Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض افتراضي يجمع فنانين أوروبيين وعربا حول مفهوم "البصمة"

أعمال تتحاور ثقافيا وتقدم وجهات نظر وأجوبة مختلفة

لوحة للرسامة الكويتية غادة الكندري (الخدمة الإعلامية للمعرض)

"البصمة"، هو عنوان المعرض الذي تنظمه ديوانية الفن في الجزائر حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على منصة آرتسي للفن. يجمع معرض البصمة ثمانية فنانين من الجزائر والسودان وفرنسا والكويت وتونس وفلسطين والعراق. هي بصمة تجمع بين جماليات الأصالة والمعاصرة، وبين بساطة العرض وعمق الرسالة والجمع بين ثقافات وتوجهات مختلفة من خلال هذا المعرض الافتراضي يسعى غاليري ديوانية الفن للخروج من أجواء الجائحة الاستثنائية إلى الفضاء الافتراضي الرحب كما يقول البيان المصاحب للعرض.

تتجاوز فكرة العرض العوائق المتمثلة في قدرة الفنانين المشاركين من بلدان مختلفة على الانتقال والمشاركة واقعياً، وهو الأمر الذي تتيحه بسهولة مثل هذه المنصات الرقمية. وتسعى ديوانية الفن من خلال تنظيمها لمثل هذه المعارض إلى خلق نشاط ثقافي حقيقي في الفنون البصرية وفتح المجال أمام الفنانين الجزائريين للمشاركة بفاعلية في هذا النشاط العابر للحدود.

بين المشاركين باتريك آلتيس وهو فنان فرنسي من أصول إسبانية ولد في مدينة وهران الجزائرية عام 1957 وعاش لفترة في جنوب أفريقيا. يؤكد ألتيس من خلال أعماله على قيم التسامح والمساواة ومحاربة صور الإقصاء والعنصرية. كما تشارك الفنانة الكويتية غادة الكندري بمجموعة من أعمالها المرسومة بخامتي الأكريليك والباستيل الزيتي. ويبدو واضحاً تأثر الكندري في معالجاتها التصويرية بأساليب الفنانين الكلاسكيين من أمثال سيزان وماتيس وكلمت، كما تستلهم أعمالها أحياناً من الكتب الهزلية والقصص المصورة. أما الفنان الفلسطيني تيسير بركات فتبدو شخصياته خارجة من حكايات الأمهات والجدات. هو يروي من خلال أعماله طبيعة الحياة في فلسطين مستعيناً بالرموز الدالة والعلامات. وكان لتجربة الفنان الشخصية بالغ الأثر على معالجاته الفنية، إذ عاش متنقلاً بين مدن وبلدان عدة، من الضفة الغربية حيث مسقط رأسه، إلى مخيم جباليا، وكذلك إقامته الطويلة للدراسة في مدينة الإسكندرية في مصر. تنعكس كل هذه الأجواء على أعمال بركات وتتجسد في توتر خطوطه وثراء ألوانه.

خط شرقي وعربي

ومن فرنسا أيضاً يطالعنا "زيفا" وهو الاسم المستعار لفنان الغرافيتي الشهير فانسو أبادي، وهو يعد أحد أعمدة ما يمكن تسميته فن الخط العُمراني، فقد تأثر زيفا بفنون الخط الشرقية والغربية، واستلهم من أعمال الخطاط العربي حسن مسعودي وجورج ماتيو، وله أبحاث في تفكيك بنية الحروف ودراسة البعد العابر للثقافات الذي يحمله الحرف كعلامة، ليشكل من كل ذلك لغة بصرية جديدة، حاول نشرها في العمران الحضري في أعمال جدارية ضخمة في أوروبا والشرق الأوسط. وهي أعمال تربط بين المادة والروح وتسعى إلى تفكيك العوائق وإرساء بصمة لرؤية عالمية.  

ومن تونس تشارك الفنانة آمنة الزغل وهي فنانة تونسية تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وهي تصف أعمالها بأنها تشبه صوراً لمساحات وفضاء لا متناه تثير مشاعر التحرر والخطر، أو هي مثل شبكة أنساق وأنماط مترابطة، ليست تابعة لمنطق هرمي ولا تتقيد بالمنظور، هي مقاطع غير مرتقبة لا يمكن الإحاطة بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الفنان العراقي شاكر الألوسي، فتمزج أعماله بين الأصالة والمعاصرة في لوحات مشبعة بالتراث الشعبي العراقي. في أعمال الألوسي ثمة استحضار لافت لصورة المرأة البغدادية بزيها التقليدي. كما تطالعنا أيضاً أعمال الفنان الجزائري عدلان صامت الذي تراوحت أعماله بين التركيبات العفوية الطفولية والتقنيات الغرافيكية عالية الدقة، وهو يصنع منهما لغة شعرية غامضة تتجاوز بعفوية لمساتها الواقعية الكلاسيكية. ومن الجزائر أيضاً يشارك الفنان حسان دريسي الذي يستلهم أعماله التصويرية من العمارة والمباني التراثية، في محاولة منه للربط بين الفن التشكيلي والعمارة.

تُعد منصة آرتسي هي المنصة الأكبر عالمياً لتقديم وعرض الأعمال الفنية على فضاء الإنترنت. وعلى الرغم من تأسيسها قبل عشر سنوات تقريباً، فإنها قد رسخت وجودها ودورها الفاعل على الساحة العالمية بعد انتشار وباء كورونا ولجوء معظم الفعاليات إلى الفضاء الافتراضي كبديل آمن في ظل حالة الإغلاق الدولي وتعذر انتقال الفنانين وأعمالهم من مكان لآخر. تستضيف المنصة معارض فردية وجماعية لفنانين من مختلف أنحاء العالم، وتستقطب ما يزيد على مليوني زائر شهرياً. وتعد ديوانية الفن في الجزائر المساحة الفنية الوحيدة على المستوى العربي التي تعقد شراكة مع هذه المنصة العالمية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة