Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتداد الصراع بين "فتح" و"حماس" للسيطرة على منظمة التحرير

تلك المواقف أدت إلى تأجيل القاهرة الحوار الوطني الفلسطيني بداية الشهر الحالي حتى قبل أن يبدأ

الرئيس عباس خلال اجتماعات "حركة فتح" في رام الله (وكالة وفا)

عاد الصراع بين حركتي "فتح" و"حماس" مجدداً حول الأقدر على تمثيل الشعب الفلسطيني، وذلك بعد عقود من الأولى على منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها أكبر فصائلها حجماً وجماهيرية.

لكن حركة "حماس"، منذ تأسيسها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، تسعى إلى "اختطاف" منظمة التحرير، باعتبارها منافسة لـ"فتح" في الجماهيرية بين الفلسطينيين، بحسب منتقديها من فصائل منظمة التحرير و"فتح".

وأدت حرب غزة في مايو (أيار) الماضي، إلى "انقلاب في الرأي العام ضد السلطة الفلسطينية وقيادتها لصالح حركة "حماس"، وتأييداً للعمل المسلح"، بحسب استطلاع للرأي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

ودفعت نشوة "انتصار حماس في الحرب" برئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، إلى القول إن "كل ما كان يطرح قبل 21 مايو لم يعد صالحاً"، معتبراً أن "منظمة التحرير من دون "حماس" مجرد صالون سياسي".

ولذلك، فإن "حماس" تسعى إلى ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام من بوابة دخولها منظمة التحرير، وليس عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تعترف بالاتفاقيات مع إسرائيل، كما يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

تأجيل الحوار

وأدت تلك المواقف إلى تأجيل القاهرة الحوار الوطني الفلسطيني بداية الشهر الحالي حتى قبل أن يبدأ، ذلك أن الجانبين ذهبا إلى مصر بأجندات وأولويات مختلفة.

وفي موقف يعبر عن احتدام الصراع بين الجانبين للسيطرة على منظمة التحرير، شدد الرئيس عباس على أنه لن يسمح "بسرقة الثورة والمنظمة"، مضيفاً أنه سيدافع "عن حركة "فتح" بإرثها وحاضرها ومستقبلها بدمي".

وأشار عباس، في كلمة خلال اجتماع المجلس الثوري لـ"فتح"، إلى أن قياداتها "ستحيي إرث هذه الحركة العظيمة... قائدة نضال شعبنا العظيم".

لكن عباس لم يغلق الباب أمام المصالحة بدعوته الحركتين وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "الجهاد الإسلامي" إلى "العودة فوراً إلى حوار جاد على مدار الساعة لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة الوطنية".

وكانت "حماس" قد قدمت إلى المسؤولين المصريين ورقة بتصورها لأجندة الحوار الوطني تضمنت "تشكيل قيادة جديدة، بمشاركة الأمناء العامين وممثلين عن فصائل أخرى" من دون الإشارة إلى اللجنة التنفيذية ولا إلى القوائم الانتخابية ومن دون أي إشارة إلى إنهاء الانقسام أو تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ومع أن نائب رئيس "حماس"، موسى أبو مرزوق، أشار إلى أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للفلسطينيين في الداخل والخارج بعيداً عن الوجهة السياسية التي اختارتها أو أيديولوجياً قياداتها، فإنه شدد على أن "شريحة شعبية تمثل رهطاً كبيراً من الفلسطينيين تغيب عنها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سقف "حماس"

"حركة حماس تريد السيطرة على منظمة التحرير"، قال عضو المجلس الثوري لـ"فتح"، محمد اللحام، مضيفاً أن ذلك "هو سبب تأجيل حوارات القاهرة"، بالإضافة إلى "سقف "حماس" المرتفع الذي اعتبر أن ما قبل حرب غزة ليس كما بعدها".

وأشار اللحام إلى أن "فتح" ترحب بانضمام حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى منظمة التحرير وفق برنامجها السياسي، مؤكداً أن رؤية "حماس" السياسية لا تختلف مع "فتح" حول ضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس.

ويرى المدير العام للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، هاني المصري، ​أن "طرح "حماس" إعادة بناء منظمة التحرير أولاً من دون اشتراط تبني الاستراتيجية النضالية وإنهاء الانقسام ولا إجراء انتخابات ولا تشكيل حكومة وحدة طرح فئوي، كونه يحقق لـ"حماس" الاحتفاظ بالسيطرة الانفرادية على قطاع غزة، والتقدم على طريق المشاركة، أو في هذه الحالة للاستيلاء على المنظمة".

وأضاف المصري أن ذلك "يضعف من إمكانية التقدم على طريق الوحدة الوطنية، ويفتح المجال لتحويل الانقسام إلى انفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية".

وأوضح أن حرب غزة "غيرت المشهد الفلسطيني، لكنها لم تغير الواقع المليء بالتحديات التي تواجه الفلسطينيين، فلا تزال الحرب طويلة، ولحظة الانتصار الحاسم لم تحن بعد".

وأشار المصري إلى أن "التفرد والاستئثار، وعدم الإيمان بالشراكة والتمسك بخيار أوسلو على الرغم من فشله، والمقاومة المسلحة كخيار أحادي سبب فشل محاولات استعادة الوحدة الوطنية"، مضيفاً أن "ما منع إعادة بناء المنظمة ليس العامل الفلسطيني فحسب، على أهميته، وإنما الأوضاع العربية والإقليمية والدولية".

وشدد المصري على أن الثمن المطلوب من "حماس" لكي يعترف بها العالم "يصل في حده الأدنى إلى هدنة طويلة الأمد، والقبول بدويلة في غزة ترتبط أو لا ترتبط بمعازل الضفة مقطعة الأوصال، بينما يصل في حده الأعلى إلى ضرورة قبولها بشروط اللجنة الرباعية".

"لا تمثيل لمنظمة التحرير"

لكن النائب في المجلس التشريعي المنحل، أيمن دراغمة، أشار إلى أن الحركة "لا تسعى إلى سرقة أو السيطرة على "منظمة التحرير"، مشدداً على ضرورة الذهاب إلى صيغة توافقية تشاركية تكسر احتكار أي جهة للمنظمة.

ولفت إلى أن "منظمة التحرير" بوضعها الحالي لا تمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأن التثميل على مر التاريخ ليس ثابتاً ومتغيراً.

وأكد دراغمة أن عديداً من فصائل ومكونات "منظمة التحرير" لم يعد لها تمثيل يذكر بين الفلسطينيين، مضيفاً أن حركة "حماس" تحظى بتأييد واسع بين الفلسطينيين، ويجب أن ينعكس عند إعادة بناء "منظمة التحرير".

وحول فشل حوار القاهرة قبل أن يبدأ، رأى أن ذلك يعود إلى "إصرار حركة "فتح" على طرح تشكيل حكومة وحدة وطنية تقبل بشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير