Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفى بريطاني يطلب النجدة بعد استنفاد أسِرة الرعاية الحرجة لديه

حصري: بيانات جديدة تكشف عن ارتفاع عدد المرضى طالبي الاستشفاء بنسبة 30 في المئة خلال أسبوعين في مختلف أنحاء إنجلترا

مستشفى رويال بولتون اضطر إلى إرسال مرضاه من ذوي الحالات الحرجة إلى مستشفيات مجاورة، بسبب الطلب المتزايد على الأسِرة (رويترز)

في خطوة احترازية تعكس الوضع المتدهور الذي يعاني منه قطاع الاستشفاء في المملكة المتحدة، اضطر مستشفى بريطاني يقع في وسط بؤرة تفشي فيروس "كورونا" شمال غربي إنجلترا، إلى إرسال مرضاه من ذوي الحالات الحرجة إلى مستشفيات مجاورة، كي يتمكن من التكيف مع الوضع القائم والتعامل مع الطلب المتزايد على الأسرة والحالات الطارئة لديه.

وأفادت معلومات من مصادر متعددة لصحيفة "اندبندنت"، بأن المستشفى يتعرض لضغوط متزايدة مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ"كوفيد - 19" التي تستدعي الاستشفاء في الأسابيع الأخيرة. وفي محاولة للتخفيف من الضغط الراهن، اضطر إلى تفعيل خطط "المساعدة المتبادلة" بالتعاون مع مستشفيات أخرى تقع في الجوار.

القيمون على "مستشفى رويال بولتون" Royal Bolton Hospital (في بلدة فارنورث) أكدوا هذه المعلومات، وأوضحوا أنهم نقلوا عدداً قليلاً من المرضى من ذوي الحالات الحرجة إلى مستشفيات قريبة في المنطقة، كي تتمكن مؤسستهم من التعامل مع الوضع المستجد.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه آخر البيانات الخاصة المتعلقة بإحصاء عدد الحالات الاستشفائية في إنجلترا، إلى أن عدد المصابين بعدوى "كوفيد - 19" من الذين يتطلبون رعاية طارئة، قد ازداد بنسبة 30 في المئة خلال أسبوعين، وذلك منذ الثاني من يونيو (حزيران) الجاري، بحيث ارتفع من 801 مصاب إلى 1057، الأربعاء الفائت.

في غضون ذلك، نبه علماء حكوميون إلى أن قابلية التفشي المتنامية لمتحور "دلتا" الجديد، قد تتسبب في موجة من الإصابات وحالات كبيرة من الاستشفاء، كتلك التي شوهدت في الفترات السابقة للفيروس في يناير (كانون الثاني) عام 2020 وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي، عندما كانت متحورات الفيروس التي سببت تلك الزيادات أقل نشراً للعدوى بنسبة 60 في المئة من متغير "دلتا"، الذي أصبح مهيمناً الآن في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كريس هوبسون الرئيس التنفيذي لـ"أن أتش أس بروفايدرز" NHS Providers، المنظمة التي تضم في عضويتها الطوعية جميع مستشفيات "الخدمات الصحية الوطنية" وتقوم بتمثيلها، أكد لصحيفة "اندبندنت" أن الوضع في "مستشفى رويال بولتون" انعكس على مختلف أنواع الخدمات الصحية، في وقت تواجه فيه المستشفيات تحديات كثيرة. وقال إن "المستشفيات منهمكة إلى حد كبير في معالجة التراكم المتزايد في طلب الرعاية، وكذلك الزيادة في الطلب على الرعاية العاجلة وحالات الطوارئ، واستمرار الضغوط الناجمة عن تفشي فيروس "كوفيد - 19".

وبحسب أرقام "هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا" NHS England، كان يوجد في المستشفى، الأربعاء، 1057 مريضاً مصاباً بعدوى "كوفيد" - الرقم هو من المستويات التي سُجلت آخر مرة في مطلع مايو (أيار). وعلى الرغم من أن 138 مريضاً غادروا المستشفى خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، فإنه سُجل دخول 82 حالة جديدة لمرضى "كوفيد - 19"، وثبتت نتائج اختبار 110 مرضى في المستشفى على أنها إيجابية لجهة الإصابة بالفيروس.

ويوجد في بولتون الآن 41 مريضاً مصاباً بعدوى "كوفيد"، وهو رقم أقل من الذروة التي كانت قد وصلت إلى 49 مصاباً في السابع والعشرين من مايو (أيار) الماضي، لكن مع وجود 12 مريضاً في غرف العناية المركزة. وفي المقابل وُضع ما مجموعه 36 مريضاً على آلات الأوكسجين. ويوجد الآن في "مستشفى رويال بلاكبيرن" Royal Blackburn Hospital في لانكَشير 57 مريضاً مصاباً بفيروس "كوفيد"، منهم 17 في غرف العناية المركزة.

في المقابل، كشف أحد المصادر لصحيفة "اندبندنت" أن المستشفى كان ينقل المرضى طوال الأسبوع الماضي بغية الحفاظ على الأسرة الاحتياطية في العناية المركزة، ولإتاحة المجال أمام إجراء عمليات جراحية روتينية. وقال المصدر نفسه: "بهذه الطريقة تمكنا من الحفاظ على استمرارية الخدمات الاختيارية. إن (غالبية المرضى) الذين تم نقلهم كانوا من غير المصابين بعدوى ’كوفيد‘. وقد بقي معدل قبول مرضى ’كوفيد‘ لدينا على ما هو عليه إلى حد ما، من حيث الرعاية الحرجة".

تجدر الإشارة إلى أنه لا يتم عادة نقل الحالات الخطرة والحرجة، لمجرد إخلاء الأسرة من المرضى، لكن المستشفيات تعمل معاً بشكل متزايد في محاولة للصمود والاستمرار في وتيرة عملياتها. ويتعين عليها في حال عدم توافر أسِرة احتياطية في غرف العناية المركزة، أن تؤخر العمليات الجراحية كتلك التي تُجرى في الورك.

متحدث باسم المستشفى قال: "طلبنا على مدى الأسبوع الماضي مساعدة متبادلة من مستشفى مجاور، من أجل نقل عدد قليل جداً من المرضى من قسم الرعاية الحرجة لدينا، وذلك وفق الخطط المتفق عليها في جميع أنحاء ’مانشستر الكبرى‘ في إطار خطط الاستجابة الطبية خلال فترات تزايد الطلب على الاستشفاء".

وأضاف: "من المتفق عليه طبياً خلال فترات الذروة، أن يتم نقل المرضى إلى مؤسسات طبية أخرى، ضمن شبكة الرعاية الحرجة، بطريقة مخطط لها، من أجل المحافظة على القدرة الاستيعابية المناسبة لدى المستشفيات، خصوصاً عند التحوط لفترات الضغط المتوقعة، ومن أجل السماح للمرضى بالحصول على أفضل مستويات الرعاية ضمن البيئة الأكثر ملاءمة".

وفيما تُظهر آخر البيانات أن المستشفيات قد بلغت قرابة 90 في المئة من معدلات استجابتها الطبية قبل انتشار الوباء، قال كريس هوبسون الرئيس التنفيذي لـ"أن أتش أس بروفايدرز" إن "المستشفيات تلجأ إلى مثل هذه الخطوات الاحترازية، في إطار تعزيز تدابير مكافحة العدوى، والحيلولة دون وقوع إصاباتٍ بالفيروس داخل المؤسسات الاستشفائية، وتفادي الانخفاض الكبير في أعداد الأسرة. كل ذلك يجري بالتوازي مع حملات التطعيم على المستوى الوطني".

وأضاف هوبسون: "إلا أننا ندرك أنه حتى ارتفاع طفيف في الضغوط التي يسببها ’كوفيد‘، يمكن أن يؤثر على الرعاية الطبية للحالات غير المتعلقة بالوباء، بحيث يتعين تغيير الأولويات".

وختم بالقول، إن على الوزراء المعنيين في الحكومة أن يلتزموا تأمين مصادر تمويل دائمة للنماذج الطبية الجديدة المعتمدة في صرف المرضى، والتي تقضي بتقييم حالة هؤلاء ضمن مجتمعاتهم، بغية توفير مزيد من الأسرة داخل المستشفيات. وأشار إلى أنه خلال فترة تفشي الوباء، أدى ذلك إلى تأمين قرابة 30 ألف سرير إضافي في المستشفيات للمرضى، محذراً من أن وقف التمويل قد يحد من قدرات المستشفى ومن إمكاناته الاستيعابية بشكلٍ أكبر.

© The Independent

المزيد من صحة