Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرئيس السابق غباغبو يعود إلى ساحل العاج لتكريس "المصالحة الوطنية"

حكم البلاد منذ عام 2000 واعتقل في أبريل 2011 ثم نُقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لكنه خرج منها بريئاً

مناصرو الرئيس السابق لساحل الحاج لوران غباغبو يستعدون لاستقباله في أبيدجان (أ ف ب)

غادر الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو، بروكسل الخميس 17 يونيو (حزيران)، متوجهاً إلى بلاده التي أجبر على مغادرتها قبل 10 أعوام، في خطوة سمحت بها تبرئته من قبل القضاء الدولي من تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وموافقة منافسه الرئيس الحالي الحسن واتارا باسم "المصالحة الوطنية" عليها.

وقال الناطق باسمه جاستن كاتينان كوني، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طائرة غباغبو "أقلعت". ويفترض أن تحط في أبيدجان في الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينيتش.

وأعلنت محاميته حبيبة توري التي كانت موجودة في مطار بروكسل، أنه لم يحيي أنصاره ولم يظهر أمام عدد كبير من الصحافيين الحاضرين "لأسباب أمنية". وأضافت أنه "سعيد ومتحمس ويريد أن يؤدي دوره في محاولة التوفيق بين سكان ساحل العاج". وتابعت أن غباغبو (76 سنة) "يحتاج إلى التحدث إلى شعبه".

الاستقبال

ويعيش غباغبو العائد على متن رحلة طيران نظامية في بلجيكا منذ تبرئته من قبل المحكمة الجنائية الدولية في يناير (كانون الثاني) 2019 وتثبيت القرار في الاستئناف في 31 مارس (آذار).

وسيستقبله قادة حزبه "الجبهة الشعبية لساحل العاج" في الجناح الرئاسي في المطار الذي وضعه واتارا بتصرفه، بحضور عشرات الشخصيات.

وبعد وصوله، سيتوجه الرئيس السابق إلى حي أتوبان حيث يقع مقر حملته الانتخابية السابقة للاقتراع الرئاسي الذي جرى عام 2010، بحسب بيان لـ"الجبهة الشعبية لساحل العاج" دعا "أعضاء قيادة الحزب" إلى استقباله.

ولم تحظر حكومة واتارا التجمعات على طريق الموكب، لكن الشرطة فرّقت عشرات من المؤيدين بالقرب من المطار بالغاز المسيل للدموع.

تفادي العنف

وكانت مسألة استقبال الرئيس السابق في صلب مفاوضات أخيرة بين الحكومة وحزبه. فالحكومة لا تريد أي "احتفالات بانتصار"، فيما يريد الحزب استقبالاً شعبياً يسمح لأكبر عدد ممكن من أنصاره بالنزول إلى شوارع أبيدجان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشكل أمن غباغبو الرهان الرئيس إلى جانب تفادي أي فلتان أو عنف لا يريده المعسكران.

وفي حي يوبوغون الشعبي في أبيدجان، الذي يعتبر مؤيداً لغباغبو، ينتظر السكان عودته بفارغ الصبر.

وقالت ناشطة ترتدي قميصاً يحمل صورته وبدا عليها السرور، "نحن جاهزون". وأضاف شاب، "نريد أن نراه حتى نصدق"، وكان يرتدي قميصاً كتب عليه "غباغبو بريء الحمد لله".

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن الشباب يحملون أعلام ساحل العاج ويسيرون من حي يوبوغون الشهير للوصول إلى المطار.

العودة من أجل "مصالحة وطنية"

أما معارضو غباغبو، فما زالوا يرون أنه دفع البلاد إلى الفوضى عبر رفضه الاعتراف بهزيمته أمام الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2010. وأدى رفضه للنتائج إلى أزمة خطيرة تلت الانتخابات سقط خلالها حوالى ثلاثة آلاف قتيل.

وفي أبريل (نيسان) 2011، اعتقل غباغبو الذي كان يحكم البلاد منذ عام 2000، ثم نُقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتدين جمعيات الدفاع عن ضحايا هذه الأزمة "إفلاته من العقاب"، وتنوي التظاهر الخميس في أبيدجان.

ويؤكد المقربون منه أنه عائد من دون أي نيّة للانتقام، بل للعمل من أجل سياسة "مصالحة وطنية".

"وحدة مقدسة"

ورأى الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لساحل العاج"، أسوا أدو، أن البلاد التي ما زالت تعاني من عقدين من العنف السياسي العرقي "يجب أن تتحد". وأضاف أن ساحل العاج "تواجه اليوم خطر زعزعة للاستقرار من قبل المتطرفين" بعد هجمات على الجيش أسفرت أخيراً عن مقتل أربعة جنود في الشمال على الحدود مع بوركينا فاسو.

ويشاركه هذا الرأي الكاتب والصحافي المؤيد لواتارا، فونيس كونان، الذي كتب هذا الأسبوع في مقال افتتاحي في صحيفة "فراترنيتيه ماتان" الموالية للحكومة، أنه "يجب أن نصنع الوحدة المقدسة قبل أي شيء آخر" وأن نوحد "جهودنا للتصدي للإرهابيين".

وما زال غباغبو يخضع لحكم صدر في ساحل العاج بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة "السطو" على البنك المركزي لدول غرب أفريقيا خلال أزمة 2010-2011.

وفي إعلانه في أوائل أبريل أن غباغبو يتمتع بحرية العودة إلى ساحل العاج، لم يأتِ الحسن واتارا على ذكر الحكم لكن الحكومة ألمحت إلى أنها ستلغيه.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات