Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاءات فلسطينية مع قادة رأي إسرائيليين لاستمالتهم نحو السلام

نقاشات مع كتاب وصحافيين وفنانين ومخرجين لدورهم في صياغة الوعي

مواجهات بين جنود إسرائيليين وفلسطينيين قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل (وفا)

ارتفعت خلال الأسابيع الماضية وتيرة لقاءات لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي الهادفة إلى "إحداث تحول في الرأي العام الإسرائيلي"، في ظل تجديد فصائل ومؤسسات فلسطينية مطالبتها بحل اللجنة باعتبارها "تسير وراء سلام زائف مع إسرائيل يكرس نظام الفصل العنصري".

وتشكلت اللجنة عام 2012 بقرار من القيادة الفلسطينية، وكترجمة لحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على "التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، واستمالته نحو السلام وإنهاء الاحتلال". وتقول اللجنة إنها "تستهدف الوصول إلى قادة الرأي في المجتمع الإسرائيلي، من كتاب وصحافيين وفنانين ومخرجين بسبب دورهم صياغة الوعي الإسرائيلي لخلق كتلة مؤيدة للسلام".

وبعد أكثر من أسبوع على زيارة صحافيين إسرائيليين إلى مقر منظمة التحرير في مدينة رام الله، التقى وفد ضم عشرين مخرجاً وفناناً وكاتباً إسرائيلياً بمسؤولين فلسطينيين في المدينة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية عن الوفد الإسرائيلي "رفضه استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وبقاء الوضع الراهن إلى الأبد، وإيمانه بوجود شريك فلسطيني للسلام".

شريك فلسطيني حقيقي

أكد الوفد أنه "سينشر للرأي العام الإسرائيلي وجود شريك فلسطيني حقيقي، وأن السلام الحقيقي والعادل لا يمكن أن يتحقق دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967".

وأشار المخرج السينمائي الإسرائيلي سيناي بيتر إلى أن "العمل سيتم لتعريف الإسرائيليين بحقيقة الواقع الفلسطيني، وسوء الاحتلال واستمراره المضر بالشعبين"، داعياً حكومته إلى "إنهاء السيطرة على الشعب الفلسطيني، وأن يعيش في دولته المستقلة".

والتقى الوفد الإسرائيلي رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني، ومحمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئس عباس للشؤون الدينية.

وطالب المدني خلال استقباله الوفد في "أن يكون للمثقفين والفنانين الإسرائيليين دور في العمل من أجل السلام العادل القائم على حل الدولتين، مع التوصل إلى حل منصف ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار الأممي 194، وكما ورد في مبادرة السلام العربية لعام 2002".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومطلع الأسبوع الجاري التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني مجموعة من الصحافيين في رام الله، ما أثار ردود فعل غاضبة بين الفلسطينيين. وقال مجدلاني، إن اللقاءات المتواصلة مع شرائح المجتمع الإسرائيلي كافة تهدف إلى "إحداث تحول في الرأي العام الإسرائيلي باتجاه دعم حقوق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وإقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

واعتبر مجدلاني أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية بين قوى يمينية ويسارية وفلسطينية "بداية تغيير في المجتمع الإسرائيلي، حتى وإن كانت هذه الحكومة غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة باتجاه إنهاء الصراع، إلا أنها قادرة على تثبت نفسها باتخاذ خطوات تفتح أفقاً سياسياً في العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية".

وأضاف مجدلاني أن "معظم حركات التحرر الوطني في العالم لجأت إلى شعوب الدول المحتلة للتأثير عليها بهدف إنهاء حكوماتها الاستعمار؛ كما حدث للجزائر مع فرنسا".

انحراف خطير

في المقابل، وصفت حركة حماس لقاءات لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي "بالانحراف الخطير في سلوك أعضاء في اللجنة التنفيذية للمنظمة، ووزراء ومسؤولين في السلطة"، موضحة أن ذلك "يشكل تحدياً لكل القيم الوطنية، وضرباً بعرض الحائط لمسيرة وتضحيات شعبنا الطويلة، ومشوار الثورة والمقاومة الباسلة".

واعتبرت الحركة أن تلك اللقاءات "امتهان للمنظمة، وانحراف خطير لدورها الذي أنشئت لأجله، وتعبير عن دلالات خطيرة للمسيطرين على المنظمة وأهدافهم". وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عدم معارضته تنظيم لقاءات مع إسرائيليين "يرفضون الاحتلال الإسرائيلي، ويدعمون حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم"، لكن خالد شدد على رفضه التواصل مع شخصيات أمنية وعسكرية إسرائيلية، أو من اليمين المتطرف قائلاً إن "التواصل معهم مضيعة للوقت، ويعطي المبرر لاستمرار الاحتلال".

بدورها، أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل لقاءات لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي "التطبيعية"، ودعت إلى "تكثيف الضغط الشعبي لحل اللجنة، والتنفيذ الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الداعية لفك الارتباط مع الاحتلال".

واعتبرت اللجنة أن تلك اللقاءات "تؤكد سير مسؤولين غير منتخبين عكس تيار الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو التحرر والعودة وتقرير المصير، كما تكشف تهافتهم وراء سلام زائف مع إسرائيل يكرس نظام الاستعمار - الاستيطاني والفصل العنصري".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات