثيرة على الأشخاص الذين يمارسونها، وانعكاسات إيجابية لسمعة البلد دولياً، وبإمكاننا أن نمارس اللعبة مع مراعاة ضوابطنا".

رفض

تعاني اللاعبات في بيئة محافظة كموريتانيا، من سهام النقد، التي ترقى أحياناً إلى الرفض واعتبارهن يقمن بعمل غير شرعي، وتسرد قائدة المنتخب الموريتاني للسيدات أسلمها الداه لـ "اندبندنت عربية"، قصة وقوفها في وجه أسرتها والمجتمع. وتقول "رفضت أسرتي بشكل تام فكرة أن تصبح ابنتهم لاعبة كرة قدم، لأن المجتمع بصفة عامة يرفض لعب البنات لهذه الرياضة، ويعتبرون كرة القدم رياضة رجولية أكثر، تحول رفض والدي للفكرة إلى قبول تام، مع مرور الوقت لإصراري على مواصلة مشواري".

وعلى الرغم من تخطي عقبة التفهم الأسري على المستوى الضيق للاعبة أسلمها، إلا أن نظرة المعارف والمحيط الاجتماعي بقيت على حالها رافضة لما تقوم به. بيد أن ذلك لم يُعق تقدم الفتاة الحالمة بمجد كروي. وتقول قائدة المنتخب "أمارس هوايتي التي تحولت إلى احتراف بشكل محتشم، فأنا لا أرتدي ملابس قصيرة ورأسي مغطى بشكل تام".

الصمود

تتذكر قائدة منتخب السيدات بكثير من الاعتزاز، كيف كانت بدايتها مع كرة القدم "بدأت بلعب كرة القدم وعمري 6 سنوات في حارتي، ومن عام 2005 احترفت اللعب في نادي أف سي كمرا، توقفت قليلاً في العام الفائت لأستأنف مشواري مع كرة القدم، وحين لاحظت الاهتمام بكرة القدم عدت إلى الملاعب وأنا الآن قائدة لمنتخب موريتانيا للسيدات".

وتعترف أسلمها بوعورة الطريق التي اختارت أن تسلكه هي وقريناتها، لكنها تؤكد تمسكها بحقها بممارسة هوايتها التي لا تريد من ورائها أن تؤذي مشاعر أي أحد.

وتأمل قائدة المنتخب أن "يزيد الاتحاد الموريتاني من توفير الظروف التي تساعد على خلق بيئة رياضية تستطيع أن تحقق نتائج رائدة في المنطقة".

وتضيف أسلمهم أن موريتانيا "ليست بدعاً عن العالم الإسلامي، فأغلب الدول الإسلامية لديها منتخبات للسيدات كالأردن وإيران والجزائر".

التشكل من العدم

لم يكن لموريتانيا حتى وقت قريب منتخب للسيدات، ومع أن البلد كانت تنظم فيه مباريات للنساء، وينتظمن في نوادٍ خاصة بهن، إلا أن خطوة تشكيل المنتخب فاجأت أغلب الموريتانيين.

واعتبر الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، وهو الجهة التي يتبع لها المنتخب في بيان أصدره بمناسبة الإعلان عن تشكيل المنتخب، أن الخطوة "نوهت بمكانة المرأة في سياسة الاتحاد التنموية وأن كرة القدم النسائية وصلت إلى مستوى جديد في موريتانيا".

وترى أومو با وهي مسؤولة كرة القدم في الاتحاد، أن "عدم تعوّد الموريتانيين على مشاهدة لعب المرأة هو ما جعل أغلبهم لا يتقبلون الأمر". وتعترف با بجسامة المهمة الملقاة على ظهرها، وهي مستعدة لرفع التحدي ويشجعها على ذلك فرح البنات بتحقيق حلمهن بتمثيل بلادهن في المحافل الدولية.

وتضيف عرابة كرة القدم النسائية في موريتانيا "على الرغم من أننا بدأنا متأخرين، حيث لم يمض على انضمامي للاتحاد سوى ثلاث سنوات، إلا أننا استطعنا تنظيم دوري خاص بأندية السيدات، وتلعب فيه فتيات لديهن مهارات عالية، وقد شكلن نواة المنتخب الوطني للسيدات في مجال كرة القدم".

تحلم با "بأن ترى بناتها وهن ينافسن منتخبات أفريقيا والعالم، وأن يبلغ منتخب بلادها مستويات المنتخبات العالمية.

تنافس دولي

ستحلق لاعبات المنتخب الموريتاني للسيدات بأحلامهن صوب إسبانيا مباشرة بعد ملاقاة فريق جيبوتي في نهاية الشهر الحالي، وهناك سينافسن منتخبات عريقة في اللعبة.

ومن المقرر أن يواجه المنتخب الموريتاني للسيدات الجمعة 2 أغسطس (آب) المقبل فريق بوليفيا ضمن بطولة COTIF الدولية. وفي البطولة ذاتها ستلعب لاعبات المدرب عبدالله ديالو ضد فريق الهند للسيدات، وبعد ذلك ستواجه لاعبات المنتخب كلاً من منتخبي إسبانيا وغينيا.

المزيد من رياضة