Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأفغان يحتاجون مساعدتنا وخطر طالبان يتهدد كثيرين منهم

أشرف على تربية شابة هربت أسرتها من تلك البلاد التي يعاني أناسها العاديون

دورية مسلحة لحركة "طالبان" في مدينة هرات (أسوشيتدبرس)

في 2001، إبّان إمساك "طالبان" بمقاليد السلطة في أفغانستان، حُرمت النساء من التعليم والعمل، ولم يكن باستطاعتهن أن يزرن المراكز الصحية وكُنَّ قد أُجبِرْنَ أيضاً على ارتداء البرقع الذي لم يكن خياراً على غرار حاله  في المملكة المتحدة. [فرضت حكومة شكّلتها حركة "طالبان" سيطرتها على معظم أفغانستان بين عامي 1996 و2001].

في هذه الأيام، تحاول "طالبان" إثبات أنها قد تغيرت، من خلال سعيها إلى عقد تحالفات مع بعض خصومها السابقين والحصول على دعم منهم أيضاً. وكذلك تفيد حركة "طالبان" بإن النساء يستطعن أن يتعلمن ويزاولن الوظائف، مشيرة إلى أن ذلك ينسجم مع مبادئ الإسلام والتقاليد الأفغانية أيضاً. بيد أن الحركة تحتفظ بتفسيراتها المراوغة بشأن ما تعتبره صائباً.

في هذا الإطار، لفت أنطوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي أخيراً إلى أنهم ["طالبان"]، "ارتكبوا فظائع في المناطق التي استولوا عليها، وقد جرى الإبلاغ عنها". وكذلك تفيد الأفغانيات اللواتي يواجهن القهر حاضراً إن "طالبان" لم تتغير على الإطلاق من الناحية الأيديولوجية. مع حلول 11 سبتمبر (أيلول)، ستسحب الولايات المتحدة قواتها بالكامل تقريباً وستحذو دول التحالف حذوها، فما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للأفغان الذي تُركوا كي يتدبروا أمورهم بأنفسهم؟  

لم يُكتب النجاح لمحاولات عدّة أُجريت بغرض تشجيع الأطراف كافة على إيجاد حل سلمي للنزاع. وعلى الرغم من أن التوصل إلى اتفاق بالخطوط العريضة في ديسمبر ( كانون الأول) عام 2020 على أن تتواصل المفاوضات لبلورة التفاصيل، فإن مباحثات السلام التي تلت لم تحرز أي تقدم يذكر.

ومع ذلك، تعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الأهداف الأصلية لحملتهم في أفغانستان قد تحققت، واستمرار وجودهم العسكري هناك لم يعد مناسباً. وأنا أخالفهم الرأي حول ذلك.

كنا جميعاً نعلم أن القوات ستخرج من أفغانستان، بيد أنني لا أتفق مع طريقة هذا الخروج.

منذ فترة  طويلة، أعملُ على توجيه شابة أفغانية وأُشرِفْ على تربيتها، بعدما هربت أسرتها من "طالبان". وقد غادرت تلك العائلة البلاد كي ترتاح من بطش "طالبان". وبدءاً من تبرج النساء سراً لحضور الأعراس،  ووصولاً إلى التستر أثناء التنقل في الخارج، عبرتْ العائلة المؤلفة من ست بنات وابن واحد، خمس دول قبل أن تستقر في المملكة المتحدة. وتخشى هذه العائلة على قريباتها الكثيرات اللواتي يعشن في أفغانستان لأن احتلال "طالبان" مزيداً من الأراضي يعني أن ملايين النساء والبنات سيتعرضن للاضطهاد والعنف. واستذكرت إحدى البنات الست أنه "حينما حكمت "طالبان" أفغانستان، قررت منعنا من الذهاب إلى المدارس بهدف حرماننا من التعليم كي لا نصبح أقوى وأقدر في لعب دور قيادي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أُحرِزَ تقدّمٌ في تعليم الفتيات منذ إطاحة "طالبان" قبل عقدين من الزمن، لاسيما أن المعونات الخارجية ساعدت في بناء المدراس وتأمين الوصول الآمن إلى التعليم بالنسبة لهن. لم يكن ذلك التعليم مثالياً، بيد أنه مثّل، في الأقل، خطوة في الاتجاه الصحيح.

وقد تعرضت مدرسة "سيد الشهداء" في كابول خلال مايو (آيار) 2021 إلى هجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 85 ضحية، ضمن  عديد من طالبات المدراس اللواتي كُنَّ مصممات على نيل قسط من التعليم. ويعتبر ذلك الاعتداء مؤشراً على أن سيطرة "طالبان" من شأنها أن تؤثر بشكل غير متناسب على البنات والنساء، خصوصاً اللائي يحاولن أن يصنعن مستقبلاً أكثر إشراقاً لأنفسهن.

في هذا السياق، ذكر السير إد دايفي، زعيم حزب "الأحرار الديمقراطيين" إنه "فيما تبسط "طالبان" هيمنتها على مساحات شاسعة من الأراضي أثناء زحفها على كابول، تواجه ملايين النساء والبنات احتمال بدء مرحلة جديدة من الظلم وعدم المساواة والوحشية، في الوقت الذي يتبلور فيه احتمال تشكُّل قوة مُوجِهة للإرهاب الدولي في أنحاء أفغانستان".

دفعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي قادها تنظيم "القاعدة"، إدارة بوش إلى اتخاذ قرار بشن حرب عالمية على الإرهاب، ووضع حقوق المرأة الأفغانية وتمكينها في صميم المعركة ضد "طالبان".

وفي ظل إدارة أوباما الذي خلف بوش، ذكرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في خطاب عرضت فيه توجهاً سياسياً بشأن أفغانستان، إنه يتوجّب على "طالبان" أن ترفض نهج "القاعدة" أو "تواجه عواقب" تتأتى من تشبثها به. وفي معرض حديثها عن المساهمة الكبيرة التي قدمتها النساء الأفغانيات لمجلس "السلام جيرغا" (الاسم المختصر لـ"مجلس السلام جيرغا الاستشاري الوطني الأفغاني")، أكّدت الوزيرة السابقة، "نحن نؤمن بأن إسكات النساء أو تهميشهن من شأنه أن يقوّض إمكانية تحقيق سلام قابل للاستمرار".

وإذا فشلت حكومة المملكة المتحدة في التعاون مع الشركاء الدوليين وتعزّزت سطوة "طالبان" في ميادين المعارك، فسنكون عندها قد أخفقنا في تحمل مسؤولياتنا تجاه الشعب الأفغاني. وسيكون مصير البنات والنساء الأفغانيات وحقوقهن في ذلك الوقت، مُعلّق بخيط رفيع .

* رابينا خان عضوة مجلس بلدي عن حزب "الأحرار الديمقراطيين".  

 

© The Independent

المزيد من آراء